
رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- على سرير مثقل بالوجع يرقد الأسير رياض دخل الله أحمد العمور (53 عاما)، ابن بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، يطلق عليه سجين ثلاثة محابس “المرض، والإصابات، والقضبان”، صاحب حكم المؤبد المكرر 11 مرة، ويقبع حالياً في معتقل عسقلان الإسرائيلي، يعد من أصعب الحالات المرضية الصعبة الموجودة في سجون الاحتلال التي تستوجب العلاج فوراً والإفراج عنه لسوء وضعه الصحي المتفاقم، فهو يعاني من مشاكل صعبة في القلب حتى قبل اعتقاله وتوجد في صدره بطارية منظمة لضربات القلب، وتحتاج إلى تغيير كل عدة سنوات، وقد انتهت صلاحيتها منذ سنوات وتماطل إدارة السجون في تغييرها، يرافقها إهمال طبي ومماطلة واضحة في تقديم العلاج اللازم من قبل إدارة معتقلات الاحتلال.
انضم الأسير رياض العمور للعمل في صفوف حركة فتح في مطلع الثمانينيات، وكان على رأس مجموعات كتائب شهداء الأقصى في بيت لحم، وقائمة المطلوبين للاحتلال، حملته المخابرات الإسرائيلية مسؤولية مقتل ضابط في الشاباك الإسرائيلي نفذها الشهيد حسن أبو شعيرة، في اجتياح بيت لحم وحصار كنيسة المهد كان أحد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال، وبعد ملاحقة ومطاردة استمرت ثلاثة أعوام اعتقل من منزل شقيقه الأكبر حابس في السابع من شهر أيار/مايو عام 2002، تاركا خلفه زوجة وخمسة أبناء أكبرهم آية وكان عمرها يوم اعتقاله 8 سنوات، منتصر 7 سنوات، لينا 5 سنوات، ملاك 3 سنوات، وأصغرهم محمد 10 أشهر، كبر الأولاد، تزوجوا، أنجبوا أحفادا، وأصبح جدا لتسعة أحفاد، ولم تعتقه الزنازين بعد، ولم تنته فاتورة العقاب بحقه، ويعاقب بسياسة الإهمال الطبي.
منتصر نجل الأسير تحدث لـ “الحياة الجديدة” حول وضع والده الاعتقالي والصحي، يقول” :عمل والدي مبكرا ضد الاحتلال فقد اعتقل في الانتفاضة الأولى لمدة شهر، وبعدها أصيب إصابة خطيرة وتم نقله سراً إلى مستشفيات القدس لمدة 40 يوماً، وفي الانتفاضة الثانية وخلال محاصرة كنيسة المهد أصيب بثلاث رصاصات، استقرت واحدة في الرقبة وامتنع الأطباء عن إخراجها خوفا من أن تسبب له الشلل الكامل”.
يتابع نجل الأسير، يعتبر والدي من الحالات المرضية الصعبة في سجون الاحتلال الإسرائيلية، فهو يعاني من مشاكل صحية عديدة منها: ضعف عضلة القلب، وإصابات بالرصاص في الظهر أدت إلى تلف الشرايين، واستئصال جزء من الأمعاء، والكبد، كما يعاني من وجود مياه على الرئة وتكاد تخنقه وتسبب له ضيقا بالتنفس، وقد تم استبدال صمام الإثني عشر له، وقلبه لا يعمل إلا من خلال بطارية منظمة للنبض، وتحتاج إلى استبدال بسبب انتهاء مدة صلاحيتها، وفي عام 2012 تعرض الوالد لوعكة صحية صعبة ودخل في غيبوبة فخضع لعملية قلب مفتوح وذلك لتغيير البطارية التي انتهت صلاحيتها، فقام أطباء الاحتلال بتغيير مكانها من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى فقط، الأمر الذي أدى إلى المزيد من الالتهابات الحادة، ونوبات غيبوبة متكررة يفقد خلالها الوعي ويتوقف قلبه ودماغه عن العمل، وازدادت حدتها في الفترة الأخيرة بعد وفاة جدتي قبل أشهر ولسوء وضعها الصحي لم تزر نجلها منذ فترة طويلة، ولم يعد يستطيع التحكم بالبول والبراز، إضافة إلى معاناته الناجمة عن مشاكل عديدة في الأسنان، وفقدان السمع في أذنه اليسرى.
يطالب نجل الأسير العمور جمعيات حقوق الإنسان، والجهات المسؤولة بمتابعة ملف والده الطبي الذي تخفيه مصلحة السجون والأطباء في السجن، موضحاً بأنه مكث في مسلخ سجن الرملة 10 سنوات، إضافة إلى تنقله الدائم في كافة السجون والمستشفيات باستمرار.
ولفت إلى أن شقيقه الأصغر اعتقل قبل عامين بتهمة إلقاء الحجارة، وحكم عليه بالسجن 8 أشهر، أمضى منها 6 برفقة الوالد، حيث عانق والده لأول مرة في أروقة السجن، على مرأى ومسمع كافة الأسرى داخل القسم، وقد فاضت دموعهم لحرارة الموقف.