غزة/ شهد الأسبوع الماضي انتكاسة قوية للمتفائلين بنجاح المصالحة ، بعد عديد التطمينات من وفدي حركتي فتح وحماس في القاهرة ، أولئك الذين يجلسون معاً ويخططون ، يختلفون ويتفقون ، ويصطدمون بشروط ويتجاوزن ، ويصرون على انهاء كافة العقبات ، ويصممون على إنجاح جهودهم ، أولئك الذين باتوا ينزعجون أكثر من سواهم ، من شخصيات نافذة وقادرة ومتمكنة في أماكن تواجدها ، لتنسف جهودهم بتصريح ، سهل نطقه ، يصعب لملمته وتبخيره بعد ذلك ، بسلسلة من التصريحات التطمينية ، في غزة فجّر القيادي البارز اسماعيل هنية قنبلة وهو يقف خطيباً في يوم جمعة ، ليتهم أشخاصاً يتبعون قيادة السلطة في رام الله بمحاولة تفجير مقر الانتخابات ، وكان تصريحه هذا الباب الذي فتح أبواباً لكثير من التصريحات وصلت قسوتها حدة لم تكن متوقعة ، جاء به مسئول داخلية حماس فتحي حماد ليعلن أمام قائد كبير في أخوان الاردن ، أن حماس لن تتصالح مع ‘العلمانيين’ ، التصريح الذي أسقط كل احتمالات نجاح المصالحة في الوقت القريب.
ولأن السياسيون من قادة فصائل وطنية ومستقلون استنزفوا الكثير من أموالهم وأوقاتهم في سبيل انجاح جهود المصالحة ، كانوا أول من دعوا المتلاسنين من حركتي فتح وحماس ، التزام الصمت واعطاء الفرصة لتطبيق المصالحة قبل الانفجار الجماهيري الكبير في حال فشلها :
محمود الزق ‘ابو الوليد ‘ عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي يقول لـ (أمد) :’ كان متوقعاً هذا التراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات بين قيادات حركة فتح وحماس ، وهذا ما حذرنا منه سابقاً وطلبنا مشاركة وطنية جمعية في جلسات المصالحة ، وأن يكون الاتفاق بغطاء وطني شامل ، غير مختصر بوفدي فتح وحماس ، ورغم ذلك ، نطالب الطرفين بضرورة الكف عن التراشق الاعلامي وتبادل التهم ، وتحقيق ما وعدا به الشعب الفلسطيني ، الذي بات لا يحتمل منهما كل هذا الخروج عن أدبيات شعبنا المناضل ، على طرفي الانقسام الإلتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة ، وعدم جر الوضع الداخلي المأزوم الى أزمات أكثر ، لابد لهم من وقفة جادة مع الذات ، وتطبيق المصالحة ، لأن شعبنا لن يصبر كثيراً ، الجماهير اليوم في الضفة وغزة وأهلنا في الـ 48 مدعوين الى النزول الى الشوارع والتمترس في الميادين والساحات ، للضغط على حركتي فتح وحماس لتطبيق المصالحة ، او ترك الساحة لقيادات وطنية تعيد اللحمة للوطن ‘.
منيب المصري ‘ ابو ربيح ‘ رئيس التجمع الوطني ، قال لـ (أمد) :’ من المؤسف ما سمعناه من الاخوة في حركتي حماس بغزة وفتح في الضفة ، بعد أن استقر الأمر على اتمام المصالحة ، انتظار لقاء الرئيس محمود عباس بالاخ خالد مشعل للإعلان نهائياً عن تشكيل حكومة التوافق ، وقد أحزنتنا تصريحات قيادة حماس في القطاع والرد عليهم من قبل قيادات حركة فتح في الضفة ، وندعو الى انهاء هذا التراشق الذي يسيء لنا كشعب محتل أمامه تحديات كبرى ، وأرضه تنهب وشعبه في القدس والضفة والقطاع يعتدى عليه ليل نهار ، لا بد من وقفة جادة يتحملها الجميع ويوصلون شعبهم الى وحدة الوطن ، فالانقسام صفحة سيئة وسوداء بتاريخ شعبنا ، ولا بد أن يتعظ الجميع مما جرى ‘.
وأكد المصري بإتصال مع (أمد) على أن للتجمع تصريح واضح وصريح حول المصالحة ويطالب بوقف التراشق الاعلامي بين حركتي فتح وحماس ‘.
من جهته أكد الدكتور ياسر الوادية على ضرورة العودة الى لغة العقل ، والابتعاد عن توتير الاجواء ، فالوطن لم يعد يتحمل المزيد من الضغط العالي الذي فرضته مرحلة الانقسام وتفرضه حتى اليوم .
وقال الوادية رئيس تجمع المستقلين بإتصال مع (أمد) :’ تحدثنا مع الاخوة في فتح وحماس من أجل التوقف عن التراشق الاعلامي ، والالتزام بتهيئة الاجواء لتطبيق المصالحة ، لأن شعبنا لن يقبل الفشل بالمصالحة ، ولم يكن أمامه خيار سوى خيار الثورة في وجه الرافضين والمعرقلين للوحدة والمصالحة ‘.
الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، قال :’ من المؤسف من جاء على لسان بعض قادة حركة حماس في غزة ، وخاصة تصريحات فتحي حماد الذي أعلن عدم إمكانية تحقيق المصالحة مع العلمانيين ، فهذه التصريحات شكلت ضبابية في جدية حركة حماس من المصالحة ، لذا نعتقد أن يكون هناك التزام وطني وأخلاقي من قبل قيادات حركة حماس بما تم الاتفاق عليه مع رئيس مكتبهم السياسي الاخ خالد مشعل ، وتهيئة الاجواء لتطبيق المصالحة ، والابتعاد عن أجواء التوتير ‘.
وختم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ، وليد العوض بقوله :’ تم التأكيد على وقف التراشق الاعلامي ، بين حركتي فتح وحماس ، ودعونا الطرفين الى تفعيل لجان المصالحة ، تمهيداً لتطبيق بنود المصالحة ، وعدم تعكير الاجواء بتصريحات وتصريحات مضادة ، تفسد الاجواء ، وعمل لجنة الانتخابات المركزية ، فالوقت لم يسعفنا بعد ذلك بإقناع شعبنا ، بالمصالحة ، فالقول يلزمه عمل لكي نثبت أننا أبناء هذه البلد ، وتبادل التهم ورميها جزافاً لا يخدم قضيتنا ولا يحقق لشعبنا طموحه .
وقال العوض بإتصال مع (أمد):’ تغليب المصالح الوطنية العليا وأولها المصالحة ، اولى من كافة الأهداف الأخرى في المرحلة الراهنة ، لقد شوهت صورتنا أمام العالم وانفسنا مرحلة الانقسام ، ولابد من الخروج سريعاً من هذه المرحلة المخزية ‘.
المصدر امد