رام الله/ اكد خليل التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان الاسرائيلي لـ’القدس العربي’ الاربعاء أن طبيعة الاستيطان الجاري في القدس الشرقية والضفة الغربية ومنطقة الاغوار على الحدود مع الاردن تؤكد ان اسرائيل حسمت امرها على ارض الواقع، بانه ‘لا دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 وان دولة فلسطين مكانها في الاردن وليس بالضفة الغربية’.
وحذر التفكجي في حديث مع ‘القدس العربي’ الاربعاء من ان اسرائيل تعمل على ارض الواقع لحل مشكلة القضية الفلسطينية على حساب الاردن، من خلال الاستيطان الجاري في الضفة الغربية وخاصة في الاغوار والقدس الشرقية، مشيرا الى ان حكومة بنيامين نتنياهو تواصل وضع لمساتها الاخيرة على انهاء امكانية اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا في الضفة الغربية.
وبشأن ما ترسمه اسرائيل من حلول على ارض الواقع بالمستوطنات وامكانية ان يكون ‘انهاء اسرائيليا’ لفكرة اقامة دولة فلسطين، قال التفكجي لـ’القدس العربي’ ‘ما يحدث الان في غور الاردن وما يحدث داخل مدينة القدس من استيطان واحلال للمستوطنين في غور الاردن الذي يتعرض لتطهير عرقي هو ضمن استراتيجية اسرائيلية لانهاء امكانية اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا في الضفة الغربية’.
واكد التفكجي ان منطقة الاغوار على الحدود مع الاردن تتعرض حاليا لتطهير عرقي من قبل الاحتلال الاسرائيلي لاحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين، مشيرا الى اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤخرا بانه لن تتخلى اسرائيل عن سيطرتها على منطقة الاغوار.
واشار التفكجي الذي يعمل مديرا لدائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية بالقدس، الى ان اسرائيل تواصل سيطرتها على منطقة الاغوار التي تقدر مساحتها
بـ25 من مساحة الضفة الغربية الاجمالية بالاستيطان واعلان اجزاء منها مناطق عسكرية واماكن تدريب ومعسكرات لجيش الاحتلال.
واضاف التفكجي ‘ما ذكره نتنياهو قبل ايام عندما تحدث عن الحدود وقال باننا لن ننسحب من منطقة غور الاردن، دليل أخر على انه يريد ان يضع قدمه في منطقة غور الاردن لاسباب اقتصادية وامنية ومائية وسياسية حتى لا يكون هناك تواصل جغرافي بين ما تبقى من اراض فلسطينية في الضفة الغربية مع الاردن’.
واضاف التفكجي محذرا من مواصلة اسرائيل العمل على ارض الواقع لتعزيز حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن واقامة دولة فلسطين شرق النهر الاردني، ‘حلم الدولة الفلسطينية’ تعمل اسرائيل على انهائه على ارض الواقع’، من خلال فصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها بمستوطنة ‘اي 1’ الممتدة من القدس لغور الاردن، والسيطرة بالاستيطان والحجج الامنية على غور الاردن من الجهة الشرقية واقامة جدار الفصل الاسرائيلي من الجهة الغربية للضفة الغربية، بحيث تفصل بين الجهة الشرقية والغربية شوارع عرضية تسهل السيطرة على تلك المنطقة التي تكون عمليا بين ‘فكي كماشة’ اسرائيلية والدخول والخروج منها بأذن اسرائيلي، لتكون كل التحركات الفلسطينية تتم من خلال سيطرة اسرائيلية على ارض الواقع. وشدد التفكجي على ان اسرائيل تضع المسات الاخيرة من خلال الاستيطان على مخططها المنفذ على ارض الواقع للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، وقال ‘اسرائيل ترسم حدودها بالمستوطنات لتقول على ارض الواقع لا امكانية لاقامة دولة فلسطين في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وتقول بان الدولة الفلسطينية ليست في الضفة الغربية، بل هي في مكان اخر. هي في الاردن’.
وشدد التفكجي على ان الصمت العربي والدولي عما يجري من استيطان على الاراضي الفلسطينية يساهم بشكل عملي بـ’تبخر امكانية اقامة دولة فلسطين’ وتعزيز الرأي الاسرائيلي الذي يجري فرضه على ارض الواقع بالمستوطنات بان المكان الانسب لاقامة دولة فلسطين لحل مشكلة الشعب الفلسطيني هو الاردن.
وتابع التفكجي ‘ما يحدث الان داخل الضفة الغربية، هو بان حلم الدولة الفلسطينية التي نفكر بها ذات تواصل جغرافي غير موجودة على الاطلاق، بل بالعكس تماما ما نلاحظه الان على ارض الواقع بان الجانب الاسرائيلي يعمل بشكل حثيث باتجاه انهاء هذه الدولة بشكل كامل وما يعلنه ما بين الحين والاخر من قبل احد المستويات السياسية في اسرائيل بان الدولة الفلسطينية هي في الاردن، هو الاتجاه الذي يسيرون به في اسرائيل’.
وطالب التفكجي بضرورة التحرك العربي والعالمي لمنع اسرائيل من حسم الصراع على ارض الواقع باتجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن، وقال ‘ما يحدث الان داخل القدس وفي الضفة الغربية عندما تم الاعلان عن 80 مستوطنة ذات اولوية قومية اسرائيلية هو بان اسرائيل لا تريد الانسحاب من الضفة الغربية ولا بأي شكل من الاشكال، بل هي ستصبح عبارة عن كنتونات محاطة باسرائيل وهؤلاء المستوطنون هم اسياد البلاد بعد ان اصبحوا هم يخوفون الفلسطينيين بدل ان يخافوا منهم’.
وشدد التفكجي على ان ‘الاستيطان الذي يتم في الضفة الغربية والقدس الشرقية يقول بشكل عملي على ارض الواقع بان دولة فلسطين هي في الاردن وليست بالضفة الغربية’، متابعا ‘اسرائيل تضع لمساتها النهائية للقضاء على حلم اقامة دولة فلسطين على ارض من فلسطين’، محذرا من ان اسرائيل تدفع من خلال استيطانها على ارض الواقع لاقامة دولة فلسطين شرق نهر الاردن تكون التجمعات الفلسطينية المتبقية بالضفة الغربية تابعة لتلك الدولة، مشيرا الى ان الحديث عن الكونفدرالية مع الاردن ، والاردن هي فلسطين كما تروج له اوساط سياسية في اسرائيل، لا يبعد كثيرا عما يحدث من رسم سياسات على ارض الواقع بالمستوطنات والمدن الاستيطانية الجاري العمل بها على اراضي الضفة الغربية.
وتواصل اسرائيل طرح العطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة على الاراضي الفلسطينية حيث نشرت وزارة الاسكان الاسرائيلية الاربعاء عطاءات لبناء 198 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة ‘افرات’ جنوب بيت لحم ومستوطنة ‘خارسينا’ شرق مدينة الخليل.
وبحسب ما نشر موقع صحيفة ‘يديعوت احرونوت’ الاربعاء، فقد طرحت وزارة الاسكان الاسرائيلية عطاء للمقاولين لبناء 114 وحدة استيطانية في مستوطنة ‘افرات’، الواقعة في التجمع الاستيطاني ‘جوش عتصيون’ جنوب مدينة بيت لحم ، في حين طرحت عطاء ثانيا لبناء 84 وحدة استيطانية في مستوطنة ‘خرسينا’ شرق مدينة الخليل.
ومن جهتها نشرت ‘حركة السلام الآن’ اليسارية الاسرائيلية تقريرا حول مشاريع البناء في المستوطنات قالت فيه، ان اعمال البناء في الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة ازدادت حجما خلال العام الماضي.
وبلغ عدد الوحدات السكنية التي شُرع في بنائها 1700 ، بحيث اشار التقرير الى ان اكثر من 300 وحدة سكنية اقيمت في نقاط استيطانية عشوائية.
وقال مجلس المستوطنات انه يرحب بمضمون هذا التقرير، ويأمل في اتساع رقعة البناء في المستوطنات خلال السنوات المقبلة.
واشار التفكجي الى ان المستوطنين هم من سيرسم سياسة الحكومة الاسرائيلية القادمة من خلال مشاركتهم بتلك الحكومة، من خلال دعمهم لاحزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف في الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة، وذلك بعد ان زاد عددهم في الجيش الاسرائيلي ليحكموا اسرائيل على المستويين السياسي والامني في السنوات القادمة التي ستشهد انهاء لحلم اقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967.
هذا ونشر الجيش الاسرائيلي تقريرا الثلاثاء، عن المجندين الجدد في الجيش الاسرائيلي، الذي أظهر ارتفاعا ملحوظا في عدد المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، الذين انضموا للوحدات المقاتلة في الجيش الاسرائيلي وفقا لما نشره موقع صحيفة ‘هآرتس’.
وأشارت الصحيفة الى ان الحديث يدور عن مواليد عام 1991 الذين انضموا للجيش الاسرائيلي ضمن نظام الخدمة الاجبارية، حيث تحرر جزء منهم وخلال الشهور القادمة سوف يتحرر الجزء الباقي من الجنود، وأظهر التقرير ان ثلاث مناطق من الخمس الاولى التي سجلت نسبة عالية من الخدمة في الوحدات القتالية والميدانية، تقع في مناطق المستوطنات في الضفة الغربية، وكانت مستوطنة ‘بيت أيل’ شرق رام الله هي التي سجلت النسبة الاعلى 86 بالمئة، في حين وصلت نسبة الذكور من مستوطنات منطقة الخليل الذين انضموا للوحدات المقاتلة الى 78.4 بالمئة.
وكانت النسبة الاقل من الذكور الذين انضموا للوحدات المقاتلة في منطقة غوش دان ‘تل أبيب، حولون، رمات غان، هرتسيليا، بني براك، يافا، رمات هشرون’ التي وصلت الى 36 بالمئة، في حين منطقة حيفا والجنوب وصلت الى 41 بالمئة ومنطقة المركز 46 بالمئة.
القدس العربي .