لأن الرئيس أبو مازن قالها وبكل وضوح : ” إنه في الوقت الذي يتم فيه وقف الاستيطان ويتم الاعتراف بالمرجعية الدولية سنكون جاهزين لاستئناف المفاوضات دون أدنى نقاش ” .. يقوم ليبرمان وبكل وقاحة بتهديد الرئيس محمود عباس أبومازن .
إذن فإن معضلة إسرائيل في الاستيطان الذي ترفض أن تعترف أنه معيق تساسي وعقبة كبيرة يجب أن تعالجها بنفسها لا أن تقذف بها في وجه الآخرين ..
بكل تأكيد أن تهديد الرئيس أبومازن يعني أن إسرائيل في مأزق وأنها تعمل على ترحيل أزماتها الداخلية وهي متأكدة أن مفتاح السلام والحرب يبدأ من فلسطين ، ولا يمكن أن يكون هناك مفتاح آخر في أي مكان آخر .
اليوم علينا أن ندقق جيدا في كيفية تعامل إسرائيل مع موضوع الاستيطان وكل ما يتعلق به وكيفية استخدامها للماكنة الإعلامية ونفوذها وتأثيرها لكي تجبر الآخرين على الإذعان لها بأي صورة .
في نهاية الأسبوع الماضي اتهمت إسرائيل جنوب إفريقيا بالتصرف كدولة عنصرية عندما طلبت وضع علامات على السلع التي صنعها مستوطنون في الضفة الغربية تفيد بأنها صنعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ومن شأن هذه الحرب الكلامية أن تسبب توترا في علاقات إسرائيل مع جنوب إفريقيا التي حارب حزبها الحاكم – حزب المؤتمر الوطني الإفريقي – لإنهاء نظام الفصل العنصري.
التجارة بين إسرائيل وجنوب إفريقيا ليست ضخمة لكن قرار بريتوريا بشأن وضع العلامات على البضائع آثار المخاوف الإسرائيلية من احتمال تكرار الموقف من جانب دول أخرى أو أن يدعم هذا الموقف مطلب الفلسطينيين بمقاطعة البضائع الإسرائيلية المصنوعة في الضفة الغربية
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها ستستدعي سفير جنوب إفريقيا للاحتجاج على قرار وضع العلامات على البضائع القادمة من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وقال داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ردا على الخطوة التي اتخذتها بريتوريا ” للأسف يبدو أن التغيير الذي بدأ في جنوب إفريقيا على مدى السنين لم يحدث أي تغيير أساسي في البلاد وأنها ما زالت دولة تمييز عنصري.”
محكمة العدل الدولية قضت بأن المستوطنات في الضفة الغربية غير شرعية وفقا للقانون الدولي.
إن وجود المستوطنات تحرم الفلسطينيون من إقامة الدولة الفلسطينية وتكريس التوسع الاستيطاني والسرطاني يدلل على أن عنصرية إسرائيل ترفض أي مساس بهذا التوسع ومن هنا جاء تهديدهم للأخ الرئيس أبومازن .
وأخيرا حين تقول إسرائيل أن مستقبل المستوطنات سيتقرر عبر محادثات السلام – والتي توقفت منذ عام 2010 – لأسباب تتعلق أساسا بالاستيطان. نقول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حدد الأسباب الحقيقة التي أدت الى هذا الجمود في عملية السلام والوصول الى الحل النهائي حين قال : ” أن الصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية والكيل بمكيالين شجع إسرائيل على المضي بالتوسع والتهويد والاستيطان والفصل العنصري وتدمير فرص واستحقاقات حل الدولتين .”
إن قوة الرئيس الفلسطيني وتمسكه بالثوابت الفلسطيني والحق في الدولة الفلسطينية وعضويتنا في الأمم المتحدة قد أضعفت إسرائيل أمام العالم وحقق انتصارا دبلوماسيا في كل العالم وانتقلت القضية من فوق طاولة المفاوضات الى ملفات القضية في الأمم المتحدة ، وهذا ما تعتبره إسرائيل خروج فلسطيني من الحدود التي تعتقد أنها سجنت فيها القرار الفلسطيني وأضعفته منذ ولادة السلطة الفلسطينية .