مدريد ـ «القدس العربي»: بدأت قوى وتكتلات سياسية كبرى منها الصين محاولة لعب دور في العدوان الإسرائيلي على فلسطين من خلال مقترحات الوساطة، ويجري هذا في وقت يعجز الاتحاد الأوروبي على توحيد استراتيجية واضحة بسبب الدور السلبي لألمانيا التي تهدد كل توافق يدين إسرائيل. وهذا العجز يثير خنق الدبلوماسية الأوروبية.
وبعد الانحياز لإسرائيل في البدء، بدأت الآن أصوات ترتفع في الاتحاد الأوروبي تطالب بدور أكبر في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. في هذا الصدد، طالب وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو من الاتحاد الأوروبي منذ يومين دورا أكبر لإنهاء ما يجري في قطاع غزة. ونقلت وكالة إيفي الإسبانية مضمون رسالة وجهها عميد الدبلوماسية الإسبانية الى الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين أشتون مطالبا بدور أكبر في النزاع. الوزير طالب كاثرين أشتون، التي تشغل المنصب مؤقتا في انتظار خلف بها خلال الأسابيع المقبلة، بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للوساطة في هذا النزاع في ظل فشل اتفاقيات الهدنة الكثيرة المعلن عنها. وتقول الرسالة «في هذا الإطار، أنا مقتنع أن الاتحاد الأوروبي يمكنه ويجب القيام بمجهود أكبر باسم دوله 28 الأعضاء للمساعدة في تحقيق ما لم يتم تحقيقه حتى الآن، هدنة وقف إطلاق النار».
وينطلق وزير الخارجية الإسباني من خيبة الأمل التي تسيطر على مجموعة من الدول الأوروبية الراغبة في لعب دور في مفاوضات الهدنة ومسلسل السلام الفلسطيني-الإسرائيلي وقضايا أخرى في الشرق الأوسط بحكم أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ أوروبية بينما الاتحاد الأوروبي غائب عنها.
وينقسم الاتحاد الى قسمين، أحدهما يريد لعب دور رئيسي ومكون من دول جنوب أوروبا مثل اسبانيا والبرتغال واليونان وإيطاليا بدعم من فرنسا، وقسم يعارض أي سياسة قد تمس بإسرائيل وتتزعمه المانيا.
وتكشف مصادر دبلوماسية أوروبية أن برلين مازالت تعاني من آثار المحرقة ولهذا فهي تتجنب الخوض في أي سياسة قد تؤدي الى عقوبات أو تنبيه قوي لإسرائيل خوفا من توظيف إسرائيل للماضي النازي في الهجوم عليها. وتعتبر برلين الأكثر احتشاما في انتقاد تل أبيب. وتعوض المانيا صمتها السياسي بدعم الفلسطينيين ماديا في من خلال تمويل بعض المشاريع.
وكانت مؤسسة دوتشيه فيليه الرسمية قد نشرت تحليلا حول العدوان الحالي تؤكد أن المانيا مؤهلة للعب دور أكبر بسبب تأييدها الطويل والكبير لإسرائيل، كما طالبت أصوات سياسية وفكرية في المانيا بالتخلص من عقدة المحرقة ولعب دور في السلام. ومما يثير خنق تيار دبلوماسي وسط الاتحاد الأوروبي هو الدور الذي بدأت تطلع به دول جديدة مثل الصين والبرازيل وأندونيسيا وماليزيا التي لديها مبعوثين في هذا النزاع بينما لم يعد للاتحاد الأوروبي مبعوثا منذ سنة 2004، حيث لم يتم تعويض ميغيل آنخيل موراتينوس. ويبقى الدور الصيني هو المقلق للأوروبيين لقوة هذا البلد الصاعد لأن ذلك سيعني مزيدا من تهميش الأوروبيين، وقد تصبح المفاوضات بين بكين وواشنطن حول الشرق الأوسط.
المانيا تحول دون دور أوروبي في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

Leave a comment