بيت لحم – وفا- عنان شحادة /الحرية والكرامة” معركة ليست ككل المعارك، أبطالها معتقلون في سجون الاحتلال، يخوضونها بأمعائهم الخاوية منذ عشرين يوما.
الأسير عاطف محمد ثوابتة (21 عاما)، من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، أحد أبطال هذه المعركة منذ يومها الأول حتى لحظة الافراج عنه في الثالث من الشهر الجاري.
روى الأسير ثوابتة لـ”وفا” بعض وقائع معركة “الحرية والكرامة”، وقال: “منذ اليوم الأول، بدأت إدارة السجون بالتضييق على الأسرى المضربين وقمعهم، ففي السابع عشر من نيسان المنصرم وفي تمام السادسة صباحا، اعتدت على الأسيرين علاء طقاطقة وناصر سويلم، وعزلتهما قبل نقلهما إلى سجن آخر”.
وأضاف: في اليوم ذاته وعند الساعة الرابعة عصرا، اقتحمت وحدات القمع قسم 13 في سجن النقب ونقلت 31 أسيرا إلى قسم 16، ليرتفع عدد الأسرى فيه إلى 120 أسيرا، علما أنه لا يتسع لهذا العدد ولا تتوفر فيه متطلبات المعيشة من فراش وأغطية وغيرها.
وتابع: الأمر لم يتوقف عن ذلك، بل هددنا مدير السجن بالعقاب الجماعي وفرض غرامة مالية بقيمة ألف شيقل عن كل يوم اضراب، والحرمان من الزيارة لمدة شهر.
وأشار إلى أن معاناة الأسرى في سجن النقب في اليوم الأول للإضراب لم تنته، فبعد نقلهم إلى قسم 16، اقتحمت قوات القمع القسم مجددا ونكلت بالأسرى المضربين بعد تكبيلهم ونقلتهم جميعا إلى قسم 25، وقال: “تعرضنا على مدار الساعة للتفتيش العاري والضرب والاهانات”.
في اليوم الخامس من الإضراب: تفاقمت أوضاع الأسرى، وتقيأ العديد منهم الماء، ورفضت إدارة المعتقل عرضهم على طبيب، مشترطة فك الإضراب أولا، عدا عن تهديد أحد الضباط، لأسرى القسم وعددهم 120 أسيرا بتكبيلهم من الساعة التاسعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، اذا واصلوا إضرابهم.
وأشار إلى أنه في كل مرة كانت تفشل تهديدات الضباط والادارة للأسرى بفك اضرابهم، كانت وحدات القمع تقتحم القسم وتعتدي على الأسرى بالضرب، حتى وصل الأمر بهم إلى اخضاع كل أسير يريد الذهاب للحمام إلى التفتيش العاري.
وقال ثوابتة: بعد فشل إدارة السجن بحمل الأسرى على فك إضرابهم من خلال القمع والاعتداء والضرب، لجأت إلى أسلوب جديد اعتمدت فيه على بث الشائعات والاكاذيب حول تراجع عدد من الاسرى عن اضرابهم، واتخاذ اجراءات مشددة كفرض غرامة مالية تصل إلى ألف شيقل على كل من تعثر معه على “الملح”، وهو ما جرى مع الأسيرين علي بريجية، ومحمود رياض حيان .
وأضاف: هذه الاجراءات وغيرها جوبهت بقرار موحد من قبل الأسرى، الذين أكدوا استمرارهم بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم المشروعة، وأنهم لن يفكوا إضرابهم إلا بدعوة من القائد مروان البرغوثي، وعميد الأسرى كريم يونس.
وبيّن ثوابتة أن التعب والارهاق بدأا ينالان من الأسرى في اليوم الثالث عشر للإضراب، ولم يستطع بعضهم الوقوف على قدميه “للعدد” من شدة الاعياء، ورفضوا تناول المدعمات، التي كانت تعرضها إدارة السجن بين الحين والآخر.
وقال: “لم نتذوق طعم النوم سوى ساعتين في اليوم بفعل التفتيش والاقتحامات المتتالية، كبار السن من الأسرى تأثروا من الاضراب كثيرا، منهم نضال طقاطقة (40 عاما) اصبح يتقيأ دما، ورفضت إدارة المعتقل تقديم العلاج له، إلا بفك الاضراب”.
وأكد أن الأسرى غير نادمين على خوض معركة “الحرية والكرامة” ويشعرون بالفخر لخوضها ويضعون نصب أعينهم إما النصر او الشهادة.
وقال: إرادة الأسرى المضربين حديدية، وأفشلوا كل محاولات السجان لكسر معنوياتهم وحملهم على فك اضرابهم، وسيواصلون معركتهم حتى تحقيق مطالبهم المشروعة كافة.
وأكد ثوابتة أن رسالة الأسرى، لأبناء شعبنا، بضرورة التوحد ورص الصفوف والوقوف خلف الأسرى لمساندتهم في معركتهم، والاستمرار في الفعاليات التضامنية، التي من شأنها رفع معنوياتهم، وحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري، من أجل الضغط على حكومة الاحتلال، لإنهاء معاناة الأسرى وتلبية مطالبهم المحقة.
ويواصل، نحو 1600 أسير في سجون الاحتلال ، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ20 على التوالي، بعنوان: “الحرية والكرامة”، للمطالبة بحقوقهم التي كفلها القانون الدولي.
اصرار على النصر رغم القمع
Leave a comment