رام الله – “الأناضول”: يترقب الفلسطينيون عيد الفطر هذا العام على وقع حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، لم يوقفها قرار مجلس الأمن الدولي، وأوامر محكمة العدل الدولية، ولا قدسية شهر رمضان عند المسلمين.
وانعكس الواقع المأساوي لسكان قطاع غزة على أشقائهم في الضفة، الذين يرون أن بهجة العيد قتلت مع أول قطرة دم في غزة.
وبدت أسواق مدن رئيسة في الضفة، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وقبيل عيد الفطر، شبه فارغة من المتسوقين، وسط دعوات لجعل العيد مقتصراً على الطقوس الدينية.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.
ونشر مواطنون في الضفة دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجعل عيد الفطر هذا العام مقتصراً على الصلوات وزيارة الأرحام، واقتصار الضيافة على التمر والقهوة.
وقال المواطن سامح نزال (67 عاماً)، وهو يجلس على قارعة الطريق وسط مدينة رام الله: “لا يوجد عيد، وكل من لديه ضمير لن يحتفل بالعيد بينما يقتل شعبنا في قطاع غزة”.
وأضاف نزال: “شعبنا ليس لهم إلا الله، فقد تآمرت علينا كل دول العالم، والعيد هذا العام سيقتصر على أداء الصلاة وزيارة الأرحام”.
من جهته، يقول المواطن عيد كراجة (71 عاماً) وهو من بلدة صفا غرب رام الله: “لا يوجد أي فرحة ما دام شعبنا يقتل في غزة، وتدمر البيوت، ويقتل الأطفال بفعل الحرب الإسرائيلية المتغطرسة”.
وأضاف كراجة بينما كان في أحد أسواق رام الله: نحن في الضفة شعب واحد مع غزة، نتكاتف معهم، وشعور الألم في قلب كل فلسطيني بالضفة”.
وتابع: لا يوجد بهجة لرمضان والعيد هذا العام، والأوضاع صعبة للغاية، شلال من الدم ينزف في غزة، والناس دون ملبس ولا مأكل ولا منزل”، متسائلاً بحرقة: أي عيد سيأتي؟
وأشار إلى أن الحال في الضفة هذا العيد كما في غزة، العيد سيقتصر على الصلوات وزيارة الأرحام.
وتضرع إلى الله “أن تتوقف حرب الإبادة المستمرة منذ 6 أشهر على شعب أعزل يقتل خلالها المدني، وتهدم البيوت والمستشفيات والمدارس وبيوت العبادة”.
بدورها، قالت المواطنة نجاة جبر، وهي من مدينة نابلس، إنها لم تشترِ هذا العام مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وغيرها. وأضافت: “سيغيب لأول مرة من بيوتنا كعك العيد تضامناً مع أهلنا في غزة، وتقتصر الضيافة على التمر والقهوة”.
وعن العيد في السنوات السابقة، أوضحت جبر: “في كل عام تجتمع العائلة عشية العيد ونصنع كعك العيد وسط بهجة وسرور، حيث تسود أجواء من الفرح، لكن هذا العيد جاء مع غصة كبيرة، آلاف الشهداء والمصابين في غزة، بيوت دمرت، مدن باتت خراباً، ولا مكان للفرحة”.
وتبدو أسواق مدينة رام الله كما بقية مدن الضفة شبه فارغة من المتسوقين قبيل العيد.
وأكد التاجر مؤمن سليم، أن “الأسواق فارغة، وأعداد المتسوقين قليلة جداً قياساً مع كل عام، حيث كانت الأسواق تعج بالناس ولا تجد موطئ قدم. لا توجد فرحة عيد جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، إضافة إلى تصاعد التوتر في الضفة”.
وفي متجر لبيع الحلويات المحلية في رام الله، قال مالكه علاء عساف: “هناك عزوف كبير عن الحلويات هذا العام بصورة غير معهودة”. وأرجع ذلك إلى “استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة”.
ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء القادم، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبالتوازي مع حربه على غزة، يصعّد جيش الاحتلال من عملياته في مدن وبلدات الضفة، من خلال الدهم والاعتقالات، ما أدى إلى مواجهات مع مواطنين أسفر عنها مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين.
العدوان يغتال بهجة العيد في الضفة
