الايام -عيسى سعد الله:تكاد لا تمرّ ساعة دون أن يدمّر جيش الاحتلال مربعات سكنية في بلدة جباليا ومخيمها، شمال قطاع غزة، منذ بدء عمليته العسكرية المتواصلة منذ ثمانية أسابيع تقريباً.
ولوحظ خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية تكثيف قوات الاحتلال عمليات تدمير ونسف المربعات، من خلال قصفها بالبراميل المتفجرة وعمليات التفخيخ الميدانية، التي تحدث انفجارات هائلة يسمع صداها في جميع أرجاء محافظتي غزة والشمال وحتى في مدينة الخليل، كما أفاد شهود عيان من هناك لـ”الأيام”.
وتتكثف عمليات النسف، يومياً، بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، حيث تشهد المنطقة تفجيرات وغارات عنيفة سجل منها خلال ساعة واحدة فقط أكثر من ثمانين عملية نسف وغارة.
وطالت عمليات التفجير جميع “البلوكات” في مخيم جباليا والبنايات على جانبي شارع البحر الذي يخترق بلدة جباليا النزلة ومنطقة الفالوجة ومحيط المقبرة المركزية ودوار عائلة نصر ومنطقة أبو شرخ والبلدية و”البلوكات” الشمالية في حي النزلة، وأحياء سراري والقصاصيب وشارع النزهة ومنطقة مزايا في جباليا البلد.
وتوسعت عمليات التفجير لتشمل المناطق الجنوبية في جباليا النزلة لتشمل شارعي حيفا والبنا، ودوار زمو والجزء الشمالي من شارع الجلاء ومنطقة الصفطاوي وشارع أحمد ياسين.
وتحدث شهود عيان تمكنوا من الوصول إلى أطراف هذه المناطق لـ”الأيام” عن دمار شامل وغير مسبوق وتغيير معالم تلك المناطق.
وأوضح أحد الشهود الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تلك المناطق لم تعد تصلح مكاناً لإيواء الحيوانات بعد حولتها قوات الاحتلال إلى أكوام من الحجارة والركام والحفر العميقة ومستنقعات المياه الآسنة.
وبيّن الشاهد ذاته أنه ورغم ذلك فإن قوات الاحتلال لم تترك هذه المناطق وتعود لتدميرها مرات ومرات، وتجريف الركام ونقله من مكان إلى آخر لأسباب غير مفهومة.
وذكر أن أكثر الدمار وعمليات النسف تتركز في المثلث الذي يفصل أحياء النزلة عن البلدة والمخيم، الذي كان يضم مئات البنايات المرتفعة سواها جيش الاحتلال بالأرض، الكثير منها نسفها فوق رؤوس ساكنيها.
فيما أشار شاهد آخر إلى تواجد عشرات من أجزاء وبقايا جثث تحلل، البعض منها، ونهشت الكلاب والحيوانات البعض الآخر.
ولفت إلى انه يصعب على الجميع سحب هذه الجثث بسبب الرقابة الشديدة التي تفرضها طائرات الاحتلال على كل من يتحرك في هذه المناطق، بهدف سحبها إلى مناطق آمنة ثم تسليمها لذويها او دفنها.
وأكد أن جباليا لن تعود صالحة لسكن جميع من غادرها من سكانها بسبب الدمار الشامل الذي طال المنازل والشوارع والمدارس والمراكز الصحية ومراكز الإيواء المختلفة، عدا التدمير الهائل في الشوارع والطرقات.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بعمليات النسف والتدمير بل تقوم بزرع رافعات معدنية شاهقة الارتفاع في تلك المناطق، تثبت فوقها رشاشات آلية وأجهزة مراقبة لمنع المواطنين من العودة اليها، في إطار خطتها التي تهدف الى تهجير سكان محافظة الشمال، بناءً على توصية مجموعة من الجنرالات برئاسة الجنرال غيورا ايلاند المستشار الأمني والعسكري السابق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتمكّن جيش الاحتلال منذ بدء عمليته الحالية، وهي الأوسع والأكبر منذ بداية عدوانه على قطاع غزة قبل 14 شهراً، من تهجير الغالبية العظمى من سكان جباليا بشكل خاص، ومحافظة شمال غزة بشكل عام، عدا قتله أكثر من 2400 مواطن وإصابة واعتقال الآلاف.