واشنطن /نشرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية مقالا عن المجادلات التي طرأت على العلاقات الاميركية الاسرائيلية في اعقاب تصريحات وزير الخارجية جون كيري، فنقلت عن مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس قولها ان “الهجوم الشخصي” ضد كيري “لا اساس له من الصحة ومرفوض تماما”. وفيما يلي نص المقال الذي اعده المحلل الصحافي باراك رافيد:
ودافع البيت الابيض في ساعات متأخرة من مساء امس الاثنين بقوة عن الوزير جون كيري، في اعقاب الانتقادات اللاذعة التي وجهها اليه كبار المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية.
وأفردت سوزان رايس، مستشارة الامن القومي في حكومة اوباما، تغريدة على موقع تويتر لتنتقد قادة اسرائيل الذين انتقدوا كيري بالتلميح الى ان اسرائيل يمكن ان تواجه مزيدا من العزلة اذا فشلت جولة المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين.
وقالت رايس في تغريدتها ان “الهجوم الشخصي في اسرائيل ضد الوزير كيري لا أساس له من الصحة ومرفوض تماما”.
وكان كيري قد تطرق امام منتدى الامن في ميونيخ يوم السبت الفائت الى “حديث عن المقاطعة” اذا لم تنجح المفاوضات في وضع نهاية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اذ قال كيري “..بالنسبة لاسرائيل هناك حملة متزايدة بدأت تشق طريقها. والناس يشعرون بحساسية كبيرة تجاهها.وهناك حديث عن مقاطعات وانواع اخرى. فهل سنكون في وضع افضل بوجود هذا كله؟”
كما حذر كيري من انه بالنسبة الى “الوضع القائم اليوم فانني بلا ريب، الى درجة اكيدة، اعدكم بنسبة 100 في المائة، انه لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه. انه ليس قابلا للبقاء. انه خيالي. ففيه لحظة رخاء وجيزة وفيه لحظة سلام وجيزة”.
وفي اعقاب تصريح كيري، اصدر كل من وزير الاستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينتز ووزير الاقتصاد نفتالي بينت وغيرهما من اعضاء الكنيست ردودا قاسية. واشتمل بعضها على هجوم شخصي على وزير الخارجية الاميركي، بينما المح اخرون انه لم يعد وسيطا محايدا، كما اتهمه اخرون بمعاداة السامية. وتجاوز بينت الحدود بالقول ان كيري يعمل “ناطقا بلسان تهديدات المقاطعة المعادية للسامية”.
وفي سلسلة تغريداتها على تويتر حول القضية، كتبت رايس تقول ان سجل كيري في تاييد امن وازدهار اسرائيل “ثابت لا يتزحزح”. وكتبت ايضا ان الحكومة الاميركية كانت “واضحة ومتوازنة في رفض كل الجهود لمقاطعة او نزع الشرعية عن اسرائيل”، وان اوباما وكيري “ملتزمان بالمفاوضات التي يمكنها ان تضمن مستقبل كل من الاسرائيليين والفلسطينيين”.
واصدرت رايس دفاعها القوي عن كيري بعد ساعات من قول الناطقة بلسان الخارجية جين بساكي في مؤتمر صحفي ان كيري “تضايق” من ان تؤدي تصريحات كبار المسؤولين الاسرائيليين، في اعقاب مؤتمر ميونيخ”، الى “تشويه كلماته او سجله”.
وفي اعقاب رفضه لملاحظات كيري يوم الاحد، حاول نتنياهو يوم الاثنين التخفيف من حدة التوتر وقال في اجتماع لحزب “ليكود” انه يحث اعضاء حزبه على عدم اصدار هجوم شخصي على كيري. واشار الى انه هاتف كيري يوم الاحد، وان كيري اكد، خلال المحادثة، انه يعارض اي مقاطعة ضد اسرائيل.
وقال نتنياهو في الاجتماع ان “الولايات المتحدة اعترضت على مقاطعة اسرائيل في الماضي ونتوقع ان تستمر على هذه السياسة. فنحن في وسط مسيرة معقدة حساسة وصعبة، وقد ينشأ سوء فهم اثناءها. والطريقة التي نشرح فيها الخلافات هي بالتعامل مع اساس (الموضوع) وليس الافراد”.
القدس دوت كوم