تكر سبحة الأيام والسنين ووحدهم الفلسطينيون من يقفون على عقارب اللحظات المريرة التي مرت على وطنهم، على آلامهم وأمد صبرهم بوجه احتلال غزا أرضهم وأمعن تنكيلا بهم، 76 عاما، من القتل والتشريد والشتات والاعتقال وهدم البيوت والتعدي على المقدسات والممتلكات، 76 عاما والجرائم لا تحصى ومن يأكل العصي ليس كمن يعدها.
واليوم إذ يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة 1948 فهم لا يحيون حدثا تاريخيا عابرا، وإنما واقع مأساة انسانية لازمت أجيالهم المتعاقبة وسيرة نضالهم وكفاحهم وتشبثهم بالأرض وحق عودتهم وتمسكهم بالثوابت الوطنية بوجه الهيمنة الصهيونية الاستعمارية.
2024، تتجدد النكبة الفلسطينية، غزة الأرض التي تحترق على مدى سبعة شهور بعد ان أمطر المعتدي سماءها بأسلحة الفاشية المتطورة وحطت التكنولوجيا الدامية اختباراتها في أجساد عشرات الآلاف من ابنائها، هوت المنازل وتبعثرت الأحياء، أحبة رحلوا والأمان حلم الباقين.
وما بين النكبة والنكبة تبقى الشواهد وتبقى الرموز وذاكرة شعب يأبى نسيان الويلات والحقائق والأحداث ، مخيمات وخيم ومفاتيح تنتظر العودة، ووكالة غوث أممية لطالما سعى الاحتلال الى الغائها لأجل شطب القضية والهوية، وها هو يواصل فشله في تمرير مشاريع التوطين والتهجير فوق ارادة الشعب الفلسطيني الرافض بالمطلق لها.
تتقدم الصفقات والمفاوضات أو تفشل، لا بد لصوت المدفع ان يتوقف، وتبقى الحقيقة هي الحقيقة، غزة ليست الا جزءا من فلسطين الوطن الذي ما زال يتربص به الاحتلال، وبعد 76 عاما يعجز عن تحقيق الأمن والأمان حتى لسكان المستعمرات الذين أتى بهم من كل أصقاع الأرض لاقامة دولته اليهودية المزعومة، الاضطهاد والبطش مهما طال، لن يكون إلا الخطأ الذي ترتكبه اسرائيل وكل داعميها على طريق الانفجار الكبير الآتي لا محالة، من غزا سيرحل ومن هُجر سيعود، الجرائم لا تسقط والأوطان لا تموت.