رام الله – دنيا الوطن /أفادت صحيفة (القدس)، أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام، المكون من جاريد كوشنير صهر الرئيس، ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، ومايرا ريكاردل، نائبة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، سيبدأ اعتباراً من الأربعاء 20 حزيران/ يونيو، جولته في المنطقة والتي ستستمر حتى 25 حزيران/ يونيو، وذلك لتسويق (صفقة القرن) وحشد الدعم لها، والضغط على الفلسطينيين والأردن للقبول بها.
ومن المتوقع، أن يزور الوفد الأميركي إلى جانب إسرائيل، كلاً من مصر والأردن والسعودية، ومن غير المتوقع، أن يلتقي الوفد أي مسؤول فلسطيني في هذه الجولة، حيث إن الفلسطينيين لم يلتقوا بممثلي الحكومة الأميركي منذ إعلان ترامب اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 الماضي، والذي تم تجسيده ونقلها فعلياً في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية يوم 14 أيار/ مايو 2018، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذات اليوم مجزرة دموية قتل فيها ما لا يقل عن 60 فلسطينياً، واصيب أكثر من 3000 جريح من المواطنين الفلسطينيين العزل أثناء (مظاهرات العودة) السلمية التي خرجت أثناء مراسم نقل السفارة.
واتخذت الإدارة الأميركية عدداً من الإجراءات بهدف تركيع الفلسطينيين، وإنهاء القضية الفلسطينية من بينها قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، وسن عدد من القوانين في الكونغرس لمحاصرة الفلسطينيين مثل تمرير قانون (تايلور فورس) الذي يجرم الدعم المالي لأسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين، ومحاولة تمرير قوانين في الكونغرس من شأنها تجريم حركة مقاطعة إسرائيل والنشاطات التي يقوم بها مناصرو القضية الفلسطينية، خاصة في حرم الجامعات الأميركية المختلفة.
ومنيت الإدارة الأميركية بهزائم متعاقبة على المستوى الدولي، خاصة في مجلس الأمن والجمعية العامة في الأمم المتحد، بسبب قراراتها التي تتبنى مواقف الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وتدفع لتنفيذ الأجندة الاستيطانية، وكان آخرها (الفيتو) الأميركي في مجلس الأمن يوم 1 حزيران/ يونيو الجاري حين صوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت لحماية الفلسطينيين من البطش الإسرائيلي، علماً أن المشروع الكويتي حصل على 10 أصوات مع، وواحد ضد، (صوت الولايات المتحدة فقط) فيما امتنع أربعة أعضاء عن التصويت (بريطانيا، بولندا ، هولندا وإثيوبيا).
وأثار المشروع الكويتي الهادف لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، غضب الإداراة الأميركية، حيث كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأميركية عن لقاء “عاصف” الأسبوع الماضي بين جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي وصهره، وبين سفير الكويت في واشنطن الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، عبّر فيه كوشنر عن انزعاجه من موقف الكويت في مجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في فلسطين.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن كوشنر عقد لقاء “قصيراً جداً” مع السفير الكويتي، عاتبه فيه على الموقف الكويتي في مجلس الأمن، وأبلغه بأن موقف الكويت هذا “أحرجه شخصياً أمام مسؤولي الإدارة الأميركية وأمام دول صديقة لأميركا” مدعيا أنه (كوشنر) كان يعمل مع السعودية ومصر على إنجاز بيان مشترك عربي أميركي، يتعلق بالأوضاع في غزة.
وقال كوشنر، في معرض اتهاماته لسفير الكويت: “ان الكويت خارج الإجماع العربي، مع أنها تدعي أنها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن”.
وأضاف: “أنتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية”.