رام الله : في ظل الضبابية التي سادت نتائج لقاء الاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة الجمعة الماضي وعدم اعلانه عن خطوات وقرارات واضحة وعملية لانهاء الانقسام، يواصل الفلسطينيون التندر على المسؤولين الفلسطينيين وعدم مقدرتهم على تحقيق المصالحة بحجة ان كل واحد منهم يريد الاحتفاظ بمكاسبه وامتيازاته في منطقة نفوذه.
وفيما تواصل حركة حماس السيطرة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 وممارسة السيادة من خلال حكومتها المقالة ومؤسساتها العاملة هناك، تواصل حركة فتح السيطرة على الضفة من خلال السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس، في حين بات الكثير من المواطنين الفلسطينيين يعتقدون بان انهاء الانقسام أمل ما زال بعيدا عن التحقيق على ارض الواقع.
وعلى وقع التشاؤم في صفوف المواطنين الفلسطينيين حول امكانية انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية بات يتردد في صفوف المواطنين بأن الحل الامثل لانهاء الانقسام هو تشكيل ‘دولة الامارات الفلسطينية المتحد’ على غرار دولة الامارات العربية في الخليج.
ويتواصل التعليق على مواقع التواصل الاجتماعي بان معظم المسؤولين الفلسطينيين سواء في الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس وفتح او باقي التنظيمات ‘يحبون الزعامة’، ولذلك فالحل الامثل هو ان نعتبر غزة امارة يتولاها امير من غزة في حين تصبح الضفة الغربية اكثر من امارة بسبب تقطيع الاستيطان الاسرائيلي تواصلها الجغرافي ويتولى على كل جزء منها امير ويكون هناك اتحاد بين تلك الامارات، في حين يصبح لكل امارة حكومة وامير حتى تعم ‘الزعامة’ على الجميع.
وفي ظل تواصل التندر بشأن فشل كل الحوارات التي عقدت خلال السنوات الماضية بين فتح وحماس وباقي الفصائل وبرعاية مصر وغيرها من الدول العربية يحاول الكثير من الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعية الوصول ‘لوصفة سحرية’ تستطيع ان تتغلب على الانقسام وتحقق رغبة الكثير من المسؤولين الفلسطينيين بان يصبحوا زعماء حتى وان كان لرام الله امير والخليل امير وغزة امير وخانيونس امير ورفح امير ويجمعهما اتحاد بين هذه الامارات الفلسطينية.
ويقترح بعض الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي بان يواصل افراد الشعب الفلسطيني العمل بكل جد واجتهاد من اجل الانفاق على حكومات الامارات الفلسطينية وتوفير كافة سبل الراحة والرفاهية للامراء وحكوماتهم المحلية كونه لا يوجد نفط في الاراضي الفلسطينية يتكفل بتوفير الاموال اللازمة للانفاق على تلك الامارات وزعمائها.
ومع تواصل التندر بشأن استمرار الانقسام والفشل من قبل كل الفصائل في انهائه يسود الشارع الفلسطيني اعتقاد هذه الايام بان تحقيق المصالحة حلم مازال بعيد المنال رغم مباشرة لجنة الانتخابات عملها في قطاع غزة والضفة الغربية لتحديث سجل الناخبين، بذريعة ان تلك الخطوة ليست كافية لقول أن قطار المصالحة عاد إلى سكته من جديد.
وكانت مراكز تسجيل الناخبين فتحت أبوابها الاثنين الماضي، ولأول مرة في قطاع غزة منذ وقوع الانقسام منتصف العام 2007، وشهدت مراكز تحديث سجل الناخبين إقبالاً ملحوظاً في القطاع، حيث توافد شبان وشابات لم يسبق لهم المشاركة في أي انتخابات على تسجيل أسمائهم تمهيداً للمشاركة في أي انتخابات مقبلة.
ويشير الكثير من المحللين الفلسطينيين بان ما تشهده الساحة الفلسطينية من اجراءات وخطوات لتحقيق المصالحة تأتي في اطار مبدأ المحاصصة بين حركتي فتح وحماس في حين تدفع اطراف مؤثرة بالشأن الفلسطيني مثل اسرائيل نحو تجذير الانقسام خاصة وان الاحتلال يتحكم بكل مفاصل الضفة الغربية التي ما زالت تحت سيطرته.
وعلى صعيد الضغط الاسرائيلي بشأن عرقلة المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام قال الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء أن رهن وزير المالية الإسرائيلى يوفال إشتاينتس الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل بعدم ذهاب السلطة إلى المصالحة مع حركة حماس يدلل على مدى الانحطاط والابتزاز الذى تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وأكد عريقات في تصريحات للاذاعة الفلسطينية الرسمية أن حديث وزير المالية الإسرائيلى مرفوض جملة وتفصيلا، مشددا على أن المصالحة الفلسطينية مصلحة عليا للشعب الفلسطينى يجب إتمامها.
وتابع ‘هذه التصريحات تكشف من جديد عن الوجه الحقيقى للاحتلال الإسرائيلى الذى يريد أن يعطي تعليماته للشعب الفلسطينى، ويمارس القرصنة بشكل علنى’، مشددا على أن اسرائيل لا تريد المصالحة الفلسطينية، ويجب على الشعوب العربية الداعمة أن تدرك ذلك.
وتعانى الحكومة الفلسطينية بالضفة الغربية من أزمة مالية؛ بسبب حجز إسرائيل أموال الضرائب التى تحصلها لصالحها من على المعابر وتبلغ قيمتها شهريا نحو 100 مليون دولار كإجراء عقابي، منذ أن حصلت فلسطين على دولة مراقب بالأمم المتحدة.
وياتي احتجاز اموال الضرائب الفلسطينية في ظل الجهود الفلسطينية التي تبذل لتحقيق المصالحة التي تأخرت كثيرا، وفي ذلك الاتجاه أكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية منيب المصري، أن حركتي ‘فتح وحماس’ مصممتان على إتمام المصالحة الفلسطينية الداخلية، وتذليل أي عقبات تعترض الوفاق الوطني .
وقال المصري، في تصريح صحافي الأربعاء:’ إن اللقاءات المصالحة الأخيرة التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، شهدت تقدم ملموس في ملفات المصالحة العالقة، ولم تكن سلبية ‘، مشددا على أن اللقاءات المقبلة في العاصمة المصرية القاهرة، بين ‘فتح وحماس’ ستشهد تحركات إيجابية في مشاورات تشكيل الحكومة الانتقالية التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسينتج عنها إنجاز وتقدم حقيقي في ملفات المصالحة .
وكان رئيس وفد فتح للحوار مع حماس عزام الاحمد اعلن ‘ إنه اتفق مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على عقد أول جلسة حول تشكيل الحكومة بين الحركتين يوم 19 من شهر شباط الجاري.
القدس العربي – وليد عوض.