في حكم العمل والاحتكاك الدائم مع مختلف أنواع الجمعيات التعاونية وجد أن بعضا من القيم التعاونية الأساسية مفقودة في العمل التعاوني وعلى رأسها ( الجماعية في العمل ) .
إن تعريف الجمعية التعاونية يكرس هذه القيمة لأنها من القيم التي تعلمها كل منا في صفه الأول وتربى عليها في بيته قبل ذلك .. والتعاونية جاءت من التعاون الذي لا يحيى الإنسان بدونه والذي حض ودعا إليه ديننا الحنيف كغيره من الأديان السماوية .
إن الأساس في العمل التعاوني هو تجميع وتضافر الجهود من الأعضاء المنتسبين وتوجيهها نحو تحقيق الهدف المنشود والذي من اجله قامت عليه الجمعية ، وغير ذلك قد يضع العثرات أمام تقدمها وتطورها. إن غياب الجماعية في اتخاذ القرار يضر بمصالح الجمعية لما له من حد للآراء والأفكار البناءة ومحاولات الابتكار والإبداع فالمشاركة الجماعية عنوان العمل التعاوني وسببا لتنفيذ مشروع الجمعية المشترك الذي تجمع عليه أعضاء الجمعية في معظم الأحيان والحالات يحتكر رئيس الجمعية منفردا القيام بتمثيل الجمعية سواء كان ذلك تسلطا أو بتقاعس بقية أعضاء اللجنة وفي الحالة الثانية تتكرس السلبية ومحاولة التخلص من المسؤولية الشخصية اتجاه الجمعية واتجاه المجتمع ككل وتحميلها لشخص واحد يكون معرضا للخطأ في اتخاذ القرار بشكل اكبر مما لو كان اشترك مع غيره في اتخاذه .
إن المطلوب من لجنة الإدارة كممثل عن بقية الأعضاء لإدارة أعمال الجمعية أن تتعاون فيما بينها وبالتساوي في تسيير أمور الجمعية وتحسين أوضاعها وان تعمل على الإشراف على أعمال الجمعية وتتابع شؤونها بالاجتماع الدوري أو حسب ما تقتضيه الحاجة وان تعمل بشكل جاد على اطلاع الهيئة العمومية على كل المستجدات وعلى جميع الأصعدة وإبلاغها بكافة الطرق والوسائل وعلى رأسها الإعلان المكتوب والملصقات مما يساعد على الشفافية والوضوح للوصول إلى اجتماع الهيئة العامة السنوي العادي بجدول أعمال معروف للجميع دون مفاجآت ودون عوائق قد تؤدي إلى التأثير سلبا على أوضاع الجمعية .
وفي جميع الأحوال فإن أسلوب مشاركة الجميع بتحديد أهداف الجمعية وكيفية تحقيقها يزيد من الانتماء ويقلل من عدم الرضى والسلبية لان العضو يشارك في وضع الأهداف وصياغة القرار ويعمل على تطبيق النظام المعمول به والذي تسير الجمعية وتنساب بمقتضاه نحو تحقيق أهدافها ، ومن هنا لا بد من وجود نظام معلومات يصل إلى الجميع بسهولة ويوفر نظام اتصالات فعال تتفاعل الإدارة من خلاله فيما بينها ومع المحيط الخارجي كي تضمن الكفاءة والفاعلية .
ومما يزيد التفاعل بين أعضاء الجمعية وجود المقر الدائم مكان اللقاء بين الجميع والعنوان الواضح الذي من خلاله تتجسد قدرة الجمعية على دفع الجميع نحو التفاعل والمشاركة . إن عدم وجود مقرات لكثير من الجمعيات يشكل عقبة أمام القدرة على الاتصال والتواصل ويحد من قدرة الإدارة على إيصال رسالتها لجميع الأطراف وخاصة التي ترتبط مع الجمعية بشكل مباشر والتي لها دور مؤثر عليها كإدارة التعاون والمؤسسات الحكومية والأهلية التي لها علاقة بالقطاع الذي تعمل به الجمعية .
إن الجماعية في العمل تقتضي من الجميع المشاركة كل حسب دوره وقدرته وتتطلب التوافق في كل ما يخص مصلحة الجمعية رمز الجماعة ورمز العمل المشترك ، وفي هذا دعوة للمشاركة الجماعية الكاملة داخل المؤسسة الواحدة والتفاعل بين الجمعيات لتطوير العمل التعاوني والارتقاء به كي يصل إلى مستويات المسؤولية الاجتماعية والتأثير الاقتصادي وخدمة المجتمع المحلي .