دمشق ـ واشنطن ـ موسكو / نددت واشنطن بالدعم العسكري الذي تقدمه روسيا وايران الى النظام السوري، وذلك عشية اجتماع امريكي روسي يعقد السبت في ميونيخ على هامش مؤتمر دولي حول الامن يتناول الازمة السورية المستمرة من اكثر من 22 شهرا من دون افق للحل.
جاء ذلك فيما ذكرت الصحف الإسرائيلية صباح الجمعة أن الجيش الاسرائيلي والدوائر الأمنية وُضعت في حالة تأهب في ضوء التوتر الإقليمي الناتج عما نُشر بشأن غارة شنها سلاح الجو الاسرائيلي”في سورية وما تبع ذلك من تهديدات صادرة عن دمشق وإيران وحزب الله اللبناني.
وذكرت صحيفة ‘معاريف ‘ أنه تم نصب بطارية ثالثة من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ شمالي اسرائيل ، بحسب الاذاعة الاسرائيلية.
واشارت الصحيفة الى ان هناك مخاوف’من احتمال القيام باعتداءات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.”
يذكر ان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أعلنت أن’طائرات حربية إسرائيلية قصفت ‘مراكز للبحث العلمي’ الاربعاء’في شمال غرب دمشق بالقرب من الحدود اللبنانية، ما أسفر عن مقتل شخصين وجرح خمسة. والتزمت اسرائيل الصمت ازاء ما اعلنته قيادة الجيش السوري.
في الوقت نفسه، تستمر التكهنات حول الغارة الاسرائيلية وسط خشية من تمدد النزاع السوري في المنطقة.
وسيجري نائب الرئيس الامريكي جو بايدن السبت محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المانيا. كما سيلتقي الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي ورئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الذي اعلن اخيرا استعدادا مشروطا للحوار مع ممثلين عن النظام السوري، كـ’مبادرة حسن نية‘.
واكدت الهيئة السياسية للائتلاف بعد هذا الاعلان المفاجىء، وفي ما يشكل فتح كوة صغيرة في النزاع المسدود الافق، ان اي حوار حول النزاع السوري ‘لن يكون الا على رحيل النظام’. كما اعلن الائتلاف ‘ترحيبه بأي حل سياسي او جهد دولي يؤدي’ الى رحيل النظام ‘بكل مرتكزاته واركانه‘.
ويعكس هذا الموقف بعض الليونة، لا سيما ان المعارضة اكدت مرارا في الماضي رفضها اي حوار قبل رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
كما يعكس هذا الموقف، بحسب خبراء، الضغط الشديد الذي تتعرض له المعارضة للموافقة على حل سياسي لنزاع تسبب حتى الآن بمقتل اكثر من ستين الف شخص، بحسب الامم المتحدة.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الاردني ناصر جودة الجمعة في باريس بطرح المعارضة.
وقال فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة ‘انه اقتراح جدير بالتقدير الكبير’، واصفا الخطيب بانه ‘رجل صاحب عزيمة’، مضيفا ‘لدينا تقدير كبير للمواقف التي يتخذها الائتلاف (…) لهذا السبب ندعم الائتلاف تماما‘.
واكد جودة وجوب ‘العمل من اجل حل سياسي في سورية’، مشيدا بـ’الموقف المنفتح’ الذي ابداه الخطيب.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حذرت كلا من ايران وروسيا من الاستمرار في دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد عسكريا وماليا.
وقالت كلينتون لمجموعة من الصحافيين ان الايرانيين ‘ارسلوا المزيد من الرجال لمساعدة الاسد ولدعم قواته المسلحة’، وان ‘الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية’ للنظام السوري.
وعبرت عن قلق بلادها من احتمال ازدياد هذا الدعم.
جاء ذلك غداة تنديد موسكو وطهران بالغارة الاسرائيلية على مركز عسكري للبحوث العلمية قرب دمشق، بحسب ما ذكر الجيش السوري، في حين افادت تقارير اخرى عن استهداف الغارة لموكب كان يتجه من سورية الى لبنان.
واكدت وزارة الخارجية السورية بعد الغارة ‘على’حق’سورية في’الدفاع’عن’نفسها وارضها وسيادتها‘.
اما اسرائيل فقد التزمت الصمت على الصعيد الرسمي، في حين حذرت وسائل اعلام اسرائيلية الجمعة من ان الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية فجر الاربعاء قد تؤدي الى سلسلة ردود فعل ضد اسرائيل، مشيرة الى ان القوات الاسرائيلية في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد الحدودي مع لبنان وسورية.
وكتبت صحيفة ‘هآرتس’ اليسارية ‘قد يتم اعتبار ضبط النفس الكامل على المدى الطويل لتصرفات اسرائيل كضعف من حزب الله، ولهذا يجب ان نتوقع شكلا من اشكال الرد حتى لو لم يكن ذلك على الفور وليس بالضرورة ان يكون هجوما صاروخيا واسع النطاق على اسرائيل‘.
وقالت صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ ان ‘قافلة حزب الله التي تعرضت بحسب تقارير اجنبية لهجوم جوي في طريقها من سورية الى سهل البقاع في لبنان وكانت محملة بالاسلحة لن تكون الاخيرة’، مضيفة ‘قد يبدو من وجهة نظر متشائمة باننا في طريقنا الى مواجهة عسكرية على واحدة على الاقل من الجبهتين الشماليتين‘.
من جهة اخرى ذكرت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) الجمعة ان الحرب في سورية ادت الى تهجير 250 الفا من اصل 500 الف فلسطيني يعيشون في هذا البلد، فيما لجأ عشرون الفا الى لبنان وحوالى 3500 الى الاردن.
وفي بيان اصدرته الجمعة، اوضحت الوكالة ايضا ان 400 الف لاجىء فلسطيني يحتاجون الى مساعدة انسانية.
واضافت ان 13 فلسطينيا لقوا هذا الاسبوع مصرعهم فيما تتركز المعارك في دمشق وضواحيها.
واشارت الاونروا ايضا الى ان ثمانية من عناصرها هم مسجونون او مفقودون.
وكان المفوض العام للاونروا فيليبو غراندي اكد السبت الماضي ان ‘حوالى 525 الف لاجىء فلسطيني في سورية يعانون’ من النزاع، مشيرا الى انهم على وشك ان يصبحوا ‘لاجئين مزدوجين‘.
ميدانيا، قتل 84 شخصا الجمعة في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية.
وخرج بعد صلاة الجمعة متظاهرون معارضون للنظام السوري في تظاهرات عديدة تحت شعار ‘المجتمع الدولي شريك الاسد في مجازره’، في اشارة الى مجزرة حلب التي كشف عنها هذا الاسبوع، وذهب ضحيتها حوالى ثمانين شخصا عثر عليهم في مجرى نهر قويق في المدينة الواقعة في شمال البلاد.
وكالات.