رام الله ـ غزة / فيما اكدت وزارة شؤون الاسرى في الحكومة الفلسطينية بأن اسرائيل تتنكر للاتفاق الذي عقد قبل اسابيع مع الاسرى الفلسطينيين لفك اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي تواصل لمدة 28 يوما مقابل الاستجابة لمطالبهم، وذلك برعاية مصر اعلن نادي الأسير الفلسطيني الأحد بأن الأســـيرين أكـــرم الريخاوي ومحمود سرسك من غزة مستمران في إضرابهما المفتوح عن الطعام.
كما خرقت إسرائيل أمس اتفاقها الذي أبرمته مع الأسرى الفلسطيني وجددت الاعتقال الإداري لقياديين من حركتا فتح وحماس، أحدهم نائب في المجلس التشريعي.
وقضت إسرائيل بتمديد اعتقال حسام خضر، وهو نائب سابق وقيادي في حركة فتح، لمدة ست أشهر وكذلك النائب عن كتلة حماس محمد جمال النتشة من مدينة الخليل، وذلك للمرة الرابعة على التوالي.
ونقل عن الأسير رفضه قرار التمديد، ووصف القرار بانه ‘تعسفيا وظالماً’، مؤكداً على أن إسرائيل ‘تخترق به ابسط الحقوق الإنسانية والتزاماتها وفقا للقانون والشرائع الدولية’.
وأوضح النادي وخلال زيارة قام بها محاميه لمستشفى سجن الرملة بأن الأسيرين يعانيان من أوضاع صحية صعبة وفي غاية من الخطورة، مطالبا التحرك العاجل من أجل وضع حد لمعاناتهما.
وقال الأسير محمود السرسك من غزة الذي يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام منذ 75 يوما بأنه يعاني من حالات إغماء متكررة، وهزل شديد كذلك يعاني من صعوبة في الرؤية، وهو يرفض أخذ المحاليل والسكر.
أما الأسير أكرم الريخاوي والمضرب منذ 48 يوما يؤكد استمراره في الإضراب في ظل تدهور وضعه الصحي كونه مريضا بالأصل، مطالبا بضرورة التحرك من أجل انقاذ حياته وحياة كافة الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة.
وأوضح محامي النادي بأن الأسيرين يتمتعان بمعنويات عالية جدا.
واكدت مصادر فلسطينية الاحد بأن اسرائيل التي وافقت وفق الاتفاق الذي عقد مع الاسرى لانهاء اضرابهم المفتوح عن الطعام قبل اسابيع على وقف سياسة العزل الانفرادي لم تلتزم بذلك.
وفي ذلك الاتجاه هدد الأسير ضرار موسى يوسف أبو سيسي (42 عاما) باستئناف إضرابه المفتوح عن الطعام إذا استمرت إدارة السجون بعزله في الزنازين الانفرادية في سجن ‘عسقلان’ وعدم نقله للأقسام العامة فورا وفقا الاتفاق الذي جرى توقيعه بين قيادة اللجنة العليا لإضراب الأسرى وإدارة السجون.
وعبر الأسير خلال زيارة محامي نادي الأسير له، عن تأثره وحزنه الشديد لبقائه لوحده في العزل، مؤكدا ضرورة متابعة قضيته على كافة المستويات .
وقال لمحامي النادي”انه راجع إدارة السجن للاستفسار حول أسباب استمرار عزله فابلغوه أن الجهات العليا’ لم تصدر قرارا بشأنه’، الأمر الذي أثار استهجانه، مضيفا ‘لدي شعور أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتعمد تأخير إخراجي من العزل لحبك مؤامرة جديدة في الخفاء وفق ما تردده من مزاعم منذ عزله’ في اعتباره خطيرا جدا و أن وجوده بين الناس وباقي الأسرى’ يشكل خطرا حقيقيا على الدولة’ .
ومن جهتها قالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين برام الله الأحد، أن مصلحة السجون الاسرائيلية لا تزال تمارس اجراءات عقابية بحق الأسرى والمعتقلين، وذلك خلافا لما تم الاتفاق عليه، عشية موافقة قيادة الإضراب، على وقف الاضراب عن الطعام، في منتصف الشهر الحالي.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه تم تجديد الاعتقال الاداري لعدة معتقلين، عدا عن مواصلة تنفيذ العقوبات المتمثلة، بفرض الغرامات المالية على أسرى شاركوا في الاضراب المفتوح عن الطعام، بالاضافة لاستمرار منعهم من الزيارة، وحرمانهم من الاستفادة من شراء حاجياتهم من ‘الكانتينا’، وكان يفترض أن يتم الغاء تلك الاجراءات العقابيه بمجرد وقف الاضراب.
‘وأشارت الوزارة إلى أن مصلحة السجون تضيق الخناق على الأسرى، الذين كانوا في العزل الانفرادي.
وأفاد محامي الوزارة رامي العلمي بأن ادارة سجن نفحة طلبت من الأسيرين حسن سلامة، وأحمد المغربي، تكبيلهما بالسلاسل، أثناء زيارة المحامي لهما، الأمر الذي رفضه الأسيران بشدة، مما دفعها لاتخاذ موقف برفض الالتقاء بالمحامي.
ولفت إلى أن مصلحة السجون لا تزال تعاملهم، وكأنهم في زنازين العزل، وليس في أقسام السجن، كبقية الأسرى، والذين لا يتم تكبيلهم.
وكشفت الوزارة عن مواصلة مصلحة السجون لانتهاج سياسة الاهمال الطبي للأسرى، خاصة أولئك الذين خاضوا الاضراب عن الطعام، حيث أصبحوا يعانون من حالات الصداع الشديد، وخدران بعض الأطراف، وآلام في المعدة والخاصرة، بالإضافة لحالات التقيؤ.
وكان اكثر من 2000 اسير فلسطيني شرعوا في 17 نيسان (ابريل) الماضي باضراب مفتوح عن الطعام استمر لمدة 28 يوما متواصلة حيث استجابة ادارة سجون الاحتلال لمطالب الاسرى وفق اتفاق عقد برعاية مصر الا ان اسرائيل لم تلتزم ببنود ذلك الاتفاق الذي كان يقضي بانهاء سياسة العزل الانفرادي وعدم تجديد الاعتقال الاداري، اضافة لمطالب حياتية عديدة.
المصدر : القدس العربي