بيروت: أكدت مصادر موثوق بها لـ “اللـواء” اللبنانية أن في جعبة عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” والمشرف على الساحة اللبنانية للحركة عزام الأحمد، الذي وصل مساء أمس (الجمعة) إلى لبنان، ملفين على الصعيدين اللبناني والفلسطيني:
* لبنانياً: على جدول أعماله لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، لوضعهم في أجواء:
– الخطوات التي أعقبت الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ودخولها إلى “الأمم المتحدة” – عضو مراقب، والضغوطات الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين من تهويد في القدس، ومواصلة سياسة الاستيطان وحجب مستحقات السلطة الفلسطينية، فضلاً عن الاعتقالات والتضييق على الأسرى، وإعادة اعتقال من أُطلق سراحه في صفقات تبادل الأسرى سابقاً.
– الزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بها إلى المنطقة، والتي تشمل دولة فلسطين، خلال النصف الثاني من شهر آذار المقبل، وتُعتبر الأولى بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.
– المصالحة الفلسطينية، والخطوات التي قطعتها، بعدما بوشر بتنفيذ العديد من النقاط التي كان قد تم التوافق عليها في اتفاق المصالحة الفلسطينية، الذي وقع بين مختلف الأطراف الفلسطينية.
– أن المخيمات الفلسطينية والفلسطينيون في لبنان، يحترمون خصوصية لبنان، ولن يكونوا طرفاً في السجالات التي تجري على بين الأفرقاء اللبنانيين، بل أن مهمتهم ودورهم هو المساهمة في تقريب وجهات النظر، إذا طلب واحتاجت الأمور إلى ذلك، وهو ما جرى وأثبتت الأيام صحته.
– إبلاغ من هو معني بالأمر، أن المخيمات الفلسطينية لن تكون جزراً أمنية، وأنها تخضع إلى السلطة اللبنانية، وهو ما تجمع عليه مختلف القوى الفلسطينية في “منظمة التحرير الفلسطينية” و”تحالف القوى الفلسطينية” و”القوى الإسلامية”.
– التنسيق بشأن النازحين الفلسطينيين من سوريا، وبحث سبل التعاون لحسن استضافتهم إلى حين تأمين عودتهم إلى المخيمات في سوريا أو انتهاء الأحداث هناك.
– أن الفلسطينيين يحترموا خصوصية أي من البلدان العربية، ولن يكونوا طرفاً في أي اقتتال أو اختلاف في أي بلد عربي، لأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى الجميع.
* فلسطينياً، فإن في برنامج الأحمد:
– عقد سلسلة لقاءات في إطار فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” ومع القوى الفلسطينية لوضعها في أجواء التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، والضغوطات التي تتم ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خصوصاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمراحل التي قطعتها المصالحة الفلسطينية.
– سيكون المحور الرئيسي في الزيارة عقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين في حركة “فتح”، وتقييم للمرحلة السابقة التي كلف بها الأحمد بالإشراف على الساحة اللبنانية قبل حوالي 3 سنوات، وأهمية التشديد على أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، وأنه من غير المسموح أن تكون هناك “تكتلات” أو “بلوكات”، أو حسابات يجري تسديدها إلى أشخاص أو جهات أخرى خارج إطار الحركة، التي تلتزم بالقرارات التي تتخذها قيادتها المركزية.
ووفق ما كان قد أكده لنا الرئيس محمود عباس خلال اللقاءات التي أجريناها معه “أن الأحمد مفوض بكامل الصلاحيات على الساحة الفلسطينية في لبنان، وأن ما يقوله الأخ عزام الأحمد أسير به وأوافق عليه”.
وهذا يؤكد أن كل الإشاعات والأقاويل، وما جرى ترديده في الفترة السابقة، يبقى “فقاقيع صابون”، خصوصاً أن الأمور باتت مكشوفة وواضحة المعالم، بعد اتضاح واكتشاف خيوط مُخطط لتوتير الوضع الأمني في المخيمات، ولجهة من يسعى إلى الإيحاء بضعف حركة “فتح” سياسياً وعسكرياً على الساحة، وأن بعض التفجيرات والقنابل التي ألقيت في مخيم عين الحلوة تصب في هذا الإطار – أي الإيحاء بأن دور حركة “فتح” قد تلاشى، أو لاستدراج بعض القوى الإسلامية إلى اشتباك، وهو ما جرى في الأيام الماضية، حيث كان قد “همس” بإذن البعض، أن زيارة الأحمد كانت مقررة قبل أيام (وحينها كان في مصر)، وكذلك تعرض بلال بدر، لاطلاق نار أمس.
وفي ضوء زيارة الأحمد، قد تكون هناك سلسلة من الإجراءات والقرارات التنظيمية التي تم الاعتياد باتخاذ مثلها بين فترةٍ وأخرى ولحلحلة بعض العقد، خصوصاً أن جميع أبناء “فتح” يعلمون أن الحركة أكبر من أي شخص، ومن يتم استبداله أو عزله من مسؤوليته، أو يُرفع عنه الغطاء داخل الحركة “يتعرى”!
اللواء اللبنانية – هيثم زعيتر.