الحركة الإسلامية الأردنية: المملكة تحتاج وبإلحاح لما فعله الملك حسين عام 1989… ومعركة القاهرة ضد المقاومة «أخطر وأشرس» من عدوان إسرائيل

2014/08/12
Updated 2014/08/12 at 9:31 صباحًا

11qpt963

عمان ـ وصفت الحركة الإسلامية الأردنية ما جرى ويجري في القاهرة حاليا من محاولات منهجية لحرمان المقاومة الفلسطينية من “نتائج سياسية” للمعركة الأخيرة التي انتصرت فيها إرادة المقاومة بأنه “أخطر بكثير” من العدوان الإسرائيلي نفسه.
وإعتبر الشيخ مراد العضايلة، وهو قيادي بارز في جبهة العمل الإسلامي الأردنية، أن المقاومة الفلسطينية تعيش الآن “المعركة الأشرس″ في القاهرة وهي أشرس لأنها تتجاوز في عنفها ضد الشعبي الفلسطيني العدوان العسكري.
بعض الأطراف وفقا للعضايلة تصر على عدم رفع الحصار عن قطاع غزة واللحظة الراهنة هي الأخطر فعلا وتحتاج من كل الشعوب العربية وقفة حقيقية لأن الضغوط التي تمارس على المقاومة خلف الكواليس أخطر من الحرب العسكرية التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني.
لذلك تستوجب المرحلة حسب العضايلة تضامنا واسعا وكبيرا من الشعب الأردني تحديدا، الأمر الذي نتج عنه سعي الشعب للتعبير عن موقفه في سلسلة المهرجانات والنشاطات والاعتصامات التي شهدتها مؤخرا عمان العاصمة وبقية المدن.
وكان التجمع الحاشد في وسط العاصمة عمان الجمعة الماضية قد أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية بعد تحشد أكثر من 15 الفا من المواطنين في مهرجان دعت له جماعة الأخوان المسلمين المحلية في ساحة عامة وتخلله عرض نماذج أثارت الجدل لمجسمات تطابق منصات صواريخ القسام.
إتهامات كثيرة وجهت للتيار الأخواني في عمان بالخصوص بعد مهرجان عمان الحاشد وبعد البيانات التي صدرت تنتقد الموقف الرسمي بقسوة وتؤيد تركيا وقطر.
وقفز الجدل في الأردن بعد المهرجان المشار إليه مجددا حول ملف الأخوان المسلمين ووجهت في كواليس السياسيين والسلطة اتهامات بسعي بعض أقطاب الحركة الأخوانية لتوظيف وإستثمار أحداث غزة في سياق التفرد بالمكاسب والصدارة داخل الأردن في الوقت الذي حذر فيه العاهل الملك عبدالله الثاني علنا من محاولات توظيف الدين لأغراض السياسية وشدد مجددا على المشاركة بدلا من المغالبة.
وردا على بعض الاتهامات التي راجت على نطاق واسع في شبكات التواصل ضد الأخوان المسلمين ومهرجانهم الأخير إستغرب الشيخ العضايلة “الضجة المفتعلة” حول قصة مجسمات صواريخ القسام معتبرا أنها شكل من أشكال التعبير العفوي الفردي ونوع من التمثيل للمواطنين الذين حضروا ذلك المهرجان.
ورفض العضايلة في حديث لـ«القدس العربي»
اعتبار ورود مثل هذه المجسمات رسالة سياسية من الأخوان المسلمين وقال: الاعتداءعلى الشعب الفلسطيني همجي وعنيف وانتصار المقاومة واضح ومباشر وما يجري في القاهرة الآن أخطر من الحرب نفسها وبالتالي ينحاز بعض المواطنين للتعبير هنا أو هناك من غير اللائق تحميله سياسيا أكثر مما يحتمل.
وجدد التأكيد على أن الأخوان المسلمين لا يسعون إطلاقا “للمغالبة” وقال: لم نسع لها في الماضي ولا نسعى لها الآن ونحن كنا ولا زلنا مع المشاركة ولا يوجد مغالبة لا اليوم ولا غدا ولا يوجد ميول نحوها أو حتى تفكير فيها لكن نتحدث عن “مشاركة كريمة “.
وشرح العضايلة أن الإسلاميين لا يريدون خلافا لما يشاع “مناكفة” النظام ولا الجلوس في مكانه ونقبل بمشاركة برلمانية كريمة وإنتخابات نزيهة وحرة..على الأقل مثل برلمان الكويت ونحن الذين نطالب بافساح المجال أمام مشاركة حقيقية تعطي الناس الحق في التمثيل بعيدا عن تلك الاعتبارات التي أدت في الماضي إلى تجاهل الاصلاح الحقيقي.
عمليا وعبر النقاش مع «القدس العربي» قدم الشيخ العضايلة مقاربة سياسية أشبه بعرض للحكومة ومؤسسات القرار عندما تحدث عن قرار الملك حسين إثر أزمة حادة جدا عام 1989 عندما استدعى الأخ المسلم والشيوعي والتقدمي والمعارضين والسجناء السياسيين واتجه بمعيتهم نحو التحول الديمقراطي فجرت انتخابات لا شكوك فيها وشارك فيها الإسلاميون وغيرهم والبعثيون والشيوعيون وقبل الجميع المسألة واجتازت البلد في ذلك الوقت مسألة حساسة جدا وتجاوزت ظروفا في منتهى الدقة.
وعبر العضايلة عن أمله في أجواء جديدة تسمح بمشاركة جديدة في البلد وقال في انتخابات الـ 89 شاركت الأحزاب المحظورة وكانت نسبة المشاركة 69 ٪ ولم يحصل تزوير وخرج الجميع راضيا.
ما يقترحه العضايلة اليوم وجود ظروف داخلية وإقليمية تتطلب مقاربة من نفس النوع بقرار سياسي فالمديونية تجازت 27 مليار والأجواء في فلسطين ملتهبة وتنظيمات داعش تجاوزت أربعة جيوش عربية حتى الآن في لبنان وسوريا والعراق واربيل، ونحن الذين نقول اليوم نريد جوا جديدا في المملكة ومستعدون للتفاهم والتحاور والمشاركة لأننا نمر بأزمة حقيقية في كل الاتجاهات ويكفي ان نقرأ نتائج الثانوية العامة الأخيرة حيث لم ينجح أحد في 340 مدرسة حكومية لكي نستدل على حجم ومستوى هذه الأزمة.
لذلك يدعو الشيخ العضايلة إلى تحول مماثل معبرا عن الأمل في صناعة المؤسسة الرسمية في أجواء جديدة لا يشعر فيها العضايلة حتى الآن للأسف متسائلا :عندما عين النظام في المغرب بنكيران رئيسا للحكومة حصلت المملكة المغربية على نفس جديد لعشرين عاما، هل أدى ذلك إلى خلع النظام أو الإساءة إليه على أي نحو؟
الأجواء الجديدة تحتاج انتخابات نزيهة لا ترسم الدوائر الانتخابية فيها رسما ولا تمنح مقاعد البرلمان خلالها كهبات وهدايا لمن هب ودب ولا يسجن بعدها نواب معارضون والبلاد تحتاج لوقفة من هذا النوع ومن يريد الاستقرار فعلا عليه ان يقرأ الخارطة المصرية.
وبعد سلسلة من الاتهامات حول ما حصل في مهرجان عمان المشار إليه شرح الشيخ العضايلة لـ”القدس العربي” بعض التفاصيل نافيا أي محاولة للاستغلال والتوظيف السياسي قائلا : لو كنا نسعى فعلا للتوظيف السياسي لأخذنا الجماهير العريضة باتجاه سفارة العدو الإسرائيلي أو رئاسة الوزراء.
وفي المهرجان الذي تتحدثون عنه ـ يضيف العضايلة ـ لم يتواجد في المكان في ساحة عامة وفارغة إلا شرطة السير ومجموعة قوات الدرك كانت بعيدة ولم تضطر للعمل إطلاقا بسبب الانضباط رفيع المستوى في هذا النشاط علما بأن أصغر مشاجرة في الاردن تحتاج لمئات من الدرك اليوم.
وختم قائلا: الحركة الاسلامية كانت ولا زالت مكونا أساسيا وعميقا من استقرار البلد والحديث عن المشاركة السياسية والتعددية الحزبية يحتاج لقانون انتخاب جديد ولتمكين حزبنا وهو حزب مرخص والأكبر في المملكة من الحصول على قاعة لتنفيذ بعض نشاطاته، نحن نجدد الحديث عن مشاركة كريمة والحاجة الملحة لأجواء جديدة ومستعدون للاختبار.

القدس العربي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً