منذ بضعة أيام وجهت الناشطة النسوية والمخرجة التونسية ليلى طوبال رسالة تتوجه فيها إلى الكاتبة والناشطة الفرنسية كارولين فوريست وترد على دعم الأخيرة لما أقدمت عليه شابة تونسية تدعى أمينة من نشر صور عارية لها بذريعة الاحتجاج على حكم «النهضة». وانتقدت فوريست من هاجم «أمينة» في «معركة الحداثة واللحى»، علماً أن الانتقاد لم يقتصر على التيارات الدينية وإنما شمل أيضاً الحقوقيين وناشطي التيارات المدنية ومن بينهم النساء اللواتي اعتبرن أن هذا التصرف يطيح عقوداً من النضال. وهذا نص الرسالة:
«المعركة مع الإسلاميين معركتنا نحن، ونحن المؤهلون الوحيدون لأن نقرر كيف ومتى ولماذا وبأي وسيلة نخوضها. عندما أطبقتم أفواهكم لمدة 23 عاماً عن ديكتاتورية بن علي، من غير اللائق اليوم أن تنتقدوا الناشطين. فهل تشعرين بالأسى حيال أمينة أم إن فرنسا قررت أن تجتاز إحدى نوبات الحنين التي تنتابها بأن تملي علينا دروساً وتعلمنا كيف يجب أن نتخذ مواقفنا ونقوم بخياراتنا ونختار كلماتنا… ومتى نقول لا ومتى نقول نعم.
سيدتي، بكلامك النافر هذا، لا تدافعين عن حقوق الإنسان ولا تدعمين قضية أمينة. رسالتك إهانة فظة لشعب يناضل كل يوم من أجل حريته… وهذا غير مسموح.
نحن لا نقوم بالبروباغاندا وليس لك أي حق في أن تختزلي معركتنا بلحية ونهدين عاريين.
أما بعد، تفضلي سيدتي بقبول فائق الاحترام».
والواقع أنه بعد الاهتمام الخاص الذي أولته الصحافة الأجنبية بالشابتين المصرية علياء المهدي والتونسية أمينة، اللتين قررتا الاحتجاج على صعود الإسلاميين إلى الحكم في بلديهما بنشر صور عارية لهما على مواقع التواصل الاجتماعي، دارت نقاشات كثيرة حول جدوى هذه الخطوة وما إذا كانت ترقى فعلاً إلى كونها تشكل نواة حركة سياسية نسوية أم إنها مجرد ضرب من الجنون وبحث عن شهرة موقتة. وإذ بدا ما أقدمت عليه الشابتان وأطلقتا نداءات للاقتداء به تحليقاً خارج السرب في بلدهما والمنطقة العربية، حيث للحركات النسوية تاريخ مختلف جذرياً، تلقف الرأي العام الأوروبي تلك الصور باعتبارها دليلاً على وجود تيار حداثوي في مواجهة المتشددين. وبين مؤيد ومعارض، يبقى الأكيد أن تلك الحركة، إن وجدت فهي تعود إلى زمن مضى حين كان العري في أوروبا فعل احتجاج سياسي.
الحياة اللندنية.