الايام – عيسى سعد الله:بعد مرور نحو شهر على سريان التهدئة في قطاع غزة، وتوقف إطلاق النار، بدأ الأطفال يمارسون بعض الألعاب، رغم عدم توفر المرافق الترفيهية أو المساحات الفارغة الآمنة.
ولوحظت زيادة تفاعل الأطفال وإقبالهم على ممارسة ألعاب كرة القدم والألعاب التقليدية الأخرى في الشوارع، وفي ساحات بعض مخيمات الإيواء.
ورغم المخاطر الكامنة في الأماكن التي يمارس فيها الأطفال الألعاب، إلا أنهم يرون فيها ممراً إجبارياً للترفيه في ظل انعدام الخيارات والوسائل الأخرى.
ويرى الأطفال، خلال أحاديث منفصلة مع “الأيام”، أن الفرصة أصبحت سانحة لهم للعب واللهو بعد أكثر من 16 شهراً من الحرمان، بسبب العدوان الإسرائيلي.
وحال تحويل معظم الملاعب والمرافق الرياضية القائمة إلى مخيمات إيواء لأصحاب البيوت المهدمة دون ممارسة الألعاب والرياضات المختلفة على نطاق واسع، خاصة للشباب والفتية، الذين يجدون في أماكن خطرة أخرى مكاناً للعب، كما ذكر الفتى أحمد موسى، الذي يضطر إلى الذهاب لمسافات طويلة برفقة أصدقائه للعب كرة القدم في أحد الملاعب الصغيرة، رغم تعرضه للدمار الجزئي.
وقال موسى (15 عاماً): إنه بعد ثلاثة أسابيع من عمر التهدئة قرر مع أصدقائه استئناف اللعب، للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشار موسى إلى أنه وزملاءه متعطشون جداً للعب واللهو، للخروج من الحالة النفسية السيئة التي مروا بها خلال فترة العدوان، معرباً عن أمله بأن تطول فترة الاستقرار الأمني، حتى يتسنى لهم قضاء أطول وقت ممكن في اللعب واللهو.
أما الطفل الفتى نظير شعبان، فقد انتقد بشدة تحويل مرفق رياضي متكامل، قائم في منطقة جباليا، إلى مكان إيواء ونصب عشرات الخيام داخل الملعب والصالة الرياضية.
ويلعب شعبان (12 عاماً) كرة القدم وألعاباً مهارية أخرى في ساحة بين أنقاض عدد من المنازل، لا تتجاوز مساحتها 300 متر مربع.
وبيّن شعبان أن هناك إقبالاً كبيراً من أطفال الحي على اللعب بصرف النظر عن مهاراتهم أو إلمامهم باللعبة.
وأوضح شعبان، الذي يقود فريقاً، أن جميع الأطفال يتوقون للعب واللهو، خاصة الذين عاشوا في المناطق التي كانت أكثر عرضة للاجتياحات والقصف.
فيما يتوعد الطفل رائد مهرة بتكثيف اللعب واستغلال كل لحظة فيها هدوء، تحسباً من انهيار التهدئة وعودة الحرب وأجوائها، ما يعني توقف اللعب وحتى الخروج من المنزل.
وقال مهرة (14 عاماً): نريد استغلال أطول وقت ممكن من اللعب قبل انهيار الهدنة، مشيراً إلى أن الأطفال لم يعودوا قادرين على تحمل تبعات الحرب النفسية والصحية.
وتساءل عن دور المؤسسات الخيرية في تنفيذ المشاريع الترفيهية لهم، وقال: إن مؤسسات عديدة زارتهم في مراكز الإيواء وأخبرتهم بنيّتها تنفيذ مشاريع للدعم النفسي، تتضمن تنفيذ العديد من الألعاب وإقامة المخيمات الخاصة بهم.
وأكد أن اللعب على أنقاض المنازل والشوارع المدمرة ينطوي على مخاطرة كبيرة، وقد يعرضهم للإصابات، لا سيما مع انتشار الردم والقطع المعدنية وغيرها.
وطالب مهرة البلدية بتسوية بعض الأراضي وتأهيلها لتكون آمنة للعب لحين عودة الملاعب والمراكز الرياضية للعمل.
وأفاد عدد من القائمين على المؤسسات الخيرية والأهلية بأن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيفاً لتنفيذ مشاريع الدعم النفسي لصالح الأطفال المصابين، والأيتام بشكل خاص.
وأوضح هؤلاء أنهم بانتظار تحويل الدعم المالي لمباشرة العمل في هذه المشاريع في مختلف مناطق ومحافظات قطاع غزة.
الدمار والحرمان ينعشان الألعاب التقليدية في غزة
