غزة: أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ذكرى انطلاقتها الخامسة والأربعين، والذكرى السنوية الثالثة لرحيل القائد الوطني والقومي الكبير الدكتور سمير غوشة بسلسة فعاليات وطنية وشعبية في قطاع غزة، وقال عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي للجبهة ومنسق لجنة فعاليات الانطلاقة: أن الجبهة قررت أن تبدأ فعالياتها بزيارة أضرحة الشهداء لوضع أكاليل الزهور، وتجديد العهد بمواصلة النضال حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية التي قضى من أجلها الشهداء وفي مقدمتها حق العودة والحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ووزعت الجبهة بهذه المناسبة بياناً سياسياً شاملاً في كافة محافظات غزة، تطرقت فيه للدوافع الوطنية والسياسية التي أدت إلى انطلاقة الجبهة في الخامس عشر من شهر تموز (يوليو) عام 1967م، وأكد على مواقف الجبهة من كافة القضايا والمستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية، وقالت الجبهة أن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا هي الأساس الناظم لجهدنا وتحركنا، وهي البوصلة التي توجه نضالنا وتستند إليها مواقفنا، وطر حت في بيانها برنامج عمل نضالي للمرحلة القادمة يستند إلى الثوابت الوطنية، والقواسم المشتركة التي تجمع الكل الفلسطيني.
ورفع أعضاء وأنصار النضال الشعبي في قطاع غزة رايات الجبهة وأعلام فلسطين على مقرات الجبهة وفي الشوارع العامة، وتم كتابة الشعارات الوطنية والسياسية في المفترقات الرئيسة للمخيمات والمدن في قطاع غزة، واستقبلت الجبهة العديد من برقيات التهنئة والدروع التذكارية من القوى والوطنية والإسلامية والمؤسسات الوطنية والمنظمات الشعبية والشخصيات والوطنية والاعتبارية.
ونظمت الجبهة حفلاً خطابياً مركزياً في قاعة اللاتيرنا بمدينة غزة، حضره قادة الفصائل الوطنية والإسلامية وممثلو المؤسسات والاتحادات النقابية والمنظمات الشعبية، وقد بدأ الحفل بترحيب من سليم النفار أمين سر اللجنة الإعلامية للجبهة، ثم ألقى الدكتور يحيى رباح عضو الهيئة الحركية العليا لحركة فتح كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، وألقى صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية كلمة القوى الوطنية والإسلامية، وألقى إسماعيل رضوان كلمة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وألقى عاطف السويركي عضو اللجنة المركزية كلمة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وقد أكد المتحدثون في كلماتهم على الوحدة الوطنية وأهمية إنهاء الانقسام، وأشادوا بدور ومكانة الجبهة في كافة مراحل الثورة الفلسطينية.
وفي محافظة رفح نظمت الجبهة لقاءً سياسياً حضرته هيئة العمل الوطني والقوى الوطنية والإسلامية واللجنة الشعبية للاجئين، وحشد من الشخصيات الوطنية وممثلي المؤسسات، وقد رحب بالحضور همام أبو مور سكرتير الجبهة برفح، ونقل لهم تحيات الدكتور أحمد مجدلاني أمين عام الجبهة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحدث أبو مور عن المعاني المستلهمة من انطلاقة الجبهة، ودعا إلى توحيد الجهود ونبذ الفرقة والانقسام ليتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه المشروع الوطني، وطالب بالالتزام بما تم الاتفاق والتوقيع عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وشدد على رفض الجبهة لمحاولات التسويف والتعطيل وفي مقدمتها وقف تحديث سجل الناخبين في قطاع غزة.
وتحدث في اللقاء أنور جمعة عضو اللجنة المركزية للجبهة، وأشاد ممثلو القوى الوطنية والإسلامية في كلماتهم بمواقف الجبهة ودورها الوحدوي في كافة القضايا الوطنية، وفي ختام اللقاء قدم ممثلو الفصائل الدروع التذكارية لقيادة فرع الجبهة برفح تمجيداً لذكرى الانطلاقة، وتخليداً للشهيد القائد والمؤسس الدكتور سمير غوشة.
وفي محافظة خانيونس نظمت الجبهة حفل استقبال حضره حشد كبير من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية وهيئة العمل الوطني واللجنة الشعبية للاجئين، وافتتح الحفل حموده الطوس سكرتير الجبهة بخانيونس، حيث رحب بالحضور واستعرض أهم المراحل التي مرت بها الجبهة منذ انطلاقتها، وأكد على الوفاء لتضحيات شهداء الوطن والجبهة وفي مقدمتهم الشهيد القائد سمير غوشة، ووجه التحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وطالب بدعم صمود شعبنا الفلسطيني في شتى أماكن تواجده.
وفي كلمة الجبهة المركزية أكد عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي على مواقف الجبهة من كافة القضايا السياسية الراهنة، ودعا إلى التمسك بحقوق وأهداف شعبنا وفي المقدمة منها حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعدم العودة للمفاوضات بدون الوقف الشامل للاستيطان، وتحديد مرجعية واضحة لها بسقف زمني محدد، ورفض الدولة ذات الحدود المؤقتة وكافة الصيغ والحلول الانتقالية والمنقوصة. وطالب بتوفير مقومات الصمود لشعبنا عبر سياسات وخطط تنموية ملموسة، ومواجهة البطالة والفقر والجوع ودعم أسس بناء الاقتصاد الوطني.
وفي كلمة هيئة العمل الوطني دعا علاء أبو حطب إلى رص الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وحشد كافة طاقات وامكانات شعبنا في معركته الحقيقية مع الاحتلال، وفي كلمة اللجنة الشعبية للاجئين شدد عدنان العصار القيادي في الجبهة العربية الفلسطينية على التمسك بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، والعمل على تأمين الدعم والحماية للاجئين في كافة مناطق تواجدهم وتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم الحياتية في كافة المجالات. وفي كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح طالب نعيم مطر أمين سر إقليم غرب خانيونس بدعم صمود الشعب الفلسطيني، ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته لحماية شعبنا وإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف العدوان وفك الحصار عن شعبنا، وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية.
وفي محافظة الوسطى نظمت الجبهة حفلاً خطابياً حضرته هيئة العمل الوطني والقوى الوطنية والإسلامية واللجنة الشعبية للاجئين، وحشد من الشخصيات الوطنية وممثلي المؤسسات، وقال أنور ضحيك سكرتير فرع الجبهة في محافظة الوسطى في كلمته الافتتاحية أن الجبهة ستواصل نضالها العادل والمشروع، وستصون وحدة شعبنا وتسخر كافة الجهود والإمكانات لخدمة قضايا شعبنا، وفي مواجهة احتلال أرضنا وسلب حقوقنا، وأنها تعاهد أن تظل الأمينة والمخلصة لدماء الشهداء العظام.
وفي كلمة الجبهة المركزية دعا أنور جمعة عضو اللجنة المركزية وأمين سر الجبهة في إقليم الجنوب إلى تفعيل المقاومة الشعبية والنضال الجماهيري في مواجهة الحصار الظالم وجدار الفصل العنصري، وسياسة التهجير والإبعاد وكافة النشاطات الاستيطانية ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وعزل وتهويد مدينة القدس، وطالب جمعة بالتحرك والعمل الجاد لدعم صمود الأسرى من خلال تدويل قضيتهم والعمل على إطلاق سراحهم بدون تمييز، والاهتمام برعاية أسر الشهداء والأسرى وتأمين حياة كريمة لهم.
وفي كلمة هيئة العمل الوطني أشاد فضل الجديلي بالدور الفاعل لجبهة النضال في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو التحرر والانعتاق من نير الاحتلال البغيض، وثمن تمسك الجبهة وقيادتها بمسئولياتها الوطنية وحمل هموم الشعب وخاصة فئات العمال والطلاب والمرأة، وحذر الجديلي من مخاطر الانقسام ودعا إلى ممارسة الضغط الشعبي للحث على تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.
وفي مقر الجبهة المركزي بمدينة غزة نظمت كتلة نضال العمال ندوة ثقافية بعنوان ” د . سمير غوشة القائد والمفكر وارتباطه بالطبقة العاملة الفلسطينية ” وقد بدأت الندوة بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة حداد على روح الشهيد القائد د . سمير غوشة وكافة الشهداء، ورحب جهاد أحمد سكرتير دائرة العمل النقابي والجماهيري بالضيوف والحضور مؤكداً على مدى ارتباط د . سمير غوشة بالطبقة العاملة.
وتحدث عايش عبيد نائب رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطيني عن حياة د . سمير غوشة القائد والمعلم والحكيم، وارتباطه العميق بالطبقة العاملة في كافة الميادين، سواء على مستوى ما قدمه لكافة التنظيميات والقوى التقدمية من خدمات كان هو شاهدا عليها. أو ما قدمه من خدمات إبان توليه منصب وزير العمل من خدمات يشهد بها الجميع. وأشاد عبيد بدور غوشة الوطني الذي كان واضحا من خلال مواقف جبهة النضال الشعبي التي كان ملهمها ومفكرها .
وتحدثت زينب ابو موسى عضو اللجنة المركزية للجبهة وسكرتيرة المرأة كتلة نضال المرأة عن تبني الدكتور سمير غوشة للطبقة العاملة عامة وللمرأة العاملة على وجه الخصوص، واصراره على دعم دور المرأة وتعزيزه لكي تأخذ مكانتها في المجتمع، وتشارك في دوائر صنع القرار.
وتحدث أسامة زويد سكرتير كتلة نضال العمال عن الدور التاريخي للدكتور سمير غوشة ، مؤكدا أنه كان قائدا وطنيا وقوميا وأمميا، وكان مفكراً تقدمياً ترك بصماته الفكرية في كافة محطات الثورة.
وفي مقر كتلة نضال الطلبة بمدينة غزة أحيت المنظمة الطلابية الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقة الجبهة بحفل استقبال لممثلي الأطر الطلابية وممثلي الكتلة في الجامعات والمعاهد الفلسطينية، ورحب محمود غانم أمين سر المنظمة الطلابية بالحضور وقال أن الجبهة انطلقت من قلب فلسطين من مدينة القدس للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال، وأن الجبهة شاركت جنباً إلى جانب مع باقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في كافة معارك الثورة الفلسطينية، وقدمت خلال مسيرة النضال الطويلة خيرة المناضلين الذين ارتقوا شهداء أثناء تأديتهم واجبهم الوطني والقومي، وقدمت قوافل من الأسرى والجرحى الذين لم يبخلوا ببذل الغالي والنفيس في سبيل حرية شعبنا و كرامة وطننا الفلسطيني.
وفي كلمة الجبهة أكد أنور جمعة عضو اللجنة المركزية على اهتمام الجبهة بقطاع الطلبة ، وسعيها الجاد لتخفيف معاناتها وتحقيق أهدافها بتخفيض الرسوم الدراسية وتفعيل الحياة الديمقراطية في الجامعات والهيئات التمثيلية لقطاع الطلاب، وطالب جمعة بتوحيد جهود كافة الأطر الطلابية لتتمكن من تحقيق أهدافها المطلبية وتحسين أوضاعها.
وفي كلمة سكرتاريا الأطر الطلابية دعا أحمد أبو حلمية مسئول كتلة الوحدة الطلابية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى تفعيل دور الحركة الطلابية واستنهاضها للدفاع عن مصالحها والتصدي للمشكلات التي تواجه الشباب، والعمل الجاد من أجل اجراء انتخابات للمجالس الطلابية وفق التمثيل النسبي الكامل، وطالب بتسهيل عمل الكتل الطلابية في الجامعات وعدم التضييق على نشاطاتها، ودعا أبو حلمية إلى هبة شبابية للإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والمصالحة.