رام الله : مع دخول المنخفض الجوي الأخير إلى أراضي الوطن، وبدء سقوط الأمطار الغزيرة على كافة المحافظات، بدأت بالظهور معالم قصور في البنية التحتية لشوارع الضفة وشبكات تصريف المياه، لتصبح مياه الأمطار نقمة على سكان المدن، خاصة الشمالية منها.
وكانت فتاتين من نابلس أمس، أولى ضحايا هذا الموسم الشتوي، واللتين جرفتهما مياه السيول عدة كيلو مترات إلى وادي عنبتا غرب نابلس، وإنقاذ سائق السيارة التي كانت تستقلهما.
كما تسببت مياه الأمطار بإغراق مئات المنازل في مناطق طولكرم وجنين وقلقيلية، وإغلاق غالبية الطرق بينها وبين القرى المحيطة بها، لتعلن بعض وسائل الإعلام أن شمال الضفة الغربية منطقة منكوبة بعد الدمار الذي سببته السيول.
كل ما سبق يطرح تساؤلات حول غياب البنية التحتية لشبكة شوارع المدن الفلسطينية وقراها، حيث غطت المياه السطحية الجارية مساحات واسعة من الطرقات والبيوت والأراضي الزراعية، لعدم وجود شبكة تصريف للمياه، علماً أن هذا المنخفض لا يعتبر شديداً مقارنة بتلك التي تضرب دول أخرى.
وفي مقابلة معه، يعترف الوكيل المساعد لشوؤن المحافظات في وزارة الأشغال العامة والإسكان عفيف السعيد بوجود تقصير في شبكات المياه والمجاري والصرف الصحي لعدد من الطرقات في الضفة الغربية.
وأضاف لـ دوت كوم، “إن ما حصل خلال اليومين الماضيين جعلنا نستخلص العبر، لقد أخذنا الموضوع بجدية كاملة، ونحن الآن نعيش في حالة طواريء خاصة في شمال الضفة، وسيكون من أولوياتنا قريباً إعادة تأهيل شارع طولكرم نابلس”.
كما يبرر السعيد كميات المياه الكبيرة التي تجري في شوارع الضفة إلى غزارة الأمطار التي سقطت خلال فترة قصيرة نسبياً، والتي حسب رأيه لم يسبق لفلسطين أن شهدت هذه الكميات الكبيرة والتي وصلت إلى نحو 100 ملم خلال يومين فقط.
وحسب السعيد، فإن الجانب الإسرائيلي ما زال يمنع طواقم الوزارة من العمل في الشوارع الواقعة ضمن المنطقة C مثل وادي قانا وجينصافوط ما تسبب في كل هذه السيول التي دخلت المنازل والمحلات التجارية لمدن نابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية.
في المقابل، يجد الوكيل المساعد أن الوزارة تمكنت خلال الفترة الماضية من إنشاء شبكة طرق حديثة قادرة على استيعاب مياه الأمطار الهاطلة، مثل شارع جنين الرئيسي والشارع الرئيسي في نابلس وبيت لحم والخليل، حيث أن وضع السيول هناك تحت السيطرة.
وفي قطاع غزة، تسبب ضعف البنية التحتية في غرق 25 منزلاً في حي الجنينة برفح، في حين وصل ارتفاع المياه في إحدى مناطق القطاع إلى مترين بالقرب من مستوصف الزهراء، حيث ما زالت طواقم الدفاع المدني تحاول إخلاء السكان من تلك المنطقة.
كما استقبلت مستشفيات القطاع نحو 20 حالة متضررة من سيول الأمطار الجارية في الشوارع، منها حالتين لطفلتين وصفت إصاباتهما بالخطيرة، تم تحويلهما إلى مستشفى غزة الأوروبي.
القدس دوت كوم _ محمد عبد الله .