غزة -وفا- زكريا المدهون/ عكّر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أيام صفو الحياة في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، وما يصاحبه من أجواء إيمانية وروحانية واجتماعية.
وبات المواطنون يتخوفون أثناء تأديتهم صلاة الفجر في المساجد سيما سكان المناطق الحدودية شمال وشرق القطاع.
وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل عدة أسابيع حوالي أثني عشر شهيداً وعشرات الجرحى.
ولا يكاد يخلو مجلس خلال الزيارات الاجتماعية وصلة الأرحام من الحديث عن جرائم الاحتلال في جميع أنحاء الوطن، كما فرض العدوان على المواطنين اختصار أوقات تلك الزيارات وعدم الإطالة إلى ساعات متأخرة من الليل.
وأضطر المواطن محمود الزيناتي من حي الشيخ رضوان القريب من مدينة غزة، إلى اختصار زيارته إلى بيت شقيقه في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، بعد سماعه دوي انفجارات ناتجة عن قصف إسرائيلي في بلدة بيت لاهيا المجاورة.
وقال الزيناتي لـ’وفا’: ‘لن أخرج من بيتي لولا صلة الأرحام، في ظل هذا القصف الذي لا يفرق بين البشر والحجر، الاحتلال يحاول سرقة البهجة والفرحة من قلوبنا عبر إراقة المزيد من الدماء والخراب والدمار’.
وأضاف الزيناتي الذي يعمل سائق أجرة : ‘رغم ذلك يقوم المواطنون بالتزاور وصلة الأرحام لكنهم لا يتأخرون كثيرا في ساعات الليل بسبب القصف الإسرائيلي’.
من جهته، أكد أبو محمد طومان من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ‘أن قوات الاحتلال تتعمد القصف العنيف في وقت السحور وفي ساعات متأخرة من الليل ضمن محاولاتها إرهاب المواطنين والتنغيص عليهم’.
وأضاف طومان (55 عاما)، ‘أنه يقوم بصلة أرحامه في ساعات النهار خاصة الزيارات البعيدة، خاصة أن القصف الإسرائيلي يكون في الليل.’
وشدد على أن الوضع في قطاع غزة في تدهور مستمر على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الوضع الميداني الناتج عن العدوان الإسرائيلي وكذلك الوضع الاقتصادي السيئ الناتج عن الحصار الإسرائيلي.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال لا تقيم حرمة لشهر رمضان الكريم وما يمثله من ناحية دينية وإيمانية وروحانية عند المسلمين، فهي لم تتوقف عن القصف والقتل والتخريب وترويع النساء والأطفال.
بدوره، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، مواصلة قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على القطاع، وتقليصها مساحة الصيد إلى ثلاثة أميال بدلا من ستة.
وحذر المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته على الاعتداءات الإسرائيلية، الأمر الذي قد يشجع قوات الاحتلال على توسيع عدوانها على القطاع وأن تكون هذه العمليات مقدمة لعملية عسكرية واسعة سيدفع المدنيون ثمنا كبيرا لها، سيما في ظل استمرار حملة التحريض وإفلات المسؤولين الإسرائيليين من العقاب لارتكابهم انتهاكات جسيمة ومنظمة.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وتوفير الحماية للمدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، والعمل على تفعيل آليات الملاحقة والمحاسبة عن الانتهاكات الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي.