غزة – الحياة الجديدة – عبد الهادي عوكل – أعلنوا حالة الطوارئ وسخروا أنفسهم لإنقاذ حياة غيرهم.. متحدين الدبابات الإسرائيلية بنقالات الشهداء والجرحى.. ليسقط منهم الشهيد والجريح، وتستهدف سياراتهم، وليسعفوا أبناءهم دون علمهم.. إنهم رجال الإسعاف الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جرحى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ثمانية عشر يوماً على التوالي.
منتشرون في جميع مشافي القطاع، وما ان يسمع دوي انفجار حتى ينطلقوا بسرعة البرق يبحثون عن مكان القصف والذي يخلف الشهداء والجرحى. كما أنهم يتعرضون خلال عملهم للقصف الإسرائيلي المباشر.
مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بشار مراد أوضح لـ”الحياة الجديدة” أن 31 من العاملين في الإسعاف والطوارئ تعرضوا للإصابة من الاحتلال خلال أداء عملهم في إسعاف الجرحى، فيما تم استهداف 21 سيارة، سيارتين منهما تعطلت بشكل كلي و10 سيارات خرجت من الخدمة لاستحالة تصليحها للإسعاف، و 9 سيارات تضررت بشكل جزئي.
وأكد أن الاحتلال يضايق على الطواقم الطبية ولا يحترم مهمتها الإنسانية، موضحاً انه قام بنصب حاجز في بلدة خزاعة شرق خان يونس، وأخضع سيارات الإسعاف والعاملين للتفتيش في الوقت الذي يحتاج فيه الجرحى الذين ينزفون في الشوارع إلى كل دقيقة لإنقاذ حياتهم.
المسعف رفعت شعت انطلق بسيارته فور سماع غارة جوية إلى جانب عدد من سيارات الإسعاف، في حي المنارة شرق خان يونس، ليتفاجأ بأن ثلاثة من أجساد أقاربه ممزقة بفعل القصف الإسرائيلي.
وفي نفس السياق، أكد المسعف كايد عوكل لمراسلنا، ان هذه الحرب هي حرب ضد المدنيين، واصفاً المشاهد التي رصدها بالمجازر. ولفت إلى أن ما جرى في حي الشجاعية مأساة بكل ما تعني الكلمة من معنى، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي منع الطواقم الطبية على مدار ساعات طويلة من الوصول للمنازل المستهدفة رغم علم الاحتلال بوجود إصابات وضحايا في المنازل والشقق السكنية التي استهدفها بقذائفه شرق الشجاعية.
وعن الحياة الشخصية للمسعفين، أوضح عوكل أن جميع المسعفين ألغوا حياتهم الشخصية وسخروا حياتهم وجهدهم لإنقاذ أبناء شعبهم من آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أنه لا يستطيع أن يجلس في بيته وهو يرى مشاهد الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة ولا يعمل لهم شيئاً.
ووصف الأوضاع في ظل التصعيد الإسرائيلي الحالي بالصعبة نتيجة الارتفاع في أعداد الشهداء والجرحى بشكل جنوني، مشيرا إلى أن عائلات بأكملها أبيدت من العدوان الإسرائيلي.
