نابلس / الأمير أشرف الصفدي ليس أميرا ابن ملك متوّج، لكنه أيضا ليس شخصا عاديا، فهذا الإسم الملكي الذي وثق له رسميا أمس، كانت قصة وجوده حقيقة واقعة بعد رحلة محفوفة بالمعاناة حتى المخاطرة.
الأمير طفل آخر من أطفال الأسرى الذين هربوا حيوانات منوية يرى النور في عيني أمه التي تبتسم للألم الذي أنجب لها هذا الأمير الصغير، ويبقى الأب غائبا عن المشهد، ويكتفي بفرحة محاصرة خلف قضبان السجان. وتهان تقدم له من معتقلين قرروا تغيير اسم اشرف الصفدي لينادوه بكنيته الجديدة “أبو الأمير“.
ووضعت زوجة الأسير أشرف الصفدي مولودها “الأمير” أمس في المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، بعد 12 عاما من غياب قسري متواصل في سجون الاحتلال للأسير الصفدي الذي نجح في تهريب حيوانات منوية وصلت إلى مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب والذي تكفل بدوره بحفظ تلك العينات وإجراء عملية تلقيح صناعية في رحم الزوجة، في إطار مشوار طويل تكفل المركز بتطبيقه لتحقيق حلم الأبوة للأسرى ذوي الأحكام العالية.
ورغم آلام الولادة التي تمت بعملية قيصرية في المستشفى العربي التخصصي، إلا أن أم الأمير كانت “الدنيا مش واسعتها” من الفرحة، تنظر للأمير وتشبهه بأبيه الملك غير المتوج في نظرها.
في أروقة المستشفى العربي كانت الفرحة كبيرة أمس، وذوو الأسير أشرف توزعوا في أروقة المستشفى كمنظومة حسابية تريد أن تخرج بنتيجة “الفرح” بعد عملية قيصرية يجريها الدكتور سليمان أبو عيدة، رئيس قسم الولادة في المستشفى.
وقال الدكتور عمر عبد الدايم من مركز رزان والذي اشرف على عملية الحمل ومتابعتها ان المولود ووالدته بخير حيث وضعته بتمام الساعة 12 ظهرا وانجبت مولوداً ذكرا بلغ وزنه 3700 غم ووضع في الحضانة لمدة ساعتين للتأكد من سلامة صحته قبل أن يعود لحضن والدته التي بكت فرحا.
والأسير أشرف الصفدي من قرية عوريف قضاء نابلس يقبع في سجن جلبوع منذ 12 عشر عاما حيث تم اعتقاله في ايلول 2002 وذلك بعد 14 يوما فقط من زواجه. حتى اعتقلته سلطات الاحتلال بعد عملية مطاردة بدأت مع بداية الانتفاضة وكان يعمل جندياً بالقوة”17″ كما تعرض لاعتقال آخر وحكم عليه بالسجن 5 أعوام ابان الانتفاضة الاولى قضى منها 3.5 سنة قبل ان يفرج عنه بعد توقيع اتفاقية أوسلو.
يذكر أن الرئيس محمود عباس منح الشهر الماضي الدكتور سالم أبو خيزران مدير مراكز رزان وسام الاستحقاق والتميز لمساهماته في تطوير القطاع الطبي الفلسطيني ورعاية قضية تحقيق حلم الأبوة للأسرى ذوي الأحكام العالية.
|