رام الله/ أبدى ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومسؤول فلسطيني مقرب من الملف، الثلاثاء، تشككا في التقرير الفرنسي حول وفاة عرفات الذي استبعد فكرة وفاته مسموما.
وقال ناصر القدوة، ابن شقيقة الزعيم الراحل، ورئيس مؤسسة ياسر عرفات لوكالة فرانس برس: “حتى الان لم اطلع على التقرير. لكن من حيث المبدأ فان اي معلومات جديدة حول موت عرفات خصوصا من فرنسا، يجب ان تنسجم مع التقرير الطبي الاولي الذي صدر عن المستشفى عام 2004”.
واعربت سهى عرفات، ارملة الراحل ياسر عرفات عن شعورها بـ “انزعاج شديد” من التناقضات في تقارير الخبراء السويسريين والفرنسيين بشان اسباب وفاة زوجها، اذ يرجح السويسريون فرضية تسميمه بينما يستبعدها الفرنسيون.
وقالت سهى عرفات: “كم اشعر بالانزعاج من هذه التناقضات (…) لا اعرف من اصدق؟” مضيفة انها لا تتهم “احدا”.وقد استبعد الخبراء المكلفون من القضاء الفرنسي في تقريرهم الذي سلم الثلاثاء لسهى عرفات، فكرة ان يكون عرفات مات مسموما. وعلى عكس ذلك اعلن السويسريون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر ترجيحهم لفرضية التسميم. لكن الفريقين ينطلقان من مسلم واحد، وهو وجود البولونيوم بكمية تتجاوز المعدل الطبيعي في جسد ياسر عرفات، كما اوضحت زوجته.
وبالنسبة للفرنسيين فان وجود غاز مشع طبيعي، الرادون، في البيئة الخارجية يوضح هذه الكميات الكبيرة. لكن السويسريين “استبعدوا تأثير الرادون” كما اضافت سهى عرفات.
وقال محاميها بيار اوليفيه سور انه سيطالب بضم التقرير السويسري الى الاجراء الفرنسي لاجراء “مقارنة” بين النسختين.وشدد على انه “ينبغي ان يتوصل الخبراء الى اعطائنا نتيجة متجانسة”.
وكانت سهى عرفات رفعت في تموز/يوليو دعوى ضد مجهول بتهمة الاغتيال بعد العثور على مادة البولونيوم المشعة العالية السمية على اغراض شخصية لزوجها. وهذه المادة اعطيت له كما قالت من احد المحيطين به.
وامر قضاة التحقيق المكلفون بهذا الملف بنبش جثة الزعيم الفلسطيني لاخذ عينات، وتم ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
ثم تم توزيع ستين عينة للتحليل على ثلاثة فرق من المحققين السويسريين والفرنسيين والروس، ليقوم كل فريق بعمله بدون تواصل مع الفريقين الاخرين.
من جهته، قال مصدر فلسطيني مطلع على الملف، طلب عدم الكشف عن اسمه: “اذا اعلنت فرنسا اليوم ان عرفات مات بشكل طبيعي، فلماذا لم تعلن ذلك في عام 2004”.
واستبعد الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة عرفات فرضية تسميمه، كما اعلن مصدر قريب من الملف الثلاثاء.
وقال المصدر ان “هذا التقرير يستبعد فرضية التسميم، ويصب في اتجاه فرضية وفاة طبيعية”.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، الذي نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى، من مقره برام الله، حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001.
ويتهم العديد من الفلسطينيين اسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه الدولة العبرية على الدوام.
وخلص تقرير صادر في 18 من تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عن المستشفى، الى ان “ياسر عرفات توفي عن سكتة دماغية نزفية واسعة النطاق” مشيرا الى عدم تمكن فريق من الخبراء من اختصاصات مختلفة من تحديد المرض الذي اصابه.
ولم تشأ نيابة نانتير، قرب باريس، والمحامي بيار اوليفيه، وكيل سهى عرفات زوجة الزعيم الفلسطيني الراحل، الادلاء باي تعليق ردا علي اسئلة لوكالة فرانس برس.
وعلى عكس الفرنسيين، اعلن السويسريون مطلع تشرين الثاني/نوفمبر انهم يغلبون فرضية التسميم، بعد ان وجدوا البولونيوم- 210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه. لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طالب في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، باجراء تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة عرفات.
وقال عباس: “لا نستطيع القول عن الجهة التي قتلت عرفات، لكن لدينا مؤشرات بان عرفات لم يمت من الشيخوخة، ولم يمت بسبب المرض، انما هناك مؤشرات بانه مات بالسم. من الذي وضع له هذا السم ومن الذي ارسل له هذا السم؟ هذا يحتاج الى تحقيق (…) لذلك نحن الان نطالب الان بتحقيق دولي على نموذج التحقيق الذي طالبت به فرنسا لرفيق الحريري، ليكشف من الذي قتل ياسر عرفات”.
القدس دوت كوم