حضر خبر اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة في أهم مواقع الصحف الأميركية والبريطانية والفرنسيّة، غير أنّ معظم هذه الصحف عنونت الخبر بأسلوبٍ يطمس حقيقة الجريمة التي ارتكبتها قوّات العدو الصهيوني .
أدّى ذلك، إلى جانب التركيز على الحرب الأوكرانية التي تطغى على غيرها من الأحداث، إلى مرور الخبر من دون ترك أثرٍ واضحٍ على الرأي العام.
بدايةً مع الولايات المتّحدة ، حيث عنونت وكالة أسوشييتد برس اثنين من تقاريرها حول الاغتيال على النحو التالي: “مراسلة الجزيرة تقتل بإطلاق نار في الضفّة الغربيّة” و”صحافيّة الجزيرة تقتل خلال مداهمة إسرائيلية في الضفّة الغربية”.
تغييب مرتكب الجريمة من العنوان، انسحب بشكلٍ أو بآخر على متن التقرير، حيث تم الاكتفاء بالإشارة إلى تحميل وزارة الصحّة الفلسطينيّة مسؤوليّة الجريمة للجيش الإسرائيلي، من دون تبنّي ذلك.
الأمر نفسه انسحب على “ذا نيويورك تايمز”، والتي تجاهلت قاتل أبو عاقلة، فعنونت أحد تقاريرها: “مراسلة الجزيرة تُقتل في الضفّة الغربيّة”، فيما جاء عنوان الخبر التالي: “شيرين أبو عاقلة، صحافيّة فلسطينيّة رائدة، تموت عن 51 عاماً”، في صياغة توحي بأنّ المراسلة توفّيت بشكلٍ طبيعي، لا نتيجة رصاص قوّات الاحتلال.
أمّا صحيفة واشنطن بوست، فكتبت: “صحافية أميركيّة تقتل على يد الجيش الإسرائيلي، بحسب شبكة (الجزيرة)، وإسرائيل تدعو إلى التحقيق”. محاولة إضفاء طابعٍ حياديٍ على العنوان، انعكست في نصّ التقرير، حيث قدّم المعدّون رواية كلّ من الجانبين الرسميّين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، كما ضمّنت شهادات لصحافيين فلسطينيين شهدوا على الجريمة.
من جهتها، لم يختلف تعامل الصحف البريطانية مع اغتيال مراسلة الجزيرة بشكلٍ كبير. فاكتفت “فايننشال تايمز” بنشر خبرٍ مقتضبٍ مع عنوانٍ يخفي بدوره مسؤولية قوّات الاحتلال: “صحافيّة الجزيرة المخضرمة تموت بإطلاق نار في الضفّة الغربية”.
أما “ذا غارديان”، فقد نشرت تقريرين حول الجريمة تجنّبت فيهما تبنّي رواية قناة الجزيرة أو الجانب الفلسطيني لكيفية موت أبو عاقلة. فجاء التقرير الأوّل بعنوان: “الجزيرة تتّهم القوّات الإسرائيلية بقتل صحافية في الضفّة الغربيّة”.
بينما كان التقرير الثاني ذا طابعٍ تأبيني للمراسلة وجاء في عنوانه: “مقتل شيرين أبو عاقلة: كانت صوت الأحداث في فلسطين”، حيث أضاء على أهم المحطات في مسيرتها المهنيّة، وتضمّن شهادتين من زميلين عملا معها.
بدورها، لم تختلف تغطيّة الصحف الفرنسية كثيراً عن نظيرتيها الأميركية والبريطانية، فاعتمدت صحيفة لوموند العنوان التالي :
“الجيش الإسرائيلي متّهم بقتل صحافيّة الجزيرة”. وركّز مراسل الصحيفة في القدس المحتلّة لوي إمبير في تقريره على الحديث عن مكانة أبو عاقلة في المشهد الإعلاميّ العربي، بما يفسّر حجم التأثّر في المنطقة العربيّة تجاه خبر اغتيالها.
ورغم أنّ المراسل أشار بوضوح إلى أن شيرين أبو عاقلة “قُتلت في جنين برصاص إسرائيلي، حسب شهود عيان، وحسب تأكيدات وزارة الصحة الفلسطينية، والقناة التي تعمل فيها”، فإن هذه المعلومات أًسقطت من العنوان.
أما صحيفة لو فيغارو، فقد اعتمدت في تقريرها حول اغتيال أبو عاقلة على تقرير وكالة فرانس برس، وأشارت إلى أنّ أحد مصوّري الوكالة أكّد على أنّ الصحافيّة الفلسطينيّة قضت برصاص عناصر الجيش الإسرائيليّ، كما نفى وجود مسلحين فلسطينيّين في مكان الجريمة، وعلى الرغم من ذلك اعتمدت الصحيفة عنوان: “مقتل صحافية الجزيرة خلال مواجهات في الضفة الغربية”.
بينما كان عنوان صحيفة ليبراسيون “الأكثر جرأة” بين عناوين الصحف الفرنسية الكبرى لناحية الإشارة إلى المسؤوليّة المباشرة لدولة الاحتلال، إذ عنونت تقريرها كالتالي: “كانوا يرتدون سترات الصحافييّن: صحافيّة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قُتلت أثناء عملية إسرائيلية”.
أمّا بقيّة المواقع الإخباريّة، فقدّمت مقالاتٍ مصغّرةً لا تقدّم عناوينها إشارات واضحة حول علاقة الجانب الصهيوني باغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فعنون موقع لوبس: “مقتل صحافيّة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية: أصابع الاتهام موجّهة إلى” إسرائيل”، فيما كتب موقع مجلة لوبوان: “الضفة الغربيّة: مقتل الصحافيّة شيرين أبو عاقلة خلال مواجهات”.
صحيفة إيطالية تطالب بإجراء “تحقيق محايد” حول اغتيال شيرين أبو عاقلة سلطت صحيفة “كورييرى ديلا سيرا” الإيطالية الضوء على استشهاد شيرين أبو عاقلة في جنين في فلسطين، وقالت إنها قتلت خلال مداهمات للاحتلال الإسرائيلى، على الرغم من أنها كانت ترتدى السترة الزرقاء التي تميز وجود صحفيين يقومون بتأدية عملهم.
ووصفت الصحيفة شيرين أبو عاقلة بأنها رمز للشباب الفلسطيني وأيقونة للصحافة الفلسطينية، ولكنها أصيبت خلال تغطيتها للأحداث الجارية في جنين من قبل الجيش الإسرائيلي، التي أودت بحياتها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن الاتهامات متبادلة بين الطرفين ، ولكنه في النهاية لابد من إجراء تحقيق محايد لإثبات الحقيقة، حيث أن إسرائيل تزعم بأنه لم يتم اطلاق النار على الصحفية الفلسطينية وكان اطلاق النار بعيدا كل البعد عن المكان الذى كانت فيه شيرين أبو عاقلة.
اما «دويتشه فيله» الألمانية فنقلت الخبر واتهامات الجزيرة لجيش الاحتلال باغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة بدم بارد. بينما نقلت عن مراسلتها في القدس، تانيا كرامر، قولها إن الملابسات «ما زالت غير واضحة».
الصحف الخليجية :ركّزت جل الصحف الخليجية في تغطيتها ، على خبر اغتيال مراسلة قناة “الجزيرة” شيرين أبو عاقلة، برصاص قوات الاحتلال الصهيوني .
وكان لافتا إبراز جل الصحف السعودية خبر اغتيال أبو عاقلة في صفحتها الرئيسية، إذ أبرزت صحيفة “الرياض” عنوانا رئيسيا “قوات الاحتلال تغتال (شيرين)”.
فيما نشرت صحيفة “الجزيرة” افتتاحية لرئيس تحريرها خالد المالك تحت عنوان “قتلوها!!”، جاء فيها أنه من غير المستغرب إقدام الاحتلال على “قتل الشعب الفلسطيني بدم بارد، وبالتقسيط”.
ونقلت صحيفتا “المدينة” و”البلاد”، وصحف سعودية أخرى خبر اغتيال شيرين أبو عاقلة على الصفحات الأولى، مع التركيز على ردود الفعل والإدانات الدولية الواسعة.
وفي قطر، أبرزت الصحف اليومية عدة صفحات من عدد الخميس لتغطية خبر اغتيال شيرين أبو عاقلة.
وعنونت صحيفة “الراية” خبرها الرئيسي عن أبو عاقلة بـ”إسرائيل تغتال صوت الجزيرة في فلسطين”، فيما أفردت صحيفة “الشرق” صفحتها الأولى كاملة لتغطية أخبار اغتيال أبو عاقلة.
صحيفة “الخليج” الإماراتية التي تصدر من إمارة الشارقة، اهتمت بخبر اغتيال أبو عاقلة، وكتبت “اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة يشعل فلسطين”.
فيما تجاهلت صحيفة “الاتحاد” التي تصدر من أبوظبي تناول الخبر في أي من صفحاتها.
في سلطنة عمان، عنونت صحيفة “عُمان” في صفحتها الرئيسية “العالم يدين اغتيال شيرين أبو عاقلة ومطالبات بتحقيق عادل”، كما أبرزت صحيفة “الرؤية العمانية” الخبر في صفحتها الرئيسية، وركزت على الإدانات العربية والدولية.
في مملكة البحرين، عنونت صحيفة “أخبار الخليج” افتتاحيتها بـ”جيش الاحتلال يغتال الصحفية شيرين أبو عاقلة”، فيما نشرت صحيفة “الأيام” خبر الاغتيال والإدانات الواسعة ضده في صفحتها الأولى أيضا.
اعداد الرفيقين : ابو سليم حسين عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني , مسؤول الساحات الاوروبية.
خليل حمد عضو اللجنة المركزية للجبهة