رام الله/ قالت السلطة الفلسطينية ، إنها تنوي إصدار سندات للبنوك في إطار عملية إعادة هيكلة لديونها الضخمة، فيما سيكون أول بيع لسندات حكومية منذ إقامة السلطة قبل 20 عاما.
وبحسب أحدث البيانات المتاحة، بلغت ديون الحكومة للبنوك حوالي 1.4 مليار دولار في 2012، في حين يقول محللون إن القروض المقدمة إلى موظفي القطاع العام الفلسطيني والى شركاء الحكومة من القطاع الخاص، تضيف 800 مليون دولار أخرى إلى الرقم الاجمالي.
وقال جهاد الوزير مدير سلطة النقد الفلسطينية، إن حوالي 200 مليون دولار من الديون ستحول إلى سندات.
وأبلغ رويترز أنه اتفاق مبادلة، يهدف إلى تمديد ديون قصيرة الأجل مدتها عام واحد، وذات أسعار فائدة مرتفعة، لتصبح مدتها ثلاث سنوات، مع الاحتفاظ بها كورقة مالية.
وقال، إن السندات ستكون متداولة داخل النظام المصرفي وليس في السوق المفتوحة.
ويزيد حجم القروض المقدمة من البنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية على 100 بالمئة من إجمالي حقوق المساهمين في تلك البنوك، وهو مستوى يقول صندوق النقد الدولي إنه يهدد الاستقرار المالي.
وقال مجلس الوزراء في بيان، إن توريق جزء من الديون عن طريق السندات، سيخفف العبء المالي، ويرسي أسس الدولة، ويجهز القطاع المصرفي للتعامل مع أسواق السندات، وأدوات الدين الحكومي.
وتعتمد السلطة الفلسطينية على المساعدات الخارجية لتمويل مستويات مرتفعة من العجز بالميزانية الذي بلغ العام الماضي نحو 1.5 مليار دولار، أو ما يعادل 13.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
لكن الدعم من المانحين تراجع بشكل حاد في العامين الماضيين، وسط تباطوء الاقتصاد العالمي وتحول اهتمام المانحين الخليجيين إلى انتفاضات الربيع العربي.
وجرى سد العجز المالي بتأخير السداد، والاقتراض من البنوك المحلية.
وقال الدكتور نصر عبد الكريم، المحلل الاقتصادي المستقل، إن القرار قد يهدف إلى تمكين الحكومة من زيادة الاقتراض.
واضاف: “هذا يعطي الحكومة مجالا للمناورة والادعاء بأن حجم القروض المصرفية تراجع، مما يمكنهم من اقتراض المزيد. ولأن السندات تكون طويلة الأجل في العادة، فهي أقل تكلفة من السحب على المكشوف والاقتراض القصير الأجل”.
ويطمح الفلسطينيون إلى إقامة دولة في أراضي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وكادت محادثات السلام الهادفة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تنهار هذا الشهر، وهددت إسرائيل بالرد على خطوات فلسطينية للتصدي لها في المنظمات الدولية.
وسبق أن لجأت إسرائيل والولايات المتحدة إلى تجميد مدفوعات للسلطة الفلسطينية، رداً على خطوات سياسية لم تقبلها الدولتان، مما زاد من حدة أزمتها للسيولة.
القدس دوت كوم