الايام – خليل الشيخ:اشتكى نازحون من الأسعار الجنونية لأثمان كافة أصناف الخضراوات والفواكه في قطاع غزة بشكل لا يتلاءم مع مداخيلهم المادية.
“هل يعقل أن يصل ثمن كلغم الطماطم 30 شيكلاً ولا نستطيع حتى شراء حبة واحدة والتي قد يصل ثمنها نحو ستة شواكل”، تساءل النازح أبو أحمد الساعاتي (50 عاماً) من دير البلح.
ويضيف لـ”الأيام”، “نتوجه للسوق يومياً لكي نلبي احتياج الأطفال ولو بأقل القليل لكننا نعود وسلتنا من الخضراوات فارغة وكذلك الفاكهة، بسبب ارتفاع الأسعار غير المعقول.
واكد الساعاتي، الذي ينزح في مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية أنه لم يشترِ الخضراوات منذ وقت بعيد ويعتمد على المعلبات في إطعام أفراد أسرته.
من جانبها، قالت المسنة أم غسان، إنها لا تستطيع شراء غالبية أصناف الخضراوات وليس فقط البندورة، مشيرة إلى أن الارتفاع طال كافة الأصناف وحتى أقلها أهمية.
ورأت أن الارتفاع لم يطل الخضراوات فقط بل الفاكهة أيضا، متسائلة عن سبب ارتفاع ثمنها بشكل يفوق ما اعتادت عليه اربعة أضعاف، موضحة أنها تتفهم ارتفاع أثمان الفاكهة المستوردة لكن الغريب هو ارتفاع ثمن أصناف الفواكه المحلية كالجوافة والبلح الأحمر والعنب المحلي.
واعتبر مواطنون آخرون في أحاديث منفصلة لـ”الأيام” أن أثمان أصناف الخضراوات والفواكه التي تشهد ارتفاعاً كبيراً أضيفت إلى قوائم المحرمات من أصناف الغذاء على موائد النازحين الذين يعانون من عجز مادي واقتصادي وحالة غير مسبوقة من الجوع.
وأرجع مختصون ومزارعون أسباب هذا الارتفاع لا سيما في أسعار الخضراوات التي كانت تزرع محلياً بقيام قوات الاحتلال بتدمير مئات آلاف الدونمات الزراعية الواقعة على طول خط التحديد شرق وشمال القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول الماضي.
وأكدوا أن أصناف الخضراوات الأكثر زراعة في قطاع غزة والتي تم تدميرها هي الطماطم، والخيار، والباذنجان، والفلفل الأخضر، والبطاطا، وأصناف الورقات الخضراء المتعددة.
وقال التاجر نبيل أبو راس (58 عاماً) وهو تاجر جملة في مجال الخضراوات، إن أثمان المنتجات الرئيسة من الخضراوات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً منذ فترة طويلة وأعلى بكثير من أثمانها التي شهدتها في الفترة ما قبل السابع من تشرين الأول.
وأضاف، إن استمرار تدمير مساحات إضافية من الأراضي الزراعية قلل الكميات المنتجة والمعدة للبيع وهو ما فاقم الوضع خطورة، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار ما هو إلا نتاج الأزمة في مجال الإنتاج الزراعي وانهيار منظومته.
وقال المزارع محمود المغاري (47 عاماً) لـ”الأيام”، إن سلطات الاحتلال دمرت القطاع الزراعي في المناطق الشرقية بالكامل حيث جرفت الدفيئات والأراضي الزراعية والآبار وقتلت الحياة في تلك المناطق، كما منعت المزارعين من الوصول إليها تماماً.
وأضاف، إن غالبية المزارعين وأصحاب الأراضي الذين عملوا شرقاً كانوا قد توجهوا للعمل في مدينة رفح حيث كانت إسرائيل أعلنت في بداية عدوانها على القطاع بأنها منطقة آمنة ووجهت السكان للإقامة فيها وهو ما دفع المزارعين للاستثمار في استصلاح الأراضي الزراعية ومواصلة عجلة الإنتاج فيها، إلا أن اسرائيل اجتاحتها قبل نحو اربعة أشهر وقتلت الحياة الزراعية فيها أيضا.
وعقب المزارع المغاري على قيام الاحتلال بتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بأن ذلك انهيار لمنظومة الإنتاج الزراعي في قطاع غزة والتسبب بأزمة في السلة الغذائية.