بقلم: آفي أشكنازي /يضغط الأميركيون بكل قوة لإنهاء القتال في غزة وحدود الشمال، لتحرير المخطوفين ولمحاولة أن يستقر في المنطقة ائتلاف دول عربية معتدلة مع إسرائيل حيال ايران ودول محورها. يعمل الجيش الإسرائيلي في الهجوم كآلة مزيتة ويفكك ذخائر “حماس” التي راكمتها على مدى السنين.
غير مرة، يسلم قادة في “حماس” أنفسهم للجيش الإسرائيلي بدون معركة، ويضعون أسلحتهم في مداخل المبنى وهم منهكون.
مثلما في “حملة الجدة”: بدأ الجيش الإسرائيلي بأقوى قوة وبعدها صعّد. دخل المناورة في غزة بقوة عظيمة، وبعد فترة مراوحة يبدو أنه يصعّد في الآونة الأخيرة الوتيرة في غزة وفي لبنان. في رفح تعمل قوات اللواء 401 من المدرعات ولواء الناحل في حي تل السلطان، الحي الأخير الذي لم يعالج حتى النهاية في رفح. في خان يونس يعمل لواء 7 من المدرعات ولواء المظليين في مدينة حمد، وفي دير البلح. في محور نتساريم يعمل الجيش الإسرائيلي على كشف المنطقة المبنية لمنع “حماس” من ملاحقة القوات العاملة. في حدود لبنان، يمكن أن نرى ارتفاعا في وتيرة هجمات قيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجو.
على الرغم من الألم الهائل من الشهداء، والخوف على سلامة المخطوفين والجرحى ومعاناة المخلَون في الشمال وفي الجنوب، يلوح الأفق في هذا الوقت أن وضع الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل لا يزال افضل بكثير من وضع “حماس” و”حزب الله”. ولكن لا ينبغي أن نتشوش: القتال على مدى قرابة سنة يسحق الجيش الإسرائيلي، المجتمع الإسرائيلي، الاقتصاد، أطفال إسرائيل، جنود الاحتياط، وغيره وغيره.
في العالم التكنولوجي، عندما تفحص في المختبرات قوة طينة مبنى هندسي أو آلي يسمى هذا “تحليلا”. تحليل قوة الطينة يحدد جهود مقاومة الطينة لأعمال كالشد، الضغط، الليّ، والطي – كما يفحص ملاءمة المبنى أو الآلة للصلابة المطلوبة منه.
هكذا أيضا إسرائيل الآن. صرح رئيس الوزراء، أول من أمس، في جلسة الحكومة: “نجري مفاوضات أخذ وعطاء وليس عطاء وعطاء. توجد أمور يمكننا أن نكون مرنين فيها، وتوجد أمور لا يمكننا أن نكون مرنين فيها، ونحن نصر عليها. وعليه فإن الضغط يجب أن يوجه إلى “حماس” والسنوار وليس إلى حكومة إسرائيل. الضغط العسكري القوي والضغط السياسي القوي هو السبيل لتحقيق تحرير مخطوفينا”.
من حيث المبدأ، ينبغي الموافقة على هذه الأقوال، باستثناء انه لأجل العمل بالحذر الواجب على رئيس الوزراء أن يفحص في كل يوم تحليل دولة إسرائيل: أهلية قوات المدرعات وطائرات سلاح الجو التي تقاتل بلا توقف، سنة كاملة، بقوى عالية: إن يفحص مناعة رجال الاحتياط، الذين استدعوا حتى الآن لجولة ثالثة، وان يفحص مدى تراجع الاقتصاد الإسرائيلي، وأن يفحص وضع المجتمع الإسرائيلي، وليس فقط في استطلاعات الرأي العام، كم من المقاعد يحصل عليها في مواجهة بيني غانتس، يائير لابيد أو نفتالي بينيت، بل أيضا كم عائلة احتياط فتحت ملفات طلاق في الحاخامية، وكم من واحد أفلس وما مدى الجريمة في الشوارع.
في لجنة التحقيق في كارثة ميرون، ادعى نتنياهو أنهم “لم يشدوا طرف معطفه”. حول المأساة في 7 تشرين الأول قال فقط، انه “يأسف”. وبرأي مقربه الوزير دودي إمسلم كان هذا إخفاقا عسكريا. قبل سنوات، تعلمت في ثانوية روتمان في كريام يام أن مسافة جهود مقاومة الطينة لأعمال كالشد، الضغط، الليّ والطي – يمكن أن تكون قصيرة وغير مرة تكون ثمة صعوبة في توقع مراحل انهيار الطينة المفحوصة. لإسرائيل في هذه اللحظة زخم جاء من القوة، ومن العظمة للوصول إلى اتفاق تحرير المخطوفين، لوقف النار ولإعادة تنظيم الجيش، المجتمع، والدولة. يجب أن يستغل هذا الزخم انطلاقا من العظمة والقوة، وليس في المستقبل انطلاقا من الضغط، القطع، الليّ، والطي.
عن “معاريف”