الخليل / في الخليل، لا حرمة لشيء، لا قوانين أو مواثيق دولية، تردع الاحتلال.. الجامعات والجمعيات والمنازل والأسواق تحت حراب وسطوة جنود الاحتلال منذ 13 يوما، بحجة البحث عن 3 مستوطنين اختفت آثارهم قرب الخليل، حسب ما ذكرت المصادر الإسرائيلية.
محافظ الخليل كامل حميد قال لـ’وفا’، إن الحكومة الإسرائيلية باعتداءاتها على المواطنين وممتلكاتهم وفرضها قيود أمنية أمام حرية الحركة والمرور من وإلى المحافظة ومنع سفر المئات من أبنائها عبر المعابر الحدودية مع الأردن الشقيق، تسعى إلى دفع الأوضاع إلى المزيد من التأزم والانفجار، ونوه إلى أن عددا من المواطنين، بينهم طفل استشهدوا بدم بارد جراء إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر صوبهم في الخليل، وغيرها من محافظات الوطن.
وأضاف حميد، فاق عدد المعتقلين في محافظة الخليل 180 معتقلا، وما يزيد عن 1500 مداهمة واقتحام للمدارس والمساجد ومنازل المواطنين وممتلكاتهم، وهي على مدار الساعة ولا تراعي فيها حكومة الاحتلال حرمة لا للمكان ولا للزمان، وقال ‘إن هذه العملية الاحتلالية التي شارك فيها الآلاف من جنود قوات الاحتلال تشكل هجمة شرسة على حقوق شعبنا ومقدراته ومقومات حياته، وتهدف سلطات الاحتلال من خلالها إلى ضرب وتدمير مشروعنا الوطني برمته.
وأشار حميد، إلى أن محافظة الخليل تمتلك مقومات اقتصادية صناعية وتجارية وزراعية، تعتبر مصدرا مهما للاستقرار الاقتصادي الفلسطيني، وهي تساهم في التطور الاقتصادي والصناعي ما يساهم في تعزيز الاستقرار المالي للخزينة الفلسطينية، ونوه إلى أنه تم عقد العديد من اللقاءات والمشاورات مع كافة مكونات المجتمع المحلي في المحافظة، لتدارس الإجراءات الإسرائيلية من عمليات دهم وحصار وإغلاق واعتقال وتخريب بحق أهالي وسكان مدن وبلدات وقرى ومخيمات المحافظة، مؤكدا أن أبناء محافظة الخليل كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني، لا يتحملون المسؤولية عن اختفاء المستوطنين الثلاثة في منطقة ‘عتصيون’ شمال محافظة الخليل، والتي تقع تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية المشددة.
ودعا حميد، حكومات العالم والمنظمات الحقوقية والدولية لتحمل مسؤولياتها والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها المتواصل على شعبنا بكافة أماكن تواجده.
من جانبه مدير وزارة الاقتصاد الوطني في الخليل ماهر القيسي، قال لـ’وفا’ إن الخسائر الاقتصادية التي منيت بها محافظة الخليل، خلال هجمة الاحتلال العسكرية المتواصلة على المحافظة تقدر بملايين الشواقل، جلها نتيجة حصار المحافظة وإغلاقها، ومنع خروج ودخول البضائع المنتجة والمستوردة إلى المحافظة.
ونوه القيسي، إلى أن ما يزيد عن 20 ألف عامل وآلاف التجار عاطلون عن العمل بسبب إجراءات الاحتلال وممارساته العنصرية، وهذا ما سيؤثر سلبا على كافة القطاعات الاقتصادية في المحافظة خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
أما المديرة العامة للشركة الفلسطينية للزيوت المعدنية ‘بتروبال’ سماح امريش فقالت لــ’وفا’، إن قوات الاحتلال داهمت الشركة بما يزيد عن 400 جندي، وطوقتها ومنعت العمال والموظفين من الوصول إليها، وعبثت بملفاتها وأوراقها وأضابيرها، واستولت على جهاز تسجيل الكاميرات DVR، كما حاول الجنود كسر خزنة الشركة.
قوات الاحتلال فجرت وحطمت أبواب متاجرنا في شارع المهد بمحافظة بيت لحم، ودوار المنارة ومربعة سبته ومنطقة الحرس بمدينة الخليل، هذا ما قاله مالك شركة عابدين للصرافة فضل عابدين لــ’وفا’ (60 عاما)، واستولوا على الحواسيب وأجهزة تسجيل الكاميرات ومستندات ووثائق خاصة بعملنا، كما سرق الجنود واستولوا على عشرات الآلاف من الدولارات.
مالك شركة ارام للتدقيق والاستشارات المحاسبية إيهاب حسونة قال، ‘حطمت قوات الاحتلال باب شركتنا عقب مداهمتها فجرا وسط مدينة الخليل، واحتجزوا الحارس أيوب شريم (55 عاما)، واعتدوا عليه بالضرب المبرح’.
وكذلك بين صاحب مكتب ‘كاد’ الهندسي حازم التكروري (25 عاما) لـ’وفا’، أن جنود الاحتلال عبثوا بمحتويات مكتبه وفتشوه، موضحا أنهم كسروا بمحاذاة مكتبه مدخل شركة ‘ترانس ميديا للإعلام’، واستولوا على أجهزة حواسيب وملفات وغير ذلك من الالكترونيات وكوابل البث، وحطموا وخلعوا البلاط في مكاتب أخرى بمحاذاة مكتبه بحجة التفتيش.
وفا- جويد التميمي