رام الله / ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت”، اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر سياسية في اسرائيل، أن الاتحاد الأوروبي يقوم ببلورة خطة سياسية مفصّلة، تهدف إلى تحريك المفاوضات العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين، التي من شأنها أن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الـ67 وعاصمتها القدس الشريف، مضيفة أن هذه الخطة ستتضمن برنامجاً زمنياً محدداً ليتم استكمالها خلال العام 2013.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يتم عرض الخطة على الأطراف في شهر آذار القادم، وذلك في أعقاب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بحيث تتضمن دخول الفلسطينيين والإسرائيليين خلال فترة زمنية محددة في مفاوضات؛ للتوصل إلى اتفاق سلام، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967، وتكون القدس عاصمة لها، مع استبدال للمناطق بين الطرفين، إضافة لتجميد الاستيطان، وذلك فقاً لما أوردته الصحيفة.
وقالت الصحيفة: “إن وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا، يقفان وراء هذه الخطة، وبدعم من ألمانيا لكن “خلف الكواليس”، في حين تقوم مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، بفحص إمكانية تحويل هذه الخطة إلى وثيقة رسمية تُمثّل جميع دول الاتحاد”.
من جهة أخرى، تُجري أوساط اوروبية اتصالات مع مقربين من الرئيس الاميركي باراك اوباما، ووزير الخارجية الجديد جون كيري، حول الموضوع، وتقدّر هذه الأوساط أنه “سيكون من الصعب على أوباما معارضتها؛ لأنها تتماثل مع مواقفه السياسية حول حل المشكلة”.
وأشارت الصحيفة إلى عقد لقاء، الأسبوع الماضي في عمان، ضمّ ممثلين عن اللجنة الرباعية، وأفادت تقارير وصلت لإسرائيل حول اللقاء “بأن مندوبي الاتحاد الاوروبي طلبوا البدء في مناقشة تفاصيل خطة السلام، إلا أن الاميريكان طلبوا “التريّث” إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، ودخول الولاية الثانية للرئيس الأميركي حيّز التنفيذ”.
وأوضحت التقارير “أن الأوروبيين يفحصون إمكانية أن تشكل المبادئ الرئيسة الواردة في هذه الخطة، أساساً لعقد مؤتمر إقليمي تُشارك به كل من مصر والأردن ودول الخليج العربي، إضافة لإسرائيل، وفي حال رفضها الحضور سيُعلن بأنها “ترفض السلام”.
ووفقاً للصحيفة فإن الفلسطينيين أعربوا خلال لقاءاتهم مع الاوروبيين “استعدادهم للتجاوب مع هذه المبادرة”.
تجدر الإشارة إلى أن اجتماعاً عُقد مؤخراً في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حذّر من محاولات اوروبية لفرض حلٍ على الأطراف خلال العام 2013.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون “أنه تدور وراء الكواليس عملية تحضير لخطة كبيرة من قبل الاوروبيين، وأنه على الرغم من قناعة رسرائيل بعدم مقدرة أوروبا على فرض حلٍ عليها، فإن مثل هذه المبادرة قادرة على وضع إسرائيل في الزاوية وإحراجها في الساحة الدولية”.
وفي السياق ذاته، تطرقت زعيمة حزب”هتنوعاه” تسيبي ليفني، نهاية الاسبوع الماضي، لهذا الموضوع، وقالت: “إن العالم سيضع على الطاولة في شهر آذار القادم خطة سياسية، فإما أن يتم فرضها علينا، وإما أن نقوم نحن بالمبادرة بطرح خطة بديلة”.
القدس دوت كوم.