الخليل/ أكد مركز أبحاث الأراضي خلال مؤتمر صحفي نظمه في مدينة الخليل اليوم الإثنين، أن العام الجاري هو الأكثر شراسة من حيث الإجراءات القمعية والتوسعية لدولة الاحتلال.
واستعرض مدير المركز الباحث في شؤون الأراضي جمال العملة خلال كلمته حصيلة الاعتداءات الاسرائيلية بحق الأرض والسكن في الأراضي الفلسطينية خلال العام الجاري.
وقال العملة، ‘إن العام الجاري هو الأكثر شراسة في اغتصاب وقلع وحرق وتجريف الشجر والزرع، والأكثر شراسة في هدم المنازل، وترويع وتهجير أصحابها أطفالا ونساء وشيوخا، وحتى الأغنام والمواشي لم تسلم من اعتداءاتها، والاعتداء على المزارعين وأصحاب الأراضي والعاملين فيها، كما طالت المعتقلين والمواطنين وانتهاك حرمة حياتهم وأسرهم وكرامتهم وحتى أرواحهم’.
ورصد المركز خلال العام الجاري الاستيلاء على حوالي 28.000 دونم من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان الإسرائيلي، بنسبة زيادة أكثر من الضعفين مقارنة مع العام الماضي، حيث تركز أكثر من خمسها في القدس المحتلة، بالإضافة إلى هدم حوالي 600 مسكن ومنشأة في الضفة الغربية، منها، حوالي 106 في القدس وحدها، و121 في الخليل بزيادة بنسبة 12% منها عن عام 2011.
وأشار العملة إلى توثيق أوامر هدم جديدة تم إصدارها خلال العام الجاري، منها أكثر من إصدار 300 أمر بوقف العمل والهدم والإخلاء، استهدفت 1231 مسكنا ومنشأة، منها، حوالي 223 في القدس، و320 في الخليل، بزيادة إجمالية حوالي 60% عن العام المنصرم.
وبين المركز أن عدد الأشجار المعتدى عليها قلعا وحرقا وتكسيرا وإغراقا بالمياه العادمة، وصل إلى ما يقارب 37.000 شجرة، منها حوالي 31.000 شجرة زيتون بزيادة إجمالية حوالي 85% مما كان عليه الوضع العام الماضي، وكان نصيب الخليل من اعتداءات الاشجار حوالي 5600 شجرة والقدس حوالي 500 شجرة، أما محافظة نابلس وحدها فقد كان نصيبها 10.260 شجرة’.
من جانبه، قال الباحث في شؤون القدس يعقوب عودة ‘إن الأراضي الفلسطينية شهدت في العام السادس والأربعين للاحتلال الإسرائيلي بشكل عام والقدس بشكل خاص خلال العام الجاري العام تسونامي استيطاني استعماري إسرائيلي طال الحجر، والشجر، والبشر’.
وأضاف، ‘تم الاعلان عن مصادرة 5632 دونما، وكان آخرها وضع اليد على 456 دونما من أراضي بيت إكسا، وتم الاعتداء على 500 شجرة، وهدمت 6 آبار مياه، وجاري العمل في توسيع 20 مستعمرة، وتمت المصادقة على بناء 12000 وحدة استيطانية مؤخرا’ .
وبشأن التهويد في القدس أوضح ‘أنه تم هدم 48 مسكنا مأهولا، شرد منه 268 فلسطينيا، منهم 164 طفلا، بالإضافة إلى 58 منشأة، حيث أجبر أصحابها على هدمها تحت تهديد بلدية الاحتلال على نفقتهم، كما أخليت 5 مساكن قسرا واستولى عليها الاحتلال، وتهديد 30 مسكنا ومنشأة بالهدم والإخلاء والاستيلاء، و58 منشأة منها تم هدمها’.
وناشد عودة المجتمع الدولي ومؤسساته القيام بما تمليه عليهم الاتفاقات والمواثيق الدولية من التزامات وواجبات دفاعا عن حقوق الإنسان تحت الاحتلال، وتحقيقا للسلم الدولي بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وممتلكاته.
بدوره، قال مدير عام وزارة الإعلام بالجنوب إسماعيل جحشن، ‘إن شعبنا الفلسطيني يتعرض بشكل منهجي لسياسات الفصل العنصري ‘الأبارتهايد’، والتطهير العرقي الفاشية، والتي اشتدت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وحذر جحشن من الهجمة الشرسة المسعورة الموجهة ضد القيادة التاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني والتي يقودها العنصريون والفاشيون من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وناشد كافة القوى والفصائل والأحزاب الوطنية والإسلامية الوقوف أمام مسؤولياتهم، والعمل على تمكين وتحصين الجبهة الداخلية، وعناصر ومقومات الصمود بتحقيق الوحدة الوطنية، لمقاومة كل أشكال وممارسات وسياسيات الاحتلال البغيض وعناصره وقطعان مستوطنيه.
وأشار مسؤول الإنتاج الإعلامي في مكتب وزارة الإعلام خالد خنة، إلى أن هذا المؤتمر يأتي في سياق التعاون المشترك بين وزارة الاعلام ومركز أبحاث الأراضي في تقليد سنوي، لاستعراض الاعتداءات الإسرائيلية وعرضها بالتوثيق، ضمن أسلوب علمي بحت من أجل تسليط الضوء، وفضح إجراءات الاحتلال وتعريته أمام الرأي العام العالمي.
وكالة وفا .