تعيش حركة فتح صراعاً داخليّاً في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وحركة حماس قرّرت أن يكون وجودها في تحالف فصائل القوى الفلسطينية مجرّد حبر على ورق. أما النتيجة، فهي غياب اللجان الأمنية في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، وغياب جزئي في البداوي
لم يعد للجان الأمنية في المخيمات الفلسطينية في بيروت أي وجود. بكلام آخر، يمكن السارقين وتجار المخدرات في هذه المخيمات ان يسرحوا ويمرحوا من دون اي حسيب او رقيب، كما يمكن الخلايا السلفية المتشددة والمنتشرة في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، ان تطمئن إلى أن أحداً لن يقترب منها حالياً، ويمكنها ان توسّع رقعة انتشارها على راحتها.
لا يعود سبب غياب اللجان الامنية إلى قلة العتاد، فالسلاح في المخيمات موجود وعلى «قفا مين يشيل». لم تغب اللجان بسبب قلّة الرجال، فهؤلاء حاضرون ويمكن رؤيتهم في ازقة المخيمات، لكن بسبب «ولدنات» الفصائل في ما بينها، و«حرتقاتها» بعضها تجاه بعض.
فحركة فتح تعيش ازمة داخلية، لن تحلها الزيارات المتكررة لمسؤول الساحة اللبنانية عزام الاحمد. أما حركة حماس، المحسوبة على فصائل تحالف القوى الفلسطينية الموالية لسوريا ونظامها، فقد قررت الانسحاب من اجتماعات التحالف، ربطاً بموقفها المستجد من النظام السوري.
هذه «الحركات» انعكست منذ شهرين ضعفاً امنياً على الارض في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. فقد كانت الفصائل في السابق ترسل أفراداً منها مع عتادهم للمشاركة في حفظ الامن، اما الآن، فلم تعد ترسل احداً. أما اذا تطوع احدها بإرسال مقاتليه الى مراكز اللجنة الامنية فإن عددهم لا يكفي لحفظ الامن.
الجبهة الشعبية ـــ القيادة العامة مشغولة بنفسها وبحماية مقارّها، اما فتح والجبهة الشعبية، فلا تستطيعان وحدهما تولي المهمة لان الامن في المخيم يجري بالتراضي بين الفصائل.
غياب اللجان سبّب حالة من البلبلة والامتعاض بين ابناء مخيم برج البراجنة، فأطلِقَت مبادرة شبابية من اجل حفظ أمنهم بأنفسهم. لا ينحصر ضعف دور اللجان في مخيمي البرج وشاتيلا، ففي مخيم البداوي يقول بعض مسؤولي الفصائل إن اللجنة الامنية «موجودة ومش موجودة».
هذا الغياب في محيط شمالي مضطرب انعكس على ارض المخيم. فقد شهد البداوي في الاشهر الماضية حالة من التوتر الامني على خلفية ما يجري في طرابلس وسوريا. ففي بعض احياء المخيم رفعت اعلام «الثورة السورية»، لكن سرعان ما أنزلها الاهالي خوفاً من توريط المخيم في ازمة هم في غنى عنها.
اما في عين الحلوة، فحدث ولا حرج. هناك كل فصيل مسؤول عن مربعه الامني، ولا تتواصل الفصائل في ما بينها كما كان يجري سابقاً، الا عندما تقع الواقعة.
حالياً تسعى منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف الى تعزيز دور هذه اللجان. فقد قتل قبل ايام شاب في شاتيلا بسبب خلاف شخصي. عجّل مقتله بعقد اجتماعات من أجل تفعيل اللجان. فتقرر ان يرسل كل فصيل موجود في المخيم خمسة عناصر مع سلاحهم الى مراكز «الأمنية» لتفعيلها.
أما في عين الحلوة، فعقد امس لقاء بين مسؤولي الفصائل الفلسطينية لإنشاء لجنة امنية مشتركة في المخيم. ويقول احد الذين شاركوا في الاجتماع انه جرى الاتفاق بين الفصائل على ارسال انصارها لإنشاء هذه اللجنة. ويقول مسؤول فلسطيني ان «الاوضاع الامنية في المخيم وفي المحيط تتطلب ان نعزز قواتنا العسكرية على نحو موحد في المخيم خوفاً من اي تصعيد امني، لذلك يجب ان يكون قرارنا موحداً».
قاسم قاسم – الاخبار اللبنانية .