الشجاعية.. كأنها القيامة!

2014/07/27
Updated 2014/07/27 at 10:56 صباحًا

10552569_859725677370894_2436912799041154524_n

غزة – الحياة الجديدة – عبد الهادي عوكل – الصدمة والذهول مشهد سيطر على جميع المواطنين الذين دخلوا حي الشجاعية فور بدء سريان التهدئة في تمام الساعة الثامنة صباحاً، من حجم الدمار والخراب الذي أصاب الحي بأكمله، وكأن زلزالاً ضرب المدينة.
فما ان تدخل المنطقة تجد المنازل عبارة عن كومة من الحجارة وكأن آلة هدم كانت تعمل في المكان، فيما سيارات المواطنين معطلة والحجارة دمرتها، وسيارات إسعاف معطلة أصابتها القذائف والصواريخ.
المواطنون الذين نزحوا من منازلهم من القذائف المدفعية التي تساقطت بشكل عشوائي على منازل المواطنين، عادوا لتفقد منازلهم والتزود ببعض الأمتعة، ليفاجأوا بأن منازلهم سويت بالأرض ولا يمكن الاستفادة من شيء، لان أغلب المنازل أصبحت عبارة عن كومة من الحجارة.
العديد من المواطنين الذين التقتهم “الحياة الجديدة” عبروا عن سخطهم وغضبهم من الأنظمة العربية التي لم تفعل لهم شيئاً لوقف المجازر الإسرائيلية بحقهم، مؤكدين أن من يشاهد حي الشجاعية لا يمكن أن يتخيل أن حجم الدمار والخراب من صنع البشر نظراً لكبر حجمه بحيث لم تستطع أن تميز أماكن الشوارع الرئيسية للمكان.
المواطن أبو محمد الذي تحدث بحرقة شديدة عن المشهد يقول: “حسبنا الله ونعم الوكيل على العرب واليهود الذين لم يرحمونا” فاليهود لا يتعاملون معنا كفلسطينيين على أننا من البشر، فيما العرب لم يفعلوا ويحركوا ساكناً تجاه المجازر الإسرائيلية“.
وأضاف تسونامي أو زلزال بـ 10 درجات قد ضرب المكان بأكمله، فالاحتلال لم يرحم شجراً ولا بشراً ولا شيئا على وجه الأرض إلا واستهدفه بالكامل.
فيما، رأى مواطن آخر كان يحمل بعض الأمتعة التي وجدها متناثرة بين ركام منزله، أن هذا الخراب الذي وقع بفعل الإجرام الإسرائيلي جاء نتيجة فشلهم ولذلك عملوا على إبادة الحي بأكمله ليكون بنك أهدافهم هو المدنيين ومنازلهم التي تأويهم.
وأوضح المواطن أبو يوسف في العقد الرابع من عمره وتمكن من الهرب من حي الشجاعية بأعجوبة أثناء القصف، وعاد ليطلع على منزله ليجده أثراً بعد عين، يقول: “خرجت من المنزل أنا ومجموعة من المواطنين بأعجوبة كبيرة جداً تحت القصف الإسرائيلي وكانت جثث الشهداء ملقاة في الشوارع وأمام المنزل، ولم نستطع ان نسعف أي من الجرحى، وكان الهم هو الوصول لبر الأمان خارج الحي والهروب من حمم القذائف التي لا تفرق بين وشيخ وامرأة وطفل.
وأوضح، انه خرج ومنزله مصاب ببعض الأضرار، إلا أنه عاد ليجده عبارة عن كومة من الحجارة . وتساءل بحرقة :” هل هذه هي بنك أهداف إسرائيل ؟ .. وأين العرب مما تفعله إسرائيل بنا؟ .. ألسنا نحن فلسطينيون ومسلمون وعرب ؟ فلماذا لا يلتفت إلينا أحد؟.
وساوى أبو محمد الزق بين ما شاهده في حي الشجاعية بالمشاهد التي شاهدها في شهر تموز عام 2006 في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعرضت لعدوان مماثل راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير كامل لمنازل جنوب لبنان في 33 يوماً من العدوان المتواصل عليه.
وبهذا الدمار الهائل يتساءل المواطنون كيف سيعيشون وعائلاتهم بعد ان تضع الحرب أوزارها، فيما تمنع إسرائيل دخول مواد البناء للقطاع وترفض حتى الآن السماح بدخوله.
ووجه المنكوبون رسالة عاجلة للرئيس محمود عباس من خلال الحياة الجديدة، بالعمل على إنشاء صندوق خاص “لنكبة غزة” وخطة طوارئ لإغاثتهم وبناء ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية. إضافة إلى التوجه للمؤسسات الدولية وملاحقة إسرائيل على جرائمها.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً