لم تستطع العبارات الهادئة، والكلمات المتلفعة باردية الأمل، التي تحدث بها السيد وزير المالية د.نبيل قسيس، خلال لقائه عددا محدودا من الصحفيين في مكتبه أمس، إخفاء مشاعر الإحساس بالمرارة التي تبدت في ثنايا حديث الرجل الوقور الصبور، من كآبة المنظر، وسوء المنقلب، الذي يتربص بالخزينة الخاوية على”قروشها”بعد أن دخلت أو كادت، منطقة العواصف والمطبات الهوائية الصعبة، ما يقتضي من الجميع التزام مقاعدهم وربط الأحزمة .
حرص الرجل صاحب الخبرة الأكاديمية، والإدارية في شؤون المال والاعمال، والادارة والتخطيط على كظم غيظه، واخفاء تبرمه من خواء خزينته، وتعثر اقرار موازنته، معللا نفسه بالأمل والرجاء، وهو يحاول مخاتلة الأسئلة الصعبة، التي وجهت اليه من الصحفيين الذين حاوروه في ملعبه، وحاصروه أمام ابواب خزينته الخاوية، وهو يقدم اجابات حذرة ومقتضبة، على الأسئلة الصعبة، وهي إجابات طرحت اسئلة اكثر مما قدمت اجوبة، بعد ان لم تستطع تبديد سيل الشائعات التي سرت مؤخرا، حول ما تعتزم الحكومة القيام به من إجراءات، قد تطال رواتب الموظفين وتقاعدهم .
ورغم نفي الوزير أن يكون ما يشاع صحيحا إلا أنه لا يمانع في حدوث ذلك، إذا ما حظيت تلك الاجراءات الصعبة بشبكة أمان مجتمعية، توفرها الشراكة في صياغة إجراءات تعرف الامكانيات وتعي الاحتمالات وتمكن المريض من البقاء على قيد الحياة، أطول فترة ممكنة، في غرفة العناية المكثفة حتى يتماثل للشفاء او يقضي الله امرا كان مفعولا .
لن يتمكن أستاذ الفيزياء النووية من”تخصيب”موازنته القلقة بتنقيتها من احمالها الزائدة، دون ان يواجه وحكومته، بعواصف رعدية، يستحيل معها اقلاعها في موعدها، ما يعني ان الازمة المالية كما السياسية دخلت مرحلة البيات الشتوي.
القدس دوت كوم.