غزة / كشفت مصادر مطلعة عن مواطنين عسكريين يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية في رام الله ، أن المستشفيات الحكومية في قطاع غزة ، أوقفت التعامل ببطاقات التأمين الصحي العسكري الصادر عن الخدمات الطبية العسكرية في رام الله .
وحسب المصادر أن هذه الخطوة تعتبر غير انسانية ولا اخلاقية وتعميقاً للانقسام وتمييز عنصري بين فئات المجتمع في القطاع ، ولا مبرر لها سوى تشديد الخناق على الموظفين العسكريين الذين يتقاضون رواتبهم من رام الله .
بينما بررت مصادر مقربة من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة المسلحة ، أن هذا الاجراء جاء بعد اكتشاف بطاقات تأمين صحية مزورة ، تصدرها جهات نفعية للتربح ، وتم اكتشاف العديد من المواطنين الذين يحملون بطاقات تأمين عسكرية وهم مدنيون ، ولعدم وجود تنسيق بين الحدمات العسكرية التابعة لحركة حماس والخدمات العسكرية في رام الله ، قررت حركة حماس تعطيل العمل بالبطاقات الصحية العسكرية الصادرة عن رام الله .
القرار تعسفي والتزوير ذريعة كما يقول عسكري والده مريض وحاول علاجه في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ولكن إدارة المستشفى رفضت ادخاله ، طالبة منه أن يصدر بطاقة تأمين صحي عسكري من قبل “حكومة” حماس ، وهذا ما رفضه العسكري جملة وتفصيلاً وأكد على أن وضع والده لا يحتمل مناكفات من هذا النوع ، مما دفع افراد شرطة حماس المتواجدة في حرم المستشفى القبض على العسكري وطرده مع والده من المستشفى .
وحاول هذا المواطن العسكري توثيق الحادثة لدى مؤسسات حقوقية في غزة ، إلا أن تهديداً وصله على محموله يطالبه بعدم اللجوء الى هذه المؤسسات ، تحت طائلة اعتقاله بتهمة التزوير واثارة الفوضى والانتماء الى “تمرد”.
موظف في مؤسسة حقوقية بغزة يؤكد أن أحد الموظفين الذين يتقاضون راتبه من رام الله تقدم بشكوى ضد مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ، بعد أن رفضت ادارة المستشفى ادخال والدته للعلاج بحجة أن بطاقة تأمينه الصحي العسكرية صادرة عن رام الله ، وعليه أن يصدر بدلاً عنها من قبل الخدمات الطبية العسكرية التابعة لحركة حماس ، وأن المؤسسة تحقق بالشكوى مع الجهات المعنية في “حكومة” حماس .
ونشرت داخلية حماس على موقعها الإلكتروني دعوة الى جميع العسكريين من الذين يتقاضون رواتبهم من رام الله الى سرعة التوجه لمراكز الخدمات الطبية العسكرية في قطاع غزة لإستصدار بطاقات صحية جديدة ، بدلاً من البطاقات الصادرة عن رام الله .
وجاء في دعوة داخلية حماس :” دعت الخدمات الطبية العسكرية في وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة كافة العسكريين التابعين للسلطة الفلسطينية برام الله إلى التوجه لمديرية الخدمات بغزة لاستصدار تأميناتهم الصحية، وتجديدها للاستفادة من الخدمات الصحية”.
وقالت خدمات حماس الطبية العسكرية :”حفاظًا منها على استمرارية العمل الطبي بدون مناكفات واشكاليات قررت استمرار تقديم الخدمة الطبية الكاملة لأفراد الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله ولعائلاتهم منذ بداية الأحداث عام 2007 بدون أي انقطاع، وتمكينهم من الاستفادة من كل ما تقدمه الخدمات”.
وأضافت “لكنها في الآونة الأخيرة اكتشفت حدوث تزوير واشكاليات في بطاقات التأمين الصحي الصادرة عن رام الله تمثلت في تضارب بأرقام التأمينات الصادرة مع الأرقام الموجودة في قاعدة البيانات في مديرية الخدمات الطبية، مما يؤثر سلبًا على برنامج الحوسبة الإلكترونية”.
وويضبف بيان داخلية حماس :” كذلك ضبط تزوير في قسيمة الراتب من خلال إضافة أشخاص على القسيمة من أجل تأمينهم، وهم غير مضافين من الأساس، وضبط تأمينات مزورة مختومة وموقعة من جهات مختلفة، وقد تم إصدارها في مدينة غزة وليس في رام الله، بالإضافة إلى اكتشاف حصول بعض المدنيين على التأمين الصحي بالتزوير”.
وأوضحت الخدمات الطبية العسكرية في حماس أنه بناءً على ذلك عليه فقد قررت الخدمات الطبية وقف التعامل وتقديم الخدمات الصحية في مستشفياتها ومراكزها الصحية لبطاقات التأمين الصادرة من رام الله للأسباب السابقة الذكر.
بينما التزمت الخدمات الطبية العسكرية في رام الله الصمت ولم تعقب على قرار داخلية حماس ، فيما يبقى العسكريون المرضى وعائلاتهم بين سماء وطارق ، منهم من اضطر الى تجديد بطاقته الصحية تحت ظرف الاضطرار ومنهم من لجأ الى العلاج الخاص ، وأخرون لا يزالون محتارون بين “حانا” و”مانا” .
امد