عمان ـ «القدس العربي»: تشكيل لجنة تحقيق بقرار من المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين تتولى التدقيق في تهمة «التنظيم السري» مؤشر جديد وحيوي على سعي التيار النافذ في قيادة الحركة الإخوانية الأردنية للذهاب إلى أقصى مدى في الصبر على محاولات الإيذاء والتشوية التي تتحالف في إنتاجها عدة اطراف.
تهمة وجود «تنظيم سري» داخل التنظيم كانت قد وردت على نطاق واسع في الأونة الأخيرة كذخيرة مناسبة للرد على الطاقم المستحكم في المكتب التنفيذي وعلى أساس إنتاج مساحة من «التشويش»على الحركة الإسلامية ينبغي أن يفهم الجميع بأنها خارج نطاق التأثير الحقيقي كما يرى القيادي الشيخ علي أبو السكر.
أبو السكر ورفاقه وعلى رأسهم الرجل الثاني في التنظيم الإخواني الشيخ زكي بني إرشيد سمحوا بالمضي قدما في الورقة الجديدة التي طرحت في وجه الإخوان المسلمين وهي قصة سعيهم لتنظيم سري وهو امر لو ثبت فعلا لكانت عواقبه القانونية كبيرة إستنادا إلى مصدر وزاري بارز في الحكومة تحدث لـ «القدس العربي».
أول من ألمح لقصة التنظيم السري كان المراقب العام الأسبق الشيخ عبد المجيد الذنيبات الذي قاد مؤتمرا للإصلاح والتغيير في الحركة الإخوانية بمدينة إربد شمالي المملكة وتحدث عن فريق في المكتب التنفيذي للتنظيم الإخواني «حكومة الجماعة» قال الذنيبات أنه إختطف الحركة لصالحه ملمحا لوجود تنظيم سري داخل الحركة الإخوانية وهو ما نفاه إرشيد قائلا في تلميح لـ «القدس العربي» بأن هذه أحابيل جديدة.
بالنسبة للأوساط الرسمية والأمنية بقيت الشكوك حول وجود تنظيم سري داخل التنظيم ملف مغلق إلى ان قدم عضوان في قيادة الحركة خلال لقاء عام إفادات إعترفا فيها بانهما من أعضاء التنظيم السري وهي مسألة تعمقت فيها محطة الجزيرة أمس بموقعها الإلكتروني وهي تتحدث عن تشكيل لجنة بقرار من تنفيذي الإخوان تتولى التحقيق بقصة التنظيم السري.
الهدف من تشكيل اللجنة واضح وهو التقدم بخطوة من الشفافية بدلا من ترك عبارة «التنظيم السري» تلوكها الألسن داخل جماعة الإخوان وخارجها ومعلومات «القدس العربي» أن مكتب تنفيذي الإخوان المسلمين شعر بخطورة تنامي الحديث عن تنظيم سري فقرر التحقيق في الموضوع والتثبت من الحقائق خوفا من نمو سيناريو حكومي يهدف لمباغتة الإخوان المسلمين بقصة التنظيم السري الذي لن يكون بأفضل أو أسوأ الأحوال أكثر من فكرة ليست هيكيلية.
لا احد يفهم دلالات تكليف النقابي الإسلامي وائل السقا برئاسة لجنة تحقق في تهمة التنظيم السري لكن من المرجح أنها خطوة إحتياطية تجعل المسألة نظامية وداخلية فقط ضمن مؤسسات الإخوان أملا في عدم إستخدامها من قوى في الخارج سواء في السلطة أو غيرها.
الأهم ان الخطوة تعكس نموا واضحا في مخاوف سيناريوهات الصدام بين الجماعة الإخوانية والسلطات في الأردن وهي سيناريوهات من المقرر أن تتفاعل ما دام الثنائي الشيخ همام سعيد ونائبه زكي بني إرشيد في قمة الهرم القيادي على مؤسسات الإخوان المسلمين.
بتقدير مصادر خبيرة تبقى جرعات التصعيد ضد الإخوان المسلمين محسوبة بدقة متناهية لأن هدفها النهائي تغيير الهيكل القيادي في قمة المؤسسة الإخوانية وليس تفكيك التنظيم على الأقل في هذه المرحلة مما يدلل على أن كل الجهود إبتداء من ولادة حركة «زمزم» ومرورا بمؤتمرات الإصلاح للذنيبات وإنتهاء بإندلاع قصة التنظيم السري هي عبارة عن محاولة لزعزعة القوة النافذة التي تستحكم في المكتب التنفيذي وهي قوة يقول ابو السكر أنها «منتخبة» ولا يمكن إزاحتها إلا بإنتخابات جديدة في هيئات الحركة الإخوانية الداخلية.