غزة / وفا- زكريا المدهون: غابت أصوات الألعاب النارية عن مدينة غزة احتفاء بالناجحين بالثانوية العامة، وحل بدلا منها أصوات انفجارات القنابل التي تلقيها الطائرات الحربية الاسرائيلية.
تلقت أسرة أمجد حماد خبر حصوله على معدل (84%) في الفرع العلمي بفرحة منقوصة، واقتصرت فقط على تقديم التهاني والتبريكات من الوالدين والأشقاء اضافة الى الأعمام بواسطة الهاتف.
وبعد أن حمد الله على نجاحه، قال أمجد الذي يقطن مدينة الزهراء جنوب غرب مدينة غزة: ‘كيف أحتفل بنجاحي وأبناء شعبنا يستشهدون والبيوت تقصف وتهدم على رؤوس سكانها.’
وأهدى أمجد تفوقه الى أرواح الشهداء، مؤكدا أنه سيدرس الطب ليقوم بمعالجة أبناء شعبه الذين يتعرضون للقتل من قبل قوات الاحتلال.
بدوره، شدد والد أمجد، على أنه فرح بنجاح ابنه، وفي نفس الوقت حزين على رحيل آلاف الشهداء والجرحى، مؤكدا أن الاحتلال سرق الفرحة من قلوبنا، لكن كل ذلك يهون أمام تضحيات الشهداء والجرحى.
وفي السنوات الماضية كانت الاحتفالات تعم جميع محافظات غزة، وتطلق الألعاب النارية بالهواء وتسمع أصوات الزغاريد وتوزع الحلوى، لكن هذا العام بات المشهد مختلفا تماما فلا يسمع في غزة صوت انفجارات القنابل الناتجة عن الغارات الاسرائيلية.
وقال أحد المواطنين: ‘إن إبنة جيرانه حصلت على معدل 92%، ولم يعرف أنها متفوقة الا عن طريق ‘الإنترنت’ رغم ملاصقة بيته لبيتهم.
وقال: ‘قدمت التهاني لجاري عن طريق الهاتف مراعاة للظروف الراهنة جرّاء العدوان الإسرائيلي.’
بدورها، لم تحتفل أميرة الحلاق من سكان حي الشيخ رضوان شرق مدينة غزة، بنجاحها هذا العام مثلما احتلفت شقيقتها بنجاحها العام الماضي.
وأضافت:’فرحتي غير مكتملة كباقي زميلاتي لأن الحزن والألم والجراح تخيم على أرجاء محافظات الوطن.’
وتابعت:’كنت أنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر بعد أن اجتهدت وسهرت الليالي، لكن قدّر الله وما شاء فعل.’
وتقسم والدة أميرة:’إن فرحتهم ناقصة واقتصرت فقط على أهل البيت والأعمام بدون أية مظاهر.’
ولا يختلف حال عدي الهندي عن حال أميرة، فالفرحة غابت عن بيته رغم نجاحه في الفرع العلمي، مؤكدا أن نفسيته غير مهيأة للفرحة والاحتفال بنجاحه، بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
ويلف محافظات غزة من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا حالة من الحزن والآسى على أرواح الشهداء والجرحى.
وتشن قوات الاحتلال منذ اسبوع عدوانا بريا وبحريا وجوياً، أسفر عن استشهاد 192 مواطنا، واصابة حوالي الألفين، وتدمير مئات المواطنين.