رام الله / سيّرت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم الثلاثاء، مسيرات حاشدة في كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن تضامنا ونصرة للأسرى تحت عنوان: ‘نصرة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال’ والتي جابت شوارع وقرى المدن متجهة نحو خيام الاعتصام المركزية فيها، بمشاركة كافة أبناء الأسرة التربوية من مديري مدارس ومعلمين وإداريين وطلبة وكشافة ومرشدات.
وتقدم المسيرات 40 ألف كشاف وشبل وزهرة ومرشدة جابوا الشوارع الفلسطينية مرتدين زيهم الكشفي الإرشادي حاملين الأعلام الوطنية وصور الأسرى ولافتات تجسد التضامن مع الحركة الأسيرة والإشادة بتضحيات الأسرى داخل أقبية المعتقلات، وذلك بالتنسيق مع اتحاد المعلمين والمكاتب الحركية فيها والمحافظين وفصائل العمل الوطني والأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية والأهلية ونادي الأسير ووسائل الإعلام المختلفة.
وانطلقت المسيرة المركزية من أمام مقر الوزارة والتي تقدمتها فرق الكشافة اتجاه خيمة الاعتصام المركزية في البيرة، بمشاركة وكيل الوزارة محمد أبو زيد والوكلاء المساعدين والمديرين العامين وأسرة الوزارة.
وأكد أبو زيد أن الانتصار لقضية الأسرى يشكل مصالحة لأنفسنا، والتواصل مع القيم الوطنية، باعتبارها مرحلة تتجاوز التضامن بمعناه الشكلي قائلا: ‘نعيش اليوم مرحلة تتطلب منّا تجاوز استحضار قضيّة الأسرى فقط في إطار فعاليات موسمية، لأن القضية بشخوصها، ومضمونها ونبالتها تستحق أن تغدو حالة دائمة من الاستنهاض الواعي والممنهج للمخزون الإبداعي اللازم ليشكّل زيتا لقناديل المرحلة تماما كما شكّل الأسرى دوما أصلا لقضيّة وطنية جذرها ثابت وفرعها في السماء’.
وأكد أبو زيد أن الوزارة تعمل وبشكل مطلق بالإضافة إلى ما هو قائم حاليا، على ترسيخ الثقافة الوطنية وفق خطة هادفة لا تقف عند حدود المعرفة السطحية القائمة على استدعاء المعلومات عند الطالب بشكل تمكنه من تحليل المواقف، وهو ما يعتبر نتاجا لسياسة الوزارة عبر اتباعها نهج اللامركزية في الأنشطة المساندة.
موضحا أن الاهتمام بالثقافة الوطنية لا يشكل محطة عابرة من محطات العمل التي تتبناها الوزارة لأنها تكون حريصة في سياساتها على أن يكون الطالب جوهر الحفاظ على القيم الوطنية وصون الذاكرة المنتصرة دوما لاستحضار فلسطين وتاريخها، وبما يؤسس لرؤية استشرافية تقيم دولة فلسطين في نفوس الطلبة لأن هذا هو الضمان الحقيقي لإقامتها على أرض الواقع.
وانتقد أبو زيد الصمت الدولي، وتصاعد وتيرة التحديّات على المستويين الإقليمي والدولي الذي لا يرتقي إلى حجم نضالات الأسرى ضد المحتل، داعيا إلى الضغط عالميا على إسرائيل والعمل على تدويل قضية الأسرى، كما طالب أبو زيد بالعمل على استثمار نضالات الحركة الأسيرة والبناء على الإنجازات التي تمت على مدار السنوات الماضية للعمل على تحرير كافة الأسرى من السجون والمعتقلات.
يذكر أن الوزارة قامت بتنفيذ العديد من النشاطات والفعاليات انسجاما مع الحراك الشعبي والمسيرات المتضامنية مع الحركة الأسيرة والتي كان من بينها تخصيص زاوية في كل مدرسة تجسد كفاح الأسرى والمعتقلين ونضالهم، وتوظيف الإذاعة الصباحية المدرسية للإشادة بنضالات الأسرى وتضحياتهم، واستضافة ذوي الأسرى للتحدث أمام الطلبة عن دور أبنائهم في معركتهم الإنسانية؛ لانتزاع حقوقهم المشروعة ونيل حريتهم.