غزة – حسن جبر – “الأيام الالكترونية”: منذ اليوم الأول لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تشن حرباً غير معلنة ضدهم مستخدمةً سلاح الإشاعة كأسلوب قديم وجديد بهدف كسر الإضراب وإخضاع الأسرى.
وبعد 22 يوماً من الإضراب المتواصل عن الطعام لم تكن قضية الفيديو المفبرك، الذي وزعته إدارة مصلحة السجون وروجت له وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إنهاء قائد الإضراب الأسير مروان البرغوثي لإضرابه عن الطعام، أول خطوة في حرب الإشاعة ضد الأسرى، بل سبقتها العديد من القصص والروايات المفبركة التي لم تستطع إفشال الإضراب.
وكانت إسرائيل وزعت فيديوهات زعمت فيها أن الأسير البرغوثي فك إضرابه عن الطعام الأمر الذي نفته عائلته ونادي الأسير والمتابعون لقضايا الأسرى، معتبرين هذا الأسلوب نوعا من حرب الإشاعات التي تشن على الأسرى في سجون الاحتلال.
ويقول عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، وعضو اللجنة المكلفة إدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة إن حرب الإشاعات التي تستخدمها إسرائيل ضد الأسرى بدأت هذه المرة مبكرا منذ إعلان الأسرى عن بدء الإضراب في السابع عشر من نيسان الماضي.
ونوه فروانة في حديث لـ “الأيام الالكترونية” إلى أن الإشاعة جزء من الحرب النفسية التي تشنها إدارة مصلحة السجون والتي فشلت في محاولات كثيرة في السابق، منوهاً إلى أن إسرائيل تسعى إلى تحطيم إرادة الأسرى المضربين وبث الإحباط في صفوفهم.
وتابع: الأسرى داخل السجون يتوقعون هذه الحرب ويحذرون منها خلال فترة الإعداد للإضراب، الأمر الذي جعل الأسرى يركزون هذه المرة على عنوان الإضراب كجهة التفاوض وإعلان أية أخبار عن الإضراب.
ويؤكد فروانة أن سلاح الإشاعة عادة ما يستهدف الأسرى داخل السجون للتأثير عليهم وعلى معنوياتهم، وهو أمر مكشوف لم ينجح في السابق ولن ينجح خلال هذا الإضراب.
وقال إن سلاح الإشاعة يستهدف في نفس الوقت الأهل والأقارب والمتضامنين من الأسرى في الخارج، الأمر الذي يجب التنبه له على الدوام وإفشاله من خلال تهيئة وتجهيز المواطنين من الناحيتين النفسية والمعنوية للإضراب عن الطعام.
وأشار إلى أن محاولة نشر الفيديو المفبرك والكاذب عن البرغوثي فشلت مباشرة بعد الإعلان عنها، إذ سارع النشطاء والمهتمون إلى دحض الرواية وتكذيبها من خلال كثير من الأساليب التي أخضعت الفيديو إلى تحليل سريع وأظهرت عدم صحته.
ويشدد فروانة على ضرورة إشراك وسائل الإعلام الفلسطينية في دحض الرواية الإسرائيلية مباشرة وتوضيح مخاطر تصديق الروايات والإشاعات الإسرائيلية، مطالباً بإظهار وتوضيح ما يجري في السجون من ممارسات خاصة خلال الإضراب عن الطعام.
وكانت زوجة الأسير البرغوثي فدوى البرغوثي عضو المجلس الثوري لحركة فتح قالت، إن نشر السلطات الإسرائيلية لهذا الفيديو ما هو إلا مؤشر على هزيمة الاحتلال في معركة الأمعاء الخاوية، ودليل ضعف أمام الإرادة والعزيمة التي يخوض بها الأسرى الإضراب.
ونوهت إلى أن نشر الفيديو سيؤدي إلى رفع الروح المعنوية للأسرى، كونه يؤشر على إفلاس حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية.
وفي نفس السياق قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن نشر الفيديو الملفق لم يشكل أي مفاجأة، إذ كان من المتوقع أن تمارس السلطات الإسرائيلية الأكاذيب والتضليل في هذه المرحلة الحساسة من الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، مؤكدا أن من قام بتوزيع الفيديو والقنوات الإعلامية التي تعاطت معه تمثل فقط أجهزة إسرائيل العسكرية.
وتحدى فارس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لأي محامٍ ولو كان إسرائيلياً، أو مندوباً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو حتى طبيباً بالتوجه إلى البرغوثي في عزله لإثبات أنه أوقف إضرابه عن الطعام كما يزعم الفيديو الذي نشر.
وأضاف: “الإضراب دخل مرحلة حاسمة، وإسرائيل تتخبط والفيديو دليل ذلك، وحالة الاضطراب التي تعيشها إسرائيل هو مؤشر على أن المضربين عن الطعام اقتربوا من مرحلة النصر.
الشائعات .. حرب إسرائيل المتواصلة لكسر إضراب الأسرى
Leave a comment