عمان : اكد محمد نزال القيادي البارز في حركة حماس، وجود جدية وحرص ونوايا حقيقية لدى حركتي (فتح وحماس) في تشكيل حكومة التوافق الوطني هذه المرة ، لافتا الى وجود اجواء ايجابية غير مسبوقة تحيط في عملية المصالحة بين الحركتين .
وقال نزال في لقاء متلفز، مساء أمس الاثنين، ” لقد قطعنا شوط كبير في تشكيل حكومة التوافق الوطني وهي ليست حكومة وحدة وطنية ، لكن يجب الا نرفع سقف الآمال بصورة كبيرة ، وهذا لا يعني تشاؤم بل نظرة واقعية “.
واضاف ” نأمل ان يتم فتح معبر رفح بشكل دائم بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني ، التي يوجد مقترح لها ان تقسم اليمين امام المجلس التشريعي وليس امام الرئيس الفلسطيني ابو مازن، وهذا مخرج قانوني يمكن الاعتماد عليه “.
وقال: “لا مانع عند حماس ان يترأس حكومة التوافق ابو مازن، كما ولا يوجد مانع ان يترأسها شخص اخر وهذا اتفقنا نحن وحركة فتح عليه “.
وقال” السؤال الذي يجب طرحه هو الى أي مدى يمكن للمصالحة هذه المرة ان تستمر ؟ (..) ولديها خمس ملفات هامة يجب معالجتها منها اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وملف المعتقلين السياسيين ، وبناء الاجهزة الامنية التي لا بد ان ترتبط بعقيدة امنية وطنية ، ولذلك انا ارى ان تشكيل حكومة التوافق هي اسهل الملفات” .
واضاف ” امتحان المصالحة امام هذه الاسئلة ، وانا واحد من الذين لا يريدون اجابات مرة واحدة الان ، ولكن علينا ان ننتظر ونرى كيف تسير الامور ، فالحكومة سوف تشكيل وهناك ملفات اتفقنا حولها وهناك ملفات معقدة “.
وقال ” القوى المتضررة من المصالحة كثيرة ، والاجهزة الامنية بالضفة من ضمن هذه القوى المتضررة ، لذلك ادعو الى عصيان مدني بالضفة ضد الاجهزة الامنية التي تمارس الاعتقال السياسي ، للضغط عليها من اجل ايقاف الاعتقالات “.
ورأى نزال ان الاجهزة الامنية بالضفة لا يوجد عليها سلطان ، ففي الوقت الذي يتم فيه مصالحة تقوم بممارسة الاعتقالات والاستدعاءات .حسب قوله
واعتبر نزال ان الانتخابات الفلسطينية ، هي احدى “الالغام” التي تم ترحيلها ، ويوجد بها اشكاليات، مثل منع الاحتلال أجرائها في الضفة الغربية والقدس، وعدم اعتراف المجتمع الدولي بنتائجها كما حدث بالانتخابات الفلسطينية السابقة 2006م” .
وقال نزال ” الانتخابات لا تحل المشكلة الفلسطينية ، ولذلك سلفا لا يمكن ان نحكم انه لا يوجد انتخابات دعونا نذهب الى تشكيل حكومة توافق ونرى كيف تسير الامور ، ومطلوب من القوى الفلسطينية ان تجيب عن هذه الاسئلة وخصوصا في النظام السياسي الفلسطيني “.
واضاف ” من الصعب ان نعلن ان حماس ستشارك في هذه الانتخابات ام لا (..)، ولكن حماس لا تخشى الانتخابات واذا توفرت الظروف المناسبة ستفوز بالمركز الاول بها وستكون بالمقدمة “.
واعتبر نزال ان ” هناك دفع كبير بالعالم العربي الى التطبيع مع اسرائيل ، بعكس ما يجرى بالعالم من مقاطعة لإسرائيل”، مطالبا بعزلها ومقاطعتها.
وشكك نزال، بموضوع المقاومة الشعبية مطالبا بالتكامل بين المقاومة الشعبية والعسكرية وان” تكون مقاومة شعبية حقيقية بالاشتباك والمواجهة مع الاحتلال” .
وفيما يتعلق بعلاقة حماس مع مصر قال القيادي البارز في حماس” نحن لا نخفي تعاطفنا مع الاخوان المسلمين، ولكن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر عربي ، وهناك حملة من طرف واحد ضد حماس، روح غريبة عنصرية ضد الانسان الفلسطيني تقودها عناصر النظام المصري السابق (نظام مبارك) “.
ولفت نزال الى ان مصر قامت بتجميد اموال لقيادات في الاخوان المسلمين وضمت معهم تجميد اموال لموسي ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس” .
واكد نزال ان ابو مرزوق لا يمثل حماس في القاهرة، “ولكن هو قيادي في حماس واقامته ووجوده في مصر ، وجود سياسي وهذا الامر معروف “، مشيرا الى ان هناك جهات مصرية تريد تقديم اوراق اعتماد الى الجانب الاسرائيلي.حد قوله
وعن العلاقة مع النظام السوري ، اكد نزال ان تمسك حماس بعدم الوقوف مع النظام السوري ولا المعارضة السورية من جهة اخرى في الصراع الداخلي ، “ادى الى توتر العلاقات”، مؤكدا ان حماس لم تخطئ لتعيد النظر في موقفها .
وفي علاقة حماس بالجمهورية الايرانية ، اكد “انها (علاقة)لم تنقطع وان مبدأ العلاقة ما زال قائم ، وان حماس تريد ان تنفتح على جميع الدول وان ثابتها هو عدم اقامة علاقة مع اسرائيل .”
ونوه نزال الى العلاقات مع الاردن قائلا ” الاردن تتأثر بما يجرى من حولها ، والعلاقات تحسنت معها خلال السنوات الثلاثة الماضية لكنها تتصاعد وتنخفض “.
وفيما يتعلق بـ”الربيع العربي” ، اوضح ان “حماس ترى فيه ثورات حقيقية قامت بها الشعوب العربية ، ولكن يوجد محاولات لأطراف خارجية لحرف الثورات عن مسارها وتحويلها الى صراعات طائفية .”
واكد نزال ان “حماس سواء كان عندها ازمة مالية ام لم يكن ازمة مالية فإنها ستبقي امينة على اهدافها “، لافتا الى ان تطلعات حماس تجعلها دائما في ازمة مالية .
يذكر أن نزال غاب عن الساحة السياسية ولم يبدي أي تصريحات في الفترة السابقة ، خاصة بعد خروجه من عضوية المكتب السياسي لحركة حماس.
أمد