ابو مازن من القاهرة: ما يهمنا الآن هو وقف شلال الدم واتفقت مع السيسي على معالم الحل النهائي
13 شهيدا والاحتلال يدمر برجا سكنيا في غزة يتكون من 54 شقة *يعلون: الأيام القريبة ستكون مصيرية *إردان: قريبون من عملية برية
القدس المحتلة – غزة – القاهرة – الحياة الجديدة – وكالات – دعت مصر الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي امس الى القبول بوقف لاطلاق النار غير محدد المدة والى استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، وجاءت الدعوة المصرية خلال وجود الرئيس محمود عباس في القاهرة حيث التقى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وقال الرئيس عباس في مؤتمر صحفي عقب لقاء السيسي “في الوقت الحاضر مصر ستوجه الدعوة” للوفدين الفلسطيني والاسرائيلي “للعودة الى المفاوضات لبحث تهدئة طويلة ومناقشة القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات في ما بعد”. وشدد الرئيس على ان “ما يهمنا الآن هو وقف شلال الدم ووقف هذه الأعمال التي تؤدي الى مزيد من التضحيات” الفلسطينية مؤكدا انه “فور ان يوقف (اطلاق النار) يجب ان يبدأ الدعم الانساني لغزة واعادة الاعمار في القطاع”. في حين تواصل التصعيد على الارض حاصدا 13 شهيدا وعشرات الجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء، اضافة الى تدميركبير ابرزه تدمير برج يتكون من 14 طبقة. بينما لوح مسؤولون إسرائيليون بشن عدوان بري، وقال وزير الاتصالات وعضو المجلس الوزاري المصغر إن إسرائيل قريبة من شن عمليات برية في قطاع غزة، في حين وصف وزير الجيش موشي يعلون الأيام المقبلة بأنها «مصيرية».
وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية المصرية ان مصر تدعو “الاطراف المعنية الى قبول وقف لاطلاق النار غير محدد المدة واستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا المطروحة بما يحقن دماء الابرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ويحقق مصالحه ويصون حقوقه المشروعة”. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي مصري كبير قوله ان القاهرة تتوقع أن تتلقى ردودا بحلول الاثنين.
وتنسجم الدعوة المصرية مع ما أعلنه الرئيس عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري عقب لقائه السيسي، وقد أكد الرئيس خلال المؤتمر “ان مصر هي الوحيدة الراعية لبحث التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنها ستوجه الدعوة للوفد الفلسطيني برئاسة عزام الأحمد، وهذا الوفد يشمل كل الأطياف بما في ذلك حركة حماس، للعودة إلى المفاوضات لبحث تهدئة طويلة ومناقشة باقي القضايا المطلوبة أو الموضوعة على الطاولة فيما بعد، وعلينا جميعا أن نوقف هذا النزيف والقتال الذي يحصل الآن، وهذا هو همنا الأول“.
وقال الرئيس “إننا تشرفنا بلقاء الرئيس السيسي، وكانت زيارة هامة جدا هدفها الأساس هو أن نستأنف مفاوضات التهدئة في مصر في أقرب وقت ممكن والتي توقفت قبل بضعة أيام، لنتفادى مزيدا من الإصابات والتضحيات والشهداء والتدمير، ونأمل أن يكون في أقرب وقت ممكن”. وأضاف “الموضوع الثاني الذي بحثناه هو مهم جدا وهو ماذا بعد؟؟ هل سنستمر في كل سنتين ننتظر عدوانا جديدا على غزة أو الضفة الغربية أو غيرها؟ لا بد من طرح الحل النهائي بشكل واضح، واتفقنا مع الرئيس السيسي على معالم هذا الحل وكيف يكون وكيف يطرح مع بقية الأطراف من أجل الوصول الى هذا الحل بأقصى سرعة ممكنة، بالإضافة الى أننا تطرقنا الى العلاقات الثنائية الوطيدة التي تربطنا بمصر الشقيقة“.
وقال الرئيس عباس “عندما حصلنا في 29-11-2012 على دولة مراقب بالأمم المتحدة وأصبحنا دولة تحت الاحتلال حسب القانون الدولي، بمعنى ان الارض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 اي الضفة الغربية والقدس وغزة هي ارض دولة محتلة تحت الاحتلال، وعلى ضوء ذلك هذه الصفة التي أخذت بدأنا بتطبيق معالمها من خلال التوقيع على 15 منظمة او معاهدة دولية، وبدأنا بتفعيل هذه الاتفاقيات، خاصة دعوة الاطراف السامية المعنية في جنيف وهي 193 دولة في الانعقاد فورا، والان الماكينة تمشي في هذا الموضوع من اجل مناقشة موضوع الاحتلال وذيول الاحتلال وما يحصل من خلال هذا الاحتلال”. واضاف “إننا بالفعل وقعنا على 15 معاهدة وعندنا باقي 48 منظمة بما فيها محكمة الجنايات الدولية، ونحن طالبنا اخواننا في التنظيمات الفلسطينية ان يكونوا على علم بذلك بل الموافقة على ذلك ايضا، لأن لهذا الانضمام نتائج وعلينا ان نتحملها جميعا، والان نحن بصدد إنهاء هذا الموضوع لنتكلم الى كل هذه المنظمات الدولية وفق القرارات الصادرة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
على الارض تواصل التصعيد الميداني في القطاع حيث اسشتهد 13 مواطنا على الأقل بينهم خمسة من عائلة واحدة في غارة اسرائيلية على منزل في وسط قطاع غزة. ومساء امس، اصيب 18 مواطنا على الاقل، أغلبهم من الاطفال، في غارة جوية استهدفت برجا سكنيا ضخما في مدينة غزة، ويتكون برج الظافر من 14 طبقة يضم كل منها اربع شقق سكنية، ما ادى الى تدميره بالكامل، وزعمت قوات الاحتلال ان في هذا البرج غرف عمليات للمقاومة. وبعده بقليل استهدف سيارة استشهد فيها قائد ميداني من كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
من جهة ثانية، دمر الجيش الاسرائيلي في غارتين مسجدين في عبسان والشجاعية شرق خان يونس جنوب القطاع اضافة الى مبنى تابع لبلدية القرارة. واستهدفت غارة ثالثة مسجدا مدمرا اصلا في مخيم الشاطئ غرب غزة.
وفي ظل الضغط الذي فرضته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل من خلال القصف الصاروخي المكثف خلال الأيام الماضية، لوح مسؤولون إسرائيليون بشن عملية برية في قطاع غزة، وقال وزير الاتصالات وعضو المجلس الوزاري المصغر غلعاد أردان إن إسرائيل قريبة من شن عمليات برية في قطاع غزة، في حين وصف وزير الجيش الأيام القريبة بأنها «مصيرية».
وقال إردان في حديث للقناة الإسرائيلية الثانية إن إسرائيل قريبة من شن عمليات برية. في حين وصف يعلون خلال زيارة لمستوطنات الجنوب الأيام القريبة بأنها «مصيرية» وستحدد وجهة الحرب على غزة.
وقال يعلون: “إن هدف إسرائيل هو «إعادة حماس إلى طاولة المفاوضات في القاهرة حسب الشروط التي تمليها إسرائيل، والحصول على وقف إطلاق للنار»، حسب تعبيره.
جاءت تصريحات يعلون خلال زيارة قام بها برفقة رئيس الأركان، بيني غانتس، لمنطقة غلاف قطاع غزة التي تتعرض لقصف عنيف منذ أيام، بهدف امتصاص غضب السكان، والتقى بعدد من رؤساء المجالس المحلية والإقليمية. واستمع لشكاوى رؤساء البلدات التي بات بعضها فارغا تماما من السكان كـ “ناحل عوز” و “شاعر هنيغيف” و”إشكول” بعد تصاعد القصف الصاروخي، فيما يتوقع اليوم أن يتم إخلاء مستوطنة “عاين هشلوشا” ومستوطنات أخرى.
وقال يعلون بهذا الصدد: “لا توجد تعليمات لإخلاء السكان، لكن من يريد المغادرة سيحصل على المساعدة من الجيش“.
وكان وزير الأمن الداخلي، يتسحاك أهرونوفيتش، قد أجرى زيارة مماثلة امس واستمع لشكاوى السكان الذين أعربوا عن رغبتهم بمغادرة المنطقة.
|