الايام- خليل الشيخ:”الداخل مفقود” ذلك عنوان لمجموعة مشاهد تحدث بشكل يومي في مناطق يُعتقد أن قوات الاحتلال أخلتها في قطاع غزة، حسب بعض شهود العيان.
وتحولت مناطق القرارة، وحمد، وأصداء، في محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، إلى مصائد لقنص أو قصف المواطنين الذين يتوجهون إلى مناطق نزوحهم التي أخلوها قبل أسبوعين، حيث أبلغ شهود عيان بعدم عودة عدد كبير من هؤلاء المواطنين، وانقطاع الاتصال بهم.
وقال المواطن نجم الدين الأسطل النازح في منطقة غرب القرارة، إنه يعرف أكثر من شخص توجهوا إلى مكان نزوحهم السابق في محيط “أصداء” لكنهم لم يعودوا، وتوقع أنهم ضمن الشهداء.
وأضاف الأسطل، في الخمسينيات من عمره، أن الاحتلال يُظهر أنه تراجع من أماكن تواجده على الأرض، لكنه يسيطر على المنطقة جواً، ويقوم باستهداف كل مَن يتحرك عليها.
من جهتها، أعلنت مصادر طبية في مستشفى ناصر بخان يونس، عن استمرار وصول شهداء جدد من مناطق تم الإعلان مسبقاً أن قوات الاحتلال قد انسحبت منها.
ووصل أمس أربعة شهداء من منطقة شرق القرارة، ومدينة حمد، ينتمون لعائلات الأسطل، وأبو خشان، والشاعر، فيما سبقهم نقل نحو سبعة شهداء من المنطقة ذاتها، يرجّح أنهم استشهدوا في أوقات سابقة.
لم تكن مناطق وسط وغرب خان يونس هي الوحيدة المصنفة كمصائد لقنص المواطنين، بل شملت منطقة شرق دير البلح، وسط القطاع، التي لا تزال تشهد توغلاً محدوداً على طريق صلاح الدين، في وقت تروّج أنباء عن انسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي توغلت فيها إلى الغرب من طريق صلاح الدين.
ففي وقت سابق وصل الشهيد محمد أبو تيلخ إلى مستشفى شهداء الأقصى عبر سيارة إسعاف نقلته من مكان استشهاده، بعدما استهدفته قوات الاحتلال في منطقة الجعفراوي، شرق دير البلح.
وقال الشاب جلال النازح في محيط المنطقة، إنه يسمع بتراجع الآليات من تلك المنطقة، لكن الشواهد على الأرض تؤكد استمرار الاحتلال بقتل المواطنين، خاصة الذين يتواجدون في المناطق التي من المفترض أنها انسحبت منها.
وبيّن أنه كان قد نزح من تلك المنطقة المطلة على طريق صلاح الدين، لكنه يمتنع عن الوصول إلى هناك خوفاً من وقوعه في شرك المصيدة التي تنصبها قوات الاحتلال.
وقال ناهض أبو بركة، الذين ينزح أقصى المنطقة الجنوبية لمدينة خان يونس: “لا يزال الاحتلال يتبع تلك الطريقة في إيقاع الأذى وقتل المدنيين، والتي كان بدأها في رفح قبل عدة أسابيع”.
وأضاف أبو بركة: الاحتلال اعتاد على الانسحاب من مناطق محددة لا لهدف، إلا لقنص المواطنين الذين يأتون إلى تلك المناطق، مشيراً إلى أن غالبية هؤلاء من أصحاب المنازل أو الخيام التي تركوها في وقت سابق عندما اجتاحت الآليات مناطق غرب وشمال رفح.
وأوضح أن قوات الاحتلال لا تزال في غالبية الأحيان، تمنع وصول مركبات الدفاع المدني والإسعاف لنقل هؤلاء المواطنين إلى المستشفيات، إن كانوا على قيد الحياة، أو حتى إخلاء جثامينهم لمواراتها الثرى.