120 شهيدا في قصف العائلات بغزة .. ومقتل 7 جنود وضباط اسرائيليين واصابة 30 آخرين
البحث في القاهرة عن تهدئة واوباما يطلب التركيز على وقف لإطلاق النار
القدس المحتلة – غزة – عواصم – الحياة الجديدة – وكالات – تدخل المجزرة التي ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة اليوم اسبوعها الثالث بمزيد من الشهداء والجرحى والنازحين والدمار في انحاء القطاع، وسقط امس ما لا يقل عن 120 شهيدا ومئات الجرحى في مجازر متنقلة استهدفت عائلات بأكملها ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الى حوالي 600 شهيد وعدد الجرحى الى 3400 جريح، غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، في حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل سبعة من ضباطه وجنوده واصابة ثلاثين آخرين اصابة 3 منهم بالغة الخطورة امس . في غضون ذلك تتكثف الاتصالات الدبلوماسية في العاصمة المصرية، القاهرة، من أجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، وفي هذا الاطار وصل القاهرة امس، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حاملا معه فكرة طرح “تهدئة انسانية طويلة الأجل”، ووصل كذلك وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في ظل أنباء غير مؤكدة عن استعداد مصر لإدخال تعديلات على مبادرتها لوقف اطلاق النار.
وبدأ كيري امس حملة دبلوماسية للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار. وأكد مسؤولون اميركيون كبار للصحفيين فور وصول كيري الى القاهرة مدى ضخامة التحدي المتمثل في إنهاء مواجهات بين الجانبين استمرت اسبوعين. وقال مسؤول شريطة عدم ذكر اسمه “الهدف هنا هو التوصل لوقف لاطلاق النار بأسرع ما يمكن.. هذا لا يعني ان الأمر سيتم بسرعة ولا يعني بالقطع انه أمر هين لكن هذا هو الهدف“.
وأضاف “نود ايضا ان يكون أفضل وقف لاطلاق النار. اذا اقنعنا الجانبين بالموافقة على وقف فوري لاطلاق النار يخلو نسبيا من الشروط فسننجز ذلك في ثانية واحدة“.
ومن المقرر ان يلتقي كيري وبان كي مون في وقت لاحق كما سيجتمع مع عدد من كبار المسؤولين المصريين اليوم الثلاثاء. وقال مسؤولون اميركيون انه قد يجتمع ايضا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ونبيل العربي الامين العام للجامعة العربية.
وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان كيري سيضغط من اجل وقف فوري لاطلاق النار. وقال اوباما في كلمة مقتضبة في البيت الابيض “ان اولويتنا وأولوية المجتمع الدولي هي التوصل الى وقف لاطلاق النار ينهي المعارك ويحقن دماء المدنيين الابرياء اكان في غزة او في اسرائيل“.
واضاف الرئيس الاميركي انه يرسل وزير خارجيته الى المنطقة لكي “يضغط من اجل وقف الاعمال العدائية على الفور”. واضاف “ان المهمة لن تكون سهلة، فهناك الكثير من الانفعالات وكذلك من الصعوبات الاستراتيجية الكبيرة، لكن بالرغم من كل ذلك طلبت من جون بذل كل ما بوسعه لوقف الاعمال العدائية”، مشيرا الى ان اسرائيل “الحقت اضرارا كبيرة في البنى التحتية الارهابية لحماس في غزة”، حسب تعبير اوباما.
من جانبه، دعا بان كي مون مجددا من القاهرة الى وقف “فوري” لاطلاق النار، قبل توجهه اليوم الثلاثاء الى اسرائيل .
وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستينتز ان “المعارك يمكن ان تستمر” في حين قال وزير الاتصالات غلعاد اردان ان “الوقت ليس وقت الحديث عن وقف اطلاق النار“.
وتوعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان العملية “ستتجاوز التوقعات” بشأن هدم الانفاق، وهو الهدف المعلن للعملية البرية. واكدت حكومته تصميمها على مواصلة العمليات البرية والجوية حتى وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، والتي سقط منها العشرات على الاراضي الاسرائيلية.
ومنذ الفجر وحتى ساعة متأخرة من الليل، استمر القصف عنيفا على القطاع، ونفذ الجيش الاسرائيلي عشرات الغارات استهدفت آخر غارة منها برجا سكنيا في وسط مدينة غزة وادت الى استشهاد 12 مواطنا بينهم خمسة اطفال. واستهدف القصف المدفعي خصوصا مستشفى شهداء الاقصى حيث استشهد أربعة مواطنين.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة إن قذيفة اطلقتها دبابة إسرائيلية اصابت الطابق الثالث في مستشفى الاقصى بوسط قطاع غزة امس ما أسفر عن استشهاد اربعة أشخاص وإصابة 16 شخصا.وقال المتحدث إن الطابق الثالث يضم وحدة عناية مركزة وغرف عمليات جراحية. وأضاف أن قذائف أخرى سقطت في المنطقة المحيطة بالمستشفى وأن المسؤولين طلبوا من الصليب الأحمر المساعدة لإجلاء المرضى.
وأمام كثافة القصف الذي لا يهدأ والدمار والخراب الرهيب الذي حل بمنازلهم، وفي حين لا يوجد اي منفذ يهرب منه سكان قطاع غزة المحاصر الى خارج القطاع، يلجأ السكان الى مدارس الاونروا ومقار تشرف عليها الامم المتحدة حيث ينام النساء والاطفال على الارض حتى في الممرات بسبب الاكتظاظ.
واعلنت الامم المتحدة امس في بيان ان “عدد الذين يبحثون عن مأوى لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) تجاوز عتبة المئة ألف“.
وفي الجانب الاسرائيلي قتل 25 جنديا منذ بداية الهجوم البري، وهي اكبر خسارة يتكبدها الجيش الاسرائيلي منذ حرب تموز 2006 مع حزب الله اللبناني. وقتل مدنيان اسرائيليان جراء اصابتهما بشظايا صواريخ اطلقت من غزة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء امس مقتل سبعة من جنوده وضباطه. وقال بيان صادر عن الجيش “قتل سبعة من الجنود في الساعات الـ24 الماضية بينما كانوا يقاتلون ارهابيي حماس في غزة”، حسب تعبير البيان. واصيب نحو 30 جنديا في الفترة نفسها، جراح ثلاثة منهم خطيرة حسب البيان.
ويأتي هذا الاعلان بعد يوم من الاعلان عن مقتل 13 جنديا من لواء غولاني الشهير في قطاع غزة في اكبر خسارة للجيش الاسرائيلي منذ ثماني سنوات. لكن الجيش الاسرائيلي أكد تمسكه بمواصلة العملية البرية ضد قطاع غزة.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام أعلنت أنها قتلت 10 جنود بكمين محكم للقوة الخاصة التي توغلت مئات الأمتار شرق مدينة غزة. وقالت الكتائب “تمكن مقاتلو القسام من نصب كمين للقوات الخاصة “الإسرائيلية” شرق حي الشجاعية وتفجير عدة عبوات في القوة“.
وبدأت إسرائيل تدلي بالاعترافات المرة فقد كشف موقع “nrg” العبري أمس، أن مستشفى “برزلاي” الكائن في مدينة عسقلان استقبل وحده منذ بداية العدوان على غزة 422 مصابا بينهم 116 اصيبوا بالصدمة و306 اصيبوا بجروح جسدية.
وأضاف الموقع أن 39 جريحا بينهم 21 جنديا ما زالوا يتلقون العلاج حتى الان في المستشفى المذكور الذي يعتبر واحدا من بين اكثر من 10 مستشفيات استقبلت الجرحى بينها مستشفى “سوروكا وبيلنسون وشيبا وهداسا عين كاروم” وغيرها من المستشفيات.