عمان / وكالات / يعود النقاش مجددا مفعما بالجدل حول العلاقة بين الضفتين الشرقية والغربية على هامش العديد من البيانات والمواقف والمقالات التي طفت على السطح مؤخرا في الأردن.
ويربط الناشط السياسي الأردني الدكتور محمد العتوم في تعليقه العلني على النقاش المندفع فجأة حول الضفة الغربية بين دعوات تطالب الأردن بإعادة الضفة لأهلها قبل حسم جدل الهوية وبين إعلان الأمير حسن بن طلال المباغت بأن غر بي النهر هي أرض إحتلت وهي تحت السيادة الأردنية.
تعليقات الأمير العلنية في هذا الإتجاه أربكت كثيرين في الأردن لدرجة أن نشطاء المتقاعدين العسكريين يعبرون علنا عن رفضهم لمنطوق الخطاب الذي تبناه الأمير حسن بصورة فجائية.
داخل غرفة نقاش حيوية مغلقة قال نشطاء متقاعدون للأستاذ الجامعي ورئيس لجنة فلسطين في النقابات المهنية الأردنية سابقا الدكتور ربحي حلوم بأن الأمير حسن لا يحق له ولا لغيره التحدث عن الضفة الغربية بإعتبارها جزء من المملكة الأردنية.
الهدف من هذا الكلام المتشدد واضح وهو الإشارة لإن نخب الشعب الأردني ترفض مبدئيا أحلام العودة للإرتباط بين الضفتين.
أكثر من ذلك يعتقد العتوم ورفاقه أن مناورة الأمير حسن لها هدف ملموس وهو (تخويف) الحراك الشعبي الأردني والتصدي لما وصفه القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور إرحيل الغرايبة بحالة (الوعي) المتشكلة لأول مرة في المحافظات والأرياف ضد غياب النهج الإصلاحي للنظام.
بالنسبة للغرايبة جدل الهويتين داخل البلاد منتج بين أروقة مؤسسات النظام بهدف قمع جذور الوعي الجديد وبالنسبة لنخبة واسعة من النشطاء بينهم متقاعدون عسكريون لا مجال لقراءة المداخلة المباغتة للأمير حسن بعنوان الحنين للضفة الغربية إلا في سياق (تهديد) البنية المتحركة والمعترضة اليوم في شرق الأردن.
ليس سرا في السياق أن الجدل تفاعل في البلاد حول الضفة الغربية بعد سلسلة مستجدات طرأت داخليا كان أولها تعليقات الأمير حسن وثانيا تصريحات الرجل الثاني في منطمة التحرير فاروق القدومي وثالثها معادلة الأرض والسكان التي طرحها الدكتور حلوم في سياق نقاشاته مع المتقاعدين العسكريين.
القدومي قال علنا بانه لا يعارض إعادة الضفة الغربية للأردن وفعاليات حيوية داخل عمان مثل المبادرة الأردنية لمواطنة متساوية تطالب الحكومة بوقف سحب جنسيات الأردنيين من أبناء الضفة الغربية والمساس بحقوقهم الدستورية وصحافة إسرائيل بدأت تلوك الحكاية.
هذا الوضع دفع بعض الأقلام لتناول المسألة وأثار نقاشا حادا في بعض الأحيان حمله بعض النشطاء لحملة مفترضة تخطط لإعادة الضفة الغربية للمملكة في سياق الوطن البديل, الأمر الذي انعش مجددا جدل الهوية الوطنية والإصلاح السياسي وأجندة الحراك النهائية وسيناريوهات حل قضية فلسطين على حساب الأردن والأردنيين.
وهذا النمط من النقاش تنشغل به عمان حاليا خصوصا في ظل ظهور مقاومة عنيفة لفكرة سقوط أرض الضفة الغربية عندما كانت في عهدة الأردن ووجوب إعادتها لأهلها أولا قبل حسم جدل الهويتين وهو رأي سبق أن أشار له المعارض البارز ليث الشبيلات في أحد بياناته السياسية.
النقطة الأكثر ظهورا في السياق هي عودة سيناريوهات التخويف من الوطن البديل على قاعدة النقاش المتجدد بعنوان الضفة الغربية وهي عودة غير محمودة بالنسبة لرئيس الوزراء الأسبق عون الخصاونة الذي سمعته القدس العربي في عدة مجالسات يلفت النظر لإن فكرة الوطن البديل (فرية صهيونية) وإسرائيلية هدفها إشغال الشعبين الأردني والفلسطيني ببعضهما ليس أكثر.
وجهة نظر الخصاونة أن الضفة الغربية كانت يوما تحت سيطرة الإدارة الأردنية .. آنذاك كانت الأجواء مناسبة أكثر لقيام الوطن البديل , الأمر الذي لم يحصل .
حتى بالنسبة لكثير من المثقفين السياسيين لا يمكن قراءة التخويف من الوطن البديل إلا في سياق إرهاق الشارع الأردني وتأخير الإصلاح السياسي والمماطلة به بدليل أن النخب التي تحتكر الإدارة وتحتفظ بمصالح معاكسة للإصلاح الجذري والحقيقي وفقا للشيخ حمزة منصور هي التي تحترف زرع الفتنة بين الحين والأخر في أوصال وأوساط الأردنيين.