المناطق الحدودية في قطاع غزة.. عنوان دائم لانتهاكات الاحتلال

غزة– الحياة الجديدة– نفوذ البكري- تشكل المناطق الحدودية العنوان الدائم والأبرز لانتهاكات الاحتلال المتواصلة ضد المواطنين في هذه المناطق، وما حدث أمس عندما استغلت قوات الاحتلال الضباب لإطلاق نيران أبراجها العسكرية تجاه المنازل والأراضي الزراعية شرق غزة، قد أدى لخلق حالة من الرعب والهلع، خاصة وان العديد كان يخلد للنوم كالمعتاد في ساعات مبكرة من الصباح مثلما حدث من توغل في مناطق شمال غزة وتجريف مساحات من الاراضي الزراعية.
ويتجاهل الكثيرون التأثيرات النفسية الصعبة الناجمة عن تكرار اطلاق النيران والقصف المدفعي في المناطق الحدودية وصدى الصوت الذي يصل إلى المدن المجاورة ويخلق حالة من الترقب بصورة دائمة.
ويتزامن اطلاق النيران في المناطق الحدودية مع التحليق الدائم لطائرات الاستطلاع او ما يطلق عليها اسم “الزنانة”، والذي يثير الازعاج للمواطنين ويؤدي للتشويش على بث الفضائيات، وفي حال سماع دوي الانفجارات الناجم عن تدريبات الفصائل، فإنه سرعان ما يتم الاستفسار والتوقعات بوقوع القصف الاسرائيلي.
ولأن المناطق الحدودية، من أكثر المناطق الزراعية، وتعتمد على مياه الامطار فإن العديد من المزارعين اعتادوا في هذه المرحلة بالذات التواجد في أرضيهم الزراعية في المناطق الحدودية لتجهيزها وزرع المحاصيل الشتوية او قطف بعض المنتجات، إلا ان كل هذا لم يحدث بالشكل المطلوب في ظل الحركة النشطة للآليات الاسرائيلية واطلاق النيران من الابراج العسكرية.
المواطن صبري النجار من منطقة خزاعة شرق مدينة خان يونس، قال “للحياة الجديدة”، انه يتردد في حال الذهاب لأرضه الزراعية في ظل استمرار الانتهاكات الاسرائيلية، وفي حال الذهاب فإنه لا يصطحب زوجته واولاده خوفا على حياتهم، مشيرا إلى أنه في حالات كثيرة اضطر مع غيره الهروب من المكان لتلافي مخاطر اطلاق النيران، رغم أن الوقت الحالي هو من أهم الاوقات اللازمة للاهتمام بالأرض وزراعة محاصيل معينة.
واعتادت المواطنة ام حمودة الذهاب إلى ارضها الزراعية في ساعات مبكرة من الصباح لجمع كميات من الاعشاب الطبية مثل الزعتر والمرمية والبابونج ومن ثم تحويلها إلى ربطات صغيرة لبيعها في بسطة خاصة برفقة ابنها لتلبية احتياجات العائلة، مؤكدة أنها فور سماعها اطلاق النيران، تمتنع عن الذهاب وتقنع ابنها بنفس الشيء رغم حاجتها للشواقل البسيطة التي تجمعها من بيع ربطات الاعشاب الطبية، وتحاول تدبير أمورها لحين هدوء الاوضاع على الحدود.
ولعل ما حدث أمس في شمال غزة، قد أعاد مظاهر الخوف والقلق التي تسيطر على المواطنين، خاصة بعد توغل 4 جرافات اسرائيلية على بعد يزيد عن 70 مترا في المنطقة الشمالية من بيت لاهيا، والقيام بعمليات التجريف لمساحات من الاراضي الزراعية، وبعد ذلك توجهت تلك الجرافات للمنطقة الشرقية لبلدة بيت حانون والقيام ايضا بتجريف الاراضي الزراعية، وكل هذا دفع العديد من المزارعين للانسحاب من المكان خوفا على حياتهم وثم عودتهم فور تأكدهم من انسحاب جرافات وآليات الاحتلال.
وتتميز المناطق الحدودية بوجود مساحات من الاراضي الزراعية والتي تستغرق المزيد من الوقت للعمل بها، ولذلك يلجأ البعض لإعداد الشاي عبر اشعال الحطب، وفي حال سماعهم لإطلاق النيران من الابراج العسكرية فإنهم يخافون من ترك المكان خوفا من اندلاع النيران الناجمة عن اشعال الحطب وفي نفس الوقت يخشون من اصابتهم بنيران الاحتلال ولهذا فإنهم يغادرون المكان لمساحة بسيطة تسمح لهم بالحماية او اطفاء النيران قبل مغادرة المكان.
وأكد المواطن ابو محمد حسين، الذي حاول عدة مرات الوصول إلى ارضه الزراعية وسط اطلاق النيران وتهديدات الاحتلال ضد المواطنين ومحاصيلهم الزراعية، ولذلك يتطلب اتباع المزيد من الاحتياطات والحذر الدائم لتلافي اطلاق النيران بشكل غير متوقع واستهداف مباشر للمواطنين.
وفي سياق متصل، يتعرض طلبة المدارس للمزيد من المخاوف خاصة في حال اطلاق النيران من الابراج العسكرية في ساعات الصباح، واثناء ذهابهم للمدرسة، ولهذا يحاولون السير عبر جماعات أو بطريقة سريعة خوفا من اصابتهم بنيران الاحتلال، مثلما حدث اثناء استهداف احد المدارس الواقعة في المناطق الحدودية.