الرياض – أ ف ب: أكد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، التزام المملكة العربية السعودية دعم “بناء مستقبل” بلاده، وذلك إثر لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، خلال زيارته للمملكة في أول رحلة يقوم بها إلى الخارج منذ توليه الحكم.
وقال الشرع في بيان على “تليغرام”: “أجرينا اليوم اجتماع مطولاً لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سورية في بناء مستقبلها، وحرصاً على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه”.
وأضاف: “كما تناولنا اليوم خلال الاجتماع نقاشاتٍ ومحادثاتٍ موسَّعةً في كلِّ المجالات، وعمِلْنا على رفعِ مستوى التواصلِ والتعاونِ في كافةِ الصُّعد، لا سيما الإنسانية والاقتصادية، حيث ناقشْنا خططاً مستقبليةً موسَّعة، في مجالاتِ الطاقةِ والتقانة، والتعليمِ والصحة، لنصل معاً إلى شراكةٍ حقيقية، تهدفُ إلى حفظِ السلامِ والاستقرارِ في المنطقةِ كلِّها، وتحسينِ الواقعِ الاقتصادي للشعبِ السوري”.
وتعوّل السلطات في دمشق على دعم الدول العربية، لا سيما الخليجية، لإعادة إعمار البلاد ومعالجة تداعيات النزاع المدمّر الذي امتدّ 13 عاماً وأدى إلى دمار واسع في البنى التحتية السورية.
من جهتها، نشرت الخارجية السعودية بياناً قالت فيه: إنّ الأمير محمد والشرع بحثا “مستجدات الأحداث في سورية والسبل الرامية لدعم أمن واستقرار سورية الشقيقة”، كما ناقشا “أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات”.
والتقى الشرع الأمير محمد، الحاكم الفعلي للسعودية صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، في الرياض بعيد وصوله بعد ظهر أمس، في أول زيارة خارجية له منذ إطاحة بشار الأسد قبل نحو شهرين.
وأظهرت مشاهد بثتها قناة “الإخبارية” ولي العهد السعودي وهو يستقبل الشرع الذي وصل في سيارة سوداء فارهة إلى أحد القصور الملكية في الرياض.
وأظهرت اللقطات الشرع وهو يصافح كبار المسؤولين السعوديين، وولي العهد السعودي وهو يصافح الوفد المرافق للرئيس الانتقالي السوري.
وتعمل دمشق والرياض على تعزيز العلاقات بينهما في مرحلة ما بعد الأسد، مع إعراب السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع المملكة.
وكانت العاصمة السعودية وجهة أول زيارة قام بها وزير الخارجية السوري مطلع كانون الثاني. كما زار نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان دمشق أواخر الشهر ذاته.
وقالت الخبيرة في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية في القاهرة، رابحة سيف علام: إنّ “السعودية تؤدي دوراً مهماً في إعادة دمج سورية الجديدة في الصفّ العربي وعلى الساحة الدولية أيضاً”.
وأضافت لفرانس برس: “تستفيد السعودية بشكل مباشر من إرساء الاستقرار في سورية الجديدة”، موضحة أنّ “إيران أصبحت خارج المشهد في سورية، ما أضعف نفوذها العام في المنطقة”.
وأشارت سيف علام إلى أن “تجارة المخدرات القادمة من سورية إلى دول الخليج والتي كانت عنصراً مزعزعاً للأمن الإقليمي أصبحت من الماضي”.
وخلصت إلى أنه “من الطبيعي جداً لهذا السبب أن تكون زيارة الشرع الأولى للرياض، فهو أسدى لها خدمة إستراتيجية بطرد طهران من سورية”.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد من أوائل القادة الذين هنؤوا الشرع الذي ولد في السعودية وعاش فيها السنوات الأولى من طفولته.
وفي مقابلة مع قناة “العربية” السعودية في كانون الأول، توقّع الشرع أن يكون للمملكة “دور كبير جداً” في سورية حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى”.
وقال: “بالتأكيد السعودية سيكون لها دور كبير في مستقبل سورية. الحالة التنموية التي نسعى إليها أيضاً سيكون السعوديون أيضاً شركاء فيها”.
وتأتي زيارة الشرع للسعودية بعد أيام على زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدمشق، وهي الأولى لرئيس دولة إلى سورية منذ الإطاحة بالأسد.
الشرع يلتقي بن سلمان: رغبة سعودية حقيقية في دعم “بناء مستقبل” سورية
