الناصرة – نضال الشعب : بمبادرة من رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي ، وبالتعاون مع مؤسستي توفيق زَيَّاد للثقافة الوطنية والإبداع ومؤسسة محمود درويش للإبداع في رام الله وكفر ياسيف ودائرة المراكز الجماهيرية في بلدية الناصرة ، تم مساء الأربعاء ، تكريم الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم تحت عنوان ” الشاعر الذي أتت إليه القصيدة “، وذلك في مركز محمود درويش الثقافي البلدي في الناصرة في جو حضاري راق وعلى أنغام صوته وإيقاع قصائده المنبثقة من اجهزة الصوت المنتشرة في فضاء المركز ، دخل القاسم مع زوجته وأبناء عائلته إلى مركز محمود درويش الثقافي فاستقبله حشد من الأصدقاء والمهتمين بالأدب .
افتتح الحفل التكريمي الناقد د. رياض كامل الذي تحدث عن أهمية التكريم بشكل عام وتكريم القاسم بشكل خاص ، وتحدث عن العلاقة بين القاسم والناصرة التي تعلم فيها المرحلة الثانوية ، وعلاقته فيما بعد بالشاعر توفيق زَيَّاد.
ثم دعا رئيس البلدية ليلقي كلمته ، وكانت كلمة رئيس البلدية دافئة وحضارية ، تعرض فيها لدور الشعر ، خصوصًا الشعر المقاوم في فترة الستينيات ، وتطرق خلال حديثه للعلاقة التي يعتز بها مع القاسم، وأكد على أن القصيدة هي التي أتت إلى القاسم فاحتضنها (نشرت “الاتحاد” معظم الكلمة ، امس الأول .
ثم دعا العريف صالح رأفت الذي ألقى كلمة مؤسسة محمود درويش في رام الله ، وكانت كلمته دافئة أكدت على دور الشعراء ، خصوصا الشاعر المحتفى به الذي بدأ من حيفا واستمر في العواصم العربية والعالمية.
يذكر أن وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي قد بعثت بكلمة قيمة ومما جاء فيها ” إن شاعرنا الكبير سميح القاسم ليس هو شاعر فلسطيني وحسب.. وإنما هو شاعر عربي وعالمي بامتياز ، فكانت قصائده سفيرا متجولا دفاعا عن القضية الوطنية الفلسطينية في معظم قارات العالم”.
أما الأديب يحيى يخلف صديق الشاعر والذي تعذر عليه الوصول ، فقد بعث بتحية راقية رائقة ومنها ” وحسبي من هنا من رام الله أن أرفع يدي ملوحا بهذا الحب الكبير الذي تحتفظ به قلوب أبناء فلسطين في الوطن وداخل الخط الأخضر وفي الشتات والمهجر”.
هذا وقد حاور الناقد كامل الشاعر القاسم فأعاده وأعاد الحضور إلى سنوات خلت وأدخلت الحضور إلى حالة انتشاء إبداعية وطنية مثلما أدخلت القاسم الذي تحدث بعفوية وصدق ومودة ، وقد بلغ الحوار ذروة من التجلي حين بحث القاسم عن درويش والزَّيَّاد على المنصة ليتواصل معهما ، وخاطب الجمهور ( ألا ترون الدرويش على يميني والزَّيَّاد على يساري؟)، وخلال الحوار غنت الفنانة أمل مرقس عددا من أغاني القاسم برز من بينها أغنية “دولا ” التي تفاعل معها الحضور ، وقد رافقها الفنان نسيم دكور على العود .
ومن الفقرات الفنية كانت فقرة للفنانتين رلى ميلاد عازر وهبة بطحيش في دويت غنائي من أوبريت قطر الندى من كلمات الشاعر والحان الفنان نبيل عازر.
وفي مشهد أشبه بالسريالي قدم رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي جرة فخار من فاخورة آل مسمار العريقة ، فاحتضنها القاسم كأنها طفلة يخشى عليه من السقوط ، الأمر الذي أدخل الجمهور في حالة تفاعل إبداعي فطال تصفيقه ، وسادت التكريم حالة تجل وسمو إنساني .
مسك الختام كان فرقة كيان التابعة لمؤسسة محمود درويش للإبداع في كفر ياسيف بقيادة الموسيقي المايسترو تيسير حداد ، حيث قدمت معزوفة دوزان ، وأغنية ربما وكذلك أغنية منتصب القامة أمشي ، ويذكر ان الفرقة الموسيقية كيان حديثة التأسيس في اطار المؤسسة وتمثلها في البرامج الثقافية ، وشارك العزف كل من : تيسير حداد – بيانو ، وسيم بشارة – كمان، مظهر مناع – كمان، فيليب شاهين – عود، جريس حداد – قانون، الياس حبيب – ايقاع ، وليد سلوم – جيتارة باص، ميشيل سجراوي – جيتار صولو، اضافة الى كل من: رنا جبران – كورال، ياسمين باسيلا – كورال.
يشار إلى أن القاعة قد غصت بالحضور وامتلأت عن بكرة أبيها، وتواجد قسم خارج القاعة نظرا لامتلائها، وبرز من بين الحضور قيادات وشخصيات وطنية نقابية وثقافية من الجليل والمثلث والنقب وعدد من الشخصيات الفلسطينية من القدس والضفة الغربية .