غزة – تقرير امد / دخلت المساعدات الانسانية والاغاثية الى قطاع غزة ، مع أول هدنة ابرمت بظل العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع ، ونشطت جهات اغاثية وجمعيات عربية ودولية ، ومحلية ، بمحاولة منها مساندة المتضررين بأي شيء وعلى أي قدر وباسرع وقت ممكن ، وهذه الجهود مقدرة ، دون أدنى شك ، وتأتي في محلها وضروريتها ولكنها تحتاج الى إدارة جامعة ، وفق رؤية محددة ، لكي تصل الى المتضررين الفعليين ، دون سواهم ، وضمان عدم استىلام المستفيد منها أكثر من مرة ، بما يترتب عليه حرمان غيره منها ، هذا ما ينقص توزيع المساعدات الاغاثية بغض النظر عن طبيعتها ونوعها.
يقول ثائر الغانم أحد المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الاماراتي ، أن الجمعية بدأت منذ اليوم الأول للعدوان ، بتقديم مساعداتها الاغاثية للمتضررين ، في جميع انحاء قطاع غزة ، وبدأت بتقديم وجبات الافطار للتازحين في مدارس الانروا ، وتطورت نوعية المساعدات مع اشتداد الضرر على سكان قطاع غزة ، فتم تزويد المتضررين بمستلزمات ضرورية مثل الفرشات والوسائد ، وأواني الطبيخ ، وغيرها ، لمساعدتهم في مراكز الايواء ، والجمعية تواصل تقديم كابونات غذائية للمتضررين في أكثر المناطق المنكوبة “
سلمى ابو جزر ترى أن المساعدات الاغاثية المقدمة من قبل المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية ، تعبر عن المرحلة الصعبة التي يعيشها المواطن في قطاع غزة ، ولكنها ليست معونات علاجية ، بل هي مواد استهلاكية تخدمهم أنياً ، وقد لا يكون بعض المتضررين بحاجتها لذا تراهم يبعونها بنصف ثمنها للتجار ، وهذا الأمر له شواهد في كثير من مدن قطاع غزة ، ولذا كان لابد من تشكيل هيئة وطنية عليا ، لتنظيم المساعدات وتوزيعها وفق الأولويات والضروريات ، وأن لا يترك الأمر للعمل الفردي ، والغير منظم وأن قامت به جمعيات ومؤسسات كبيرة .
شكلت المساعدات الانسانية عاملاً مهماً في مواجهة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، وعملت دول، وجهات اقليمية ،واسلامية ومن فلسطين الداخل ، والضفة على جمعها باساليب مختلفة ، بدأت من التبرع الذاتي ، وانتهت بمعونات كبيرة سيرتها دول ، مثل مصر والاردن والسعودية وعمان والامارات وقطر والجزائر وغيرهم ، ودخلت الى مستودعات جهات مختلفة ، ومررت عبر جمعيات أهلية وتعاونية ، وتم توزيعها وفق قواعد بيانات للمتضررين ، أو الطالبين لها ، وربما وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين كانت أكبر العناوين التي استقبلت هذه المساعدات لتقوم بتوزيعها على المتضررين ، ومن ثم جعلت لبرنامجها الشامل حيزاً فقررت توزيع مساعدات غذائية لجميع ابناء قطاع غزة ، بغض النظر عن الضرر الذي اصابهم ، وتوزيعها جاء لكل رب أسرة وفق قاعدة بيانات تمتلكها ، وأن كانت الكابونة متواضعة إلا أن توزيعها على كل سكان قطاع غزة ، جعل من قيمتها ذات تكلفة عالية ، ولو تم دفع هذه التكلفة على المتضررين فقط لخدمتهم أكثر من اي مساعدات متفرقة وصلتهم .
حسين ابو عاصم يتهم بعض الجهات الاغاثية ، بمحاولة صرف المساعدات خارج اطرها التي من الممكن أن تخدم او تعالج بشكل واضح اثار العدوان ، بل يتهمها بأنها قصدت هدر اموال المساعدات بشكل متعمد ، وتوزيع مواد غذائية غير ضرورية ، واستشهد بمثل جرى مع النازحين في مدارس الايواء ، الذين كانت تصلهم وجبات الافطار بعد اذان المغرب بساعة وأكثر ، وقد دبروا أمورهم وافطروا على ما تيسر لهم ، لتلقى الوجبات الموزعة مصيرها في الحاويات دون أن يستفيد منها المتضررين ، ويتساءل ابو عاصم عن أسباب هذا الهدر الغير مبرر؟
فيما اجتمعت مجموعة من الجمعيات الأهلية بمدينة خانيونس في مبنى جمعية خانيونس الزراعية التعاونية ، وناقشت سوء إدارة وتوزيع المساعدات ، وإمكانية تشكيل هيئة تنسيقية فيما بينها لتخطي هذه المشاكل ، وضمان خدمة المجتمع المحلي في ظل الظروف الانسانية الحرجة ، وتمنت هذه الجمعيات توسيع اطر الهيئة التسيقية لتشكل أكبر عدد ممكن من الجمعيات في مدينة خانيونس ومن ثم باقي مدن القطاع لتشكيل قاعدة بيانات موحدة للمتضررين والتركيز على أولويات المساعدة ، و منها تأمين مأوى مؤقت ، الى حين البدء بإعادة إعمار قطاع غزة .
ومن المؤسسات التي باكرت في تقديم المساعدات الانسانية ذات الضرورة والتي لامست احتياجات النازحين ، هي مؤسسة فلسطين الغد ، التي يترأسها الدكتور سلام فياض ، ونفذت مشروع “مبادرة كرامة للتضامن الأسرى” وبنت فكرتها على مساعدة المتضررين الذين نزحوا الى عائلات أقاربهم ومعارفهم واصدقائهم ، وقامت بتوزيع مبالغ مالية عليهم وعلى من قام باستضافتهم ، لتوزيع اعباء الاستضافة والتخفيف عن المضيف ، وهذا ما عمل على تعزيز أواصل العلاقات الاجتماعية بين الأسر ، بدون تكلف أو زيادة تكاليف .
كما نفذت مؤسسة “فلسطين الغد” مشروع توزيع المياه الصالحة للشرب ، في المناطق التي استهدفها جيش الاحتلال ، ودمر فيها شبكات الري ، وبراميل المياه وخزنات المياه ، مما أدى المشروع الى التخفيف عن المتضررين بشكل كبير ، وعالج جانباً مهماً وضرورياً من جوانب حياتهم في المناطق المنكوبة .
محمود السهلي وهو من سكان المنطقة الوسطى ، يطالب حكومة التوافق أن ترتقي بعملها وتترفع عن لعب دور جمعية تعاونية أو أهلية ، في توزيع المساعدات ، وأن تكون على قدر المسئولية ، وتشكل شبكة أمان لكل المتضررين وتخصيص أراضي لإقامة مراكز إيواء وتأمين بيوت ولو مؤقتة ، لترحيلهم من المدارس ومراكز الايواء ، خاصة ،وأن موسم الدراسة بات على الأبواب ، والنازحون لازالوا يقيمون في المدارس ، التي تحتاج الى تأهيل وتحضير وتجهيز ، قبل البدء بالدراسة ، ووجه السهلي لومه لرئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله الذي لم يكلف نفسه بزيارة قطاع غزة ، للاطلاع على حجم الاضرار وتقدير موقف مناسب لمعالجة اثار العدوان ، رغم توفر هدنة تدوم لأيام.