غزة: لم يتوقف جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، عن محاولاته لتجنيد شبان فلسطينيين للعمل لصالحه بهدف الحصول على معلومات استخبارية.
وعمدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مؤخراً لاستخدام “الانترنت” كواحدة من وسائل التجنيد، واطلقت موقعا الكترونيا خاصا بهدف جذب الفلسطينيين اليه، مستهدفة بعض الفئات من ذوي الدخل المحدود والفقيرة او الذين وقعوا في مشاكل مالية وبعض عناصر المقاومة حيث وصل بعض المواطنين في قطاع غزة رسائل تدعوهم للدخول الى ذلك الموقع للحصول على المساعدة، ولدى إطلاع من مسؤولين أمنيين في غزة على الموقع تبين أنه يعود لجهاز الشاباك الإسرائيلي.
ويؤكد المختص في الشؤون الإسرائيلية، أكرم عطا الله، وجود صعوبات تواجهها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في جمع معلومات عن المقاومة في قطاع غزة، لافتاً إلى اعتراف مسؤولين إسرائيليين عقب العدوان الأخير على القطاع بذلك.
وقال في حديث لـ دوت كوم، قاعدة المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية في غزة في طريقها للاضمحلال، رغم وجود عملاء لا زالوا يزودون إسرائيل بمعلومات”، موضحاً أنه “كلما مر الوقت كلما قَل عددهم وشكل مساً للأمن الإسرائيلي”.
وحول استهداف الطبقة الفقيرة والمقاومين من أصحاب الدخل المتدني، يشير المختص بالشؤون الإسرائيلية إلى أن اسرائيل استطاعت بالفعل تجنيد من وصفهم بـ “الجزء المسحوق اقتصادياً”، قائلاً “هذه هي الطبقة التي تعتقد اسرائيل انها ربما تكون مهيئة أكثر من غيرها بحكم الحاجة لأن ترضخ للإغراءات الاسرائيلية”، مشدداً على أهمية اتخاذ القيادة الفلسطينية قراراً بمعالجة احتياجات هذه الفئة وتأمين ظروف اقتصادية أفضل لها وعدم تركها “لقمة سائغة للاحتلال الذي يحاول استغلال ضعفها الاقتصادي” وفق قوله.
وأضاف “حرب الادمغة القائمة بين الأمن الفلسطيني، والأمن الاسرائيلي، معركة قديمة، نشأت بإقامة دولة إسرائيل التي لم تتوقف عن تجنيد الفلسطينيين، مستغلةً حالة الضعف الاقتصادي والإنساني وحتى الغرائزي، واستطاعت تسجيل عدد من الاختراقات في صفوف المجتمع الفلسطيني على مدار السنوات الماضية، وفي المقابل استطاعت المقاومة كشف كثير من هؤلاء العملاء، وكل ذلك يأتي في إطار معركة مستمرة لن تتوقف إلا حين ينتهي الاحتلال وربما بعد ذلك تستمر المعركة”.
وتابع “القدرات الفلسطينية في حالة تطور مستمر، والتجربة الأمنية الفلسطينية، بدأت تُراكم ما يمكنها من كشف كثير من العملاء وتحدي إسرائيل، ومواجهة العقل الامني الإسرائيلي، وهذا ما يدعو إسرائيل وخصوصا بعد عدد من الاخفاقات التي بدأت ترافق سلوك الجيش الإسرائيلي بقصف عدد من المنازل بدون مبرر، والاعتداء على الأطفال، في التشكيك بالمعلومات، ووجود خلل واضح في بنك الأهداف لديها”.
واعتبر عطا الله، “غزة حالة مستهدفة كما أي منطقة فلسطينية تريد إسرائيل معرفة ما يدور داخل صفوف الفصائل فيها، وفي المؤسسات والمجتمع الفلسطيني، وكيف يتعامل الفلسطينيون مع الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي على اعتبار أنها مواجهة مباشرة ودائمة، واعتبار غزة خاصةً كمركز صراع وتحد دائم”.
واضاف “إسرائيل تتجسس على جميع دول العالم بما فيها مصر التي ألقت القبض الشهر الماضي على أحد العملاء وهو يقوم بتصوير مواقع عسكرية في شبه جزيرة سيناء”.
ويرى المختص بالشؤون الإسرائيلية، الحملات التي تقوم بها وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بغزة، لإلقاء القبض على العملاء بأنها “غير كافية”، داعياً إلى إنشاء مركز دراسات تُحول المعلومات المسموح بنشرها إليه ليتم إجراء إحصائيات، ومراقبة تشابه الحالات، والخروج باستنتاجات يتم من خلالها، وبناءاً على جميع القواسم المشتركة بين العملاء الذين أسقطتهم إسرائيل، من اجل العمل وفق خطة لتنفيذ برامج توعية وحملة توعية تشمل كافة الجوانب ومن خلال جميع المؤسسات الفلسطينية”
ويؤكد الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إسلام شهوان، أن الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة بغزة دائما في حالة ما وصفه بـ “الصراع الخفي مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية”، وذلك لمحاربة ظاهرة العملاء، مشيرا الى ان “ما قامت به الأجهزة الأمنية أدى الى شح المعلومات الصادرة من غزة لأجهزة أمن الاحتلال”.
وقال شهوان لـ دوت كوم، أن الأجهزة الأمنية بغزة خلال الحرب الأخيرة “كشفت الكثير من العملاء من خلال رصد تحركات بعض المشبوهين في المناطق التي تعرضت للقصف، ومن خلال استخدامهم لوسائل تقنية”، مشيرا إلى أن إحدى أوجه “الصراع الخفي” كانت من خلال “استخدام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لشبكات التواصل الاجتماعي بهدف إسقاط مزيد من الشبان في العمالة”.
وأشار الناطق باسم داخلية المقالة إلى أن وزارته بدأت حملة تحت عنوان “فتح باب التوبة للعملاء” نتج عنها تسليم عددٍ كبير من العملاء أنفسهم منذ بدايتها، موضحاً أنهم يخضعون لاحقا لمرحلة معالجة.
واعتبر شهوان عام 2013، “عاماً لإنهاء ظاهرة العملاء التي ستنتهي قريباً”، لافتاً الى الخطوات التي اتخذتها الوزارة لنشر الوعي بين المواطنين، وفتح باب التواصل معهم من خلال غرف عمليات خاصة من أجل أي قضية ابتزاز أو تواصل مع المخابرات الإسرائيلية، واستعداد الوزارة لمعالجة أي قضية قد يقع فيها اي مواطن.
وحول استهداف أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الطبقة الفقيرة من المواطنين الفلسطينيين والمقاومين من أصحاب الدخل المتدني، كشف الناطق باسم داخلية المقالة ان الأجهزة الأمنية بغزة “اعتقلت عملاء من الطبقة المتعلمة ومن ذوى المستوى الاجتماعي والاقتصادي الراقي (المرتفع)”. حسب وصفه.
وأضاف “العدو يستهدف كل شرائح المجتمع وليست هناك شريحة محددة وحملاتنا الأمنية موجهة وتستهدف كل فئات الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى أن أساليب الاحتلال تتغير من حينٍ لآخر والأجهزة المختصة بغزة تتابعها عن كثب.
القدس دوت كوم- محمود أبوعواد.